اليمنيون في مناطق الشرعية: من يحمينا من الحوثيين؟!

  • الساحل الغربي، عبدالسلام القيسي:
  • 09:01 2020/12/09

في مناطق الشرعية لا أحد يحمي اليمنيين من نهب وسرقة ولصوصية وقانون غاب المليشيات الحوثية التي تسلب العمال والجنود والموظفين والباعة وغيرهم نصف أرزاقهم كعمولة حوالة والفارق يتسع ويتضاعف كل يوم... "نحن شُقاة (عمال) لجيوب المليشيات" يلخص عامل مطعم المأساة.
 
سنة خامسة حرب والمليشيات الحوثية تسطو على كل شيء، لم تترك لهذا الشعب لقمة عيش ولا راتباً. أخذت كامل ثروات الوطن، بل وسطت على كل ما بحوزتهم كمجهود حربي، فيما قررت أخذ الخُمس، وشرعت تأخذه من كل شيء، الرواتب غير المدفوعة لم تكف مسيرة المليشيات الكهنوتية وقررت وبدأت تأخذ عرق الكادحين.
 
قبل أشهر بدأت المليشيات بمصادرة الطبعة الجديدة من العملة، كامل سيولة الوطن من الطبعة الجديدة، إذ المليشيات لا تصرف الرواتب، وحكمت على كامل الشعب بالجوع والفقر لصالح الجماعة التي سلبت القديمة والجديدة من العملة.
 
يبكي الناس، كل الناس، العمالة، في المدن الأخريات، هي الطرف المتضرر والأكثر سحقاً في هذه اللعبة الكهنوتية والشرعية أيضاً. أحدهم اسمه محمد، يعمل في طلاء الرنج بمدينة عدن، يعيل أسرته الكاملة، في تعز، من زوجة وأم وأخوات وأبناء، يكدح طيلة الشهر لتوفير خمسين ألف ريال، يمني، لتحويله عبر الصرافات كمصروف للعائلة، يراسلني وأكاد أقرأ البكاء بين حروفه بلهجته البلدية وعفويته، وبساطته، يحدثني كيف أن المبلغ نفسه لم يعد يصل كاملاً، نصف المبلغ للمليشيات، أو لدكاكين الصرافات وهذا لا يفرق أبداً.. الفارق أن الكادح المسكين هو المتضرر بل والميت الوحيد والذي أنهكته هذه السياسة المالية القاتلة، والعائلات. 
 
 
الآخر، يدرس في صنعاء، وكليته التجارة، تسكن أسرته مدينة تعز، لديه مبلغ ثمانون ألف ريال شهرياً، توفره أسرته بكامل جهدها، بقضها وقضيضها، بكل ما تملك، تمنحه كامل قلبها ليدرس. أمه وأبوه واخوته يجوعون ليدرس.. لكن، فجأة سطت السياسة المالية الجديدة على نصف المبلغ. 
 
يقول لي: الثمانون ألفاً لا تكفي. كنت أجوع لأدرس، هنا أصبحت المعيشة باهظة، وهنا كل شيء مضاعف، ولكن الذي حدث وتحدثت فيه من أجله هو أن المبلغ أمسى يؤخذ منه النصف، تخيلوا هذه الجريمة.
 
يحتاج الطالب إلى ثمانين ألفاً أخرى ثمن الحوالة ليصل المبلغ، كما هو، كي يدرس.
 
قصتان فقط من ملايين القصص، التي يعيشها الشعب اليمني، في كامل هذه البلاد وهم يرون أن أموالهم تؤخذ دون وجه حق، الأموال التي لم تعط لهم من أحد، ولكنها تؤخذ أيضا دون وجه حق، هناك بشاعات قلما حدثت، وتهاون مريع من الشرعية، وهل قدر لهذا الشعب الذي مُنِع من رواتبه، في مدن الخضوع المليشياوي، أن يذهب يعمل ويكدح ليهب الحوثي نصف عمله، فثمة أستاذ بلا راتب، غادر مدينته إلى مدينة أخرى. 
 
 
لشهر كامل وبالكاد يستطيع توفير لقمة العيش لأولاده وفيما، هذا الأستاذ، لا يصدق حقيقة أن هناك من منعه من راتبه فلقد فرض عليه تسليم نصف مبلغ شقاه للصرافة 
 
الحوثي أولاً، وثانياً هي الشرعية، الكل يعمل على هذا الوضع المنفلت، الحوثي ينهب الثروة والراتب ويأخذ الخمس. والشرعية لعدم جديتها الحيلولة دون هذه المذبحة المالية تتحمل كذلك وزر ملايين الضحايا. شعب بلا راعٍ ورعية يرعاهم ذئب الكهوف المتوحشة.

ذات صلة