واقعة قتل ختام العشاري: قبحتم من طليعة قوم!

  • كتب/ فيصل الصوفي
  • 05:22 2020/12/26

.. وزاد العديني جبران الباشا غرد يهون من قدر الجريمة، حتى كاد يطمسها.. قبحتم من طليعة قوم!
 
علي العشاري، والد الضحية العدينية ختام، قدّم بلاغاً حول واقعة قتلها، بأيدي الهمج.. طلب من المُبلَغ القيام بأمرين يسيرين، وهما: إحالة جثة الضحية إلى الطبيب الشرعي، ومحاسبة الجناة.
 
لكن هل تدرون من هو ذاك المُبلَغ أو الذي تقدم إليه البلاغات؟ ليس وكيل النيابة في العدين، ليس رئيس النيابة في محافظة إب، ليس قاضي محكمة مختص، ليس حتى مدير الأمن أو مدير المباحث، وليس مدير المديرية ولا ولا ولا.. لقد قدم علي العشاري بلاغه إلى (الاخ مشرف عام مديرية العدين..)، نعم، إلى المشرف العام عبدالولي الهاروني.
 
والعشاري لم يخطئ أو يتُه عندما اختار وجهته، بل يعرف لمن السلطة الحقيقية في إب.. وحتى في مجلس الوزراء، وفي مجلس القضاء بالعاصمة صنعاء.. إنها دولة المشرفين.. السلطة فيها للمشرفين الذين عينتهم الجماعة الحوثية ليشرفوا على الوزراء والقضاة والمحافظين ورؤساء الهيئات التنفيذية، ورؤساء ووكلاء النيابات العامة، ومديري المديريات، ومديري الأمن وأقسام الشرطة، والجامعات والكليات والمعاهد والمدارس ورياض الأطفال، وجمعيات النفع العام والنقابات المهنية، والأحزاب السياسية أيضاً.
،،،
وانظروا.. فبعد ساعات قليلة من قتلها، ترأس العديني جبران الباشا (هذا وكيل محافظة إب) اجتماعاً لأعضاء المجلس المحلي ومسئولي الإدارات الحكومية والمشرفين الحوثيين ومدير مديرية العدين وجمع غفير من المعنيين والمشرفين والفضوليين، بغرض وضع برنامج عمل يوم الشهيد.. برنامج يليق بالمكانة.. البرنامج الذي قروه تضمن إقامة معرض صور، تجهيز قافلة، وتحشيد.
 
بالنسبة لنا كنا نحسب أنهم بصدد تخليد ختام العشاري شهيدة العدين وإب، والتذكير بالشهيدات والشهداء الذين قتلتهم الجماعة الحوثية.. وظننا -وبعض الظن أثم- أن معرض الصور سيخبرنا بصور جديدة إضافية غير ما رأينا عن واقعة قتل بنت العشاري، وتدمير نفوس أطفالها الفطيمين.. وتوقعنا أن القافلة ستقفل عائدة من مدينة إب إلى العدين مكللة بجثمان بنت العشاري.. وخمنا أن التحشيد سيكون من أجل المواطنة والكرامة.. فإذا بالاجتماع الموسع المشار إليه يضع خطة احتفال بذكرى حسين الحوثي، ومعرض الصور للحوثي، والقافلة لدعم ميليشيا الحوثي، والتحشيد تحشيد لجبهات الحوثي، وبالجملة احتفاء بالقتلة.. لقد بدا المجتمعون غير معنيين بجريمة قتل ختام العشاري.. وزاد العديني جبران الباشا غرد يهون من قدر الجريمة، حتى كاد يطمسها.. قبحتم من طليعة قوم!
،،،
سلطة همج هي سلطة المشرفين.. لا يحكمها قانون ولا عرف ولا دين، سارية المفعول في كل الأمكنة، وفي أي وقت.. ففي الليل، حيث يوجب القانون توقف عمل سلطات ورجال الضبط القضائي تجاه المواطنين، أكانوا في مقرات شغلهم أو في منازلهم، ترسل إدارة أمن مديرية العدين ليلاً عدداً من المسلحين لإحضار زوج ختام علي العشاري من منزله لمساءلته حول حالة سرقة، لكنهم لم يجدوا الزوج المطلوب، بل وجدوا الأولاد وأمهم.. ولكي يصلوا إلى زوجها قرروا ضربها بقسوة لعلها تدلهم على مكانه الذي لا تعرفه أصلاً.. زادوها ضرباً لتخبرهم عن ذلك الأمر الذي لا تعلم عنه شيئاً، ثم تركوها وهم بين يأس وفخار.. تركوها تئن من الأوجاع، وعادوا إلى إدارة الأمن، فجاء من ينقلها إلى المستشفى لكن أضرار الاعتداء كانت قد بلغت مبلغها، فجاء الموت إليها مسرعاً كما أسرع إلى بيتها رُجل دون ضمائر أو رجولة.

ذات صلة