في صنعاء غداة "تصنيف الحوثيين": "لا تصاحب إرهابياً"
صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
08:58 2021/01/12
في اليوم التالي على القرار الأمريكي بتصنيف المليشيات الحوثية منظمة إرهابية وضم ثلاثة من كبار قياداتها بمن فيهم زعيم المليشيات الموالية لإيران في القائمة السوداء كإرهابيين عالميين، ظهر الانفعال على أداء وسلوك الحوثيين في الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن القرار كان حديث الساعة والناس في صبيحة صنعاء الباردة يوم الثلاثاء 12 يناير/ كانون الثاني 2021م.
"مبروك حصلتم على اعتراف"!
نشبت سجالات ساخنة وجانبية في غير وسيلة مواصلات بسبب النقاشات التي سيطرت على الشارع في صنعاء غداة الإعلان عن تصنيف الجماعة الحوثية كإرهابية، الناس يتحدثون ولن يوقفهم أحد عن التحدث، ولا حتى كل إرهاب الحوثيين قادر على حظر الكلام.
في إحدى المرات، على الأقل، من واقع مشاهدة وتجربة الراصد تطور النقاش الحاد إلى عراك وتدخل الركاب لفض اشتباك بالأيدي بين مواطن ومسلح حوثي راح يزبد ويرعد بالتهديدات عندما قال الراكب ساخراً "مبروك قدكم إرهابيين وحصلتم على الاعتراف العالمي".
الحوثيون متوترون
التصنيف أزعج الحوثيين كثيراً، لا يستطيعون أن يكتموا الغضب والانزعاج مهما حاولوا. لقد بدا -وللغرابة- أن المليشيات وقياداتها تفاجأوا جداً بالقرار، وكأنهم أنكروا أنفسهم (!!).
قال محمد علي الحوثي مغردًا إن جماعته (الإرهابية) "تحتفظ بالحق في الرد". لكنه لم ولن يجد ما يقوله حول الكيفية وطريقة الرد على قرار أمريكي؟ علق أحدهم بمرارة لاذعة "سيفرضون على الناس التبرعات والمجهود الحربي وتنتعش السوق السوداء ويفجرون منازل أكثر".
حصار المزاج الشعبي
من الواضح أن المزاج الشعبي الذي ضاق ذرعاً بالحوثيين في العاصمة المختطفة يشعر بمزيج من التشفي والرضا تجاه أي خطوة أو واقعة تحصر المليشيات في زاوية الإدانة والتجريم. علق سائق حافلة شاب مثقل بالتذمر "أبصم بالعشر إنهم إرهابيين، لكن نشتي من يقول لنا متى وكيف عنخلص من هذا الكابوس؟".
أكثر ما يزعج وسوف يزعج الحوثيين هو استشعارهم ارتياح الناس تجاه كل قرار وواقعة تصم المليشيات، الأمر الذي يحصرهم أكثر في زاوية الغريم المكروه والمتسلط المنبوذ، رغماً عن كل هيمنة معادلة السلاح والقمع.
شعور ثقيل بكراهية الناس ونفورهم سوف يشدد الخناق حول الجماعة الانقلابية ومسلحيها المنبوذين كإرهابيين تطلبهم عدالة الشعب والدنيا بأكملها.
"لا تصاحب إرهابي"
لكن، وأكثر أهمية وواقعية من هذا وذاك، هو شعور متزايد يتملك الناس والأوساط الاجتماعية والمحلية بانحدار الجماعة الإرهابية وتحولها أكثر وأكبر إلى خطر حقيقي ومصدر خطر على من حولها ومعها. إحدى المقولات التي راجت اليوم في شارع صنعاء توصي "لا تصاحب إرهابي".
هذه أيضًا واحدة من المعطيات المزعجة للحوثيين وسوف تثقل عليهم بالتراكم، عندما سينفض من حولهم كل من في رأسه عقل. المستقبل القريب وليس البعيد لا يعد الحوثيين ومن يراهن عليهم ومعهم إلا بالأسوأ.
لا أحد يأمل خيراً في أو من ومع جماعة إرهابية في يقين وتجربة وخبرة اليمنيين في نظر وتصنيف العالم.