«الخروج من صنعاء ليس بسهولة دخولها».. الإيراني «إيرلو» أول المطلوبين على قائمة منتهكي القرار الأمريكي
- عدن، الساحل الغربي، فهد ياسين وسحر العراسي:
- 09:50 2021/01/18
قرار تصنيف المليشيات الحوثية منظمة إرهابية أجنبية، يضع الضابط في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو في قلب الظروف الجديدة التي يخلقها القرار، والتي شددت الخناق ليس على ذراع إيران في اليمن فحسب، ولكن أيضاً على إيران نفسها.
أسقط في يد الإيرانيين، بنفس القدر وربما أكثر مما حدث مع وكلائهم في اليمن، والمتابع للإعلام الإيراني وخصوصاً الوكالات والمنصات الرسمية والمقربة من الحرس الثوري يلاحظ أن الإيرانيين يتوجعون بكثرة.
وكرد فعل متوقع، تشاركت وسائل الإعلام الرسمية في طهران في الاعتماد على وقائع التصعيد الحوثي (المتوقع أيضاً) للهجمات الموجهة إلى داخل الحدود السعودية، علاوة على التصعيد العسكري في جبهة الساحل الغربي والحديدة منذ مطلع الأسبوع الجاري.
ويوم الاثنين أبرزت وكالة فارس تصريحاً منسوباً لوزير الخارجية في حكومة الانقلابيين الحوثيين، في رسالة إيرانية مبطنة بالواسطة الحوثية، لوحت أو صرحت بالأحرى بالنهج العدائي تجاه المملكة العربية السعودية ودول المنطقة، بالقول إن السعودية لا يمكنها أن تنعم بالأمن طالما لا تحصل عليه المليشيات في مناطق سيطرتها باليمن.
إيران التي اعتبرت وصول أو ظهور ضابطها العسكري في وقت سابق من العام الماضي في صنعاء بمثابة إنجاز ونصر أكثر من رمزي، تجد نفسها في ورطة التواجد المباشر في مركز الإدانة التي تعنيها استحقاقات ومندرجات قرار التصنيف الأمريكي لذراعها في اليمن كمنظمة إرهابية.
يفرض القرار عقوبات وقيوداً تتناول الجماعة الإرهابية ومموليها وداعميها في الداخل والخارج، ولحسن الحظ (أو عكسه على الإيرانيين) أن العسكري الإيراني المعين سفيراً لدى الإرهابيين يقع وبلاده تحت طائلة الإدانة المباشرة في الحالتين.
علاوة على أن القرار من المفترض أو المتوقع أن يشدد الحصار على وصول الدعم والمساعدات الإيرانية وتهريب الأسلحة والتقنيات العسكرية إلى الحوثيين، فإن التورط الإيراني الواضح في اليمن بات أكثر وضوحا لجهة التمثيل الرسمي على مستوى مفوض وسفير مطلق الصلاحيات لدى المنظمة الإرهابية أو (الحكم العسكري الإيراني كما يوصف في اليمن).
وبالنظر إلى ضم ثلاثة من كبار قيادات الجماعة الحوثية بمن فيهم زعيمها المرتبط بإيران عبدالملك الحوثي، في القائمة الإرهابية السوداء كإرهابيين عالميين، فإن الإيراني حسن إيرلو بات يتمتع بالمستوى نفسه من الوصم والحصر باعتبار مقتضيات عمله وتعامله المباشر مع القيادات العليا المذكورة والمحددة كإرهابيين على المستوى العالمي.
ما من شك أن ظهور المسؤول العسكري الإيراني مؤخراً في فعالية علنية أقامها الحوثيون في صنعاء لتأبين قاسم سليماني وقوله إن مركز المحور الإيراني (أو ما يوصف بالمقاومة) قد انتقل إلى صنعاء، كان واحداً من المستجدات التي فرضت ضغوطاً متزايدة نحو قرار التصنيف، بالترافق أيضاً مع الهجوم الصاروخي الإرهابي على مطار عدن.
وفي المحصلة، فإن القرار والتزاماته والإجراءات المترتبة، كل هذا معني بمواجهة الأهداف الإيرانية إلى تركيز جهودها في اليمن، وفي الصدارة يقف الممثل الرسمي لقيادة المحور الإيراني والضابط في الحرس الثوري حسن إيرلو في موقف أو موقع سليماني آخر وداعم عالمي لإرهابيين عالميين ولمنظمة إرهابية خارجية.
والخلاصة هي، أن الخروج من صنعاء ليس بسهولة دخولها، بأي من الطرق حدث ذلك.