دماء وأشلاء في بر وبحر تهامة والساحل.. أكبر حقل ألغام في العالم
- الحديدة، الساحل الغربي، هبة حجري:
- 10:05 2020/11/30
في كل بقعة ومساحة من جسد تهامة وثرى الساحل الغربي باليمن خزّن الحوثيون الموت ليتربّص بالحياة ويتخطّف أرواح وأجساد الناس، في واحدة من أكبر حقول الموت في العالم.
يفقد مدنيون حياتهم أو أجزاءَ وأعضاءَ من أجساهم ومقدرتهم على مواصلة الحياة بشكل طبيعي، وتفقد أسر أربابَها وعائليها، ويفقد المجتمع المحلي الكثير من الطاقات والأيادي العاملة والأعمال، وبالتوازي في مساري التأمين.
ضحايا أدوات ومخلفات الموت الحوثية في الساحل وتهامة اليمن، يغطون كل الفئات ومن مختلف الأعمار والأعمال، وجميعهم أو غالبيتهم هم من المدنيين. مآسٍ إنسانية كبيرة وكثيرة تتزايد حالاتها وأعدادها، وتتَّسع مساحة الجرح والنزيف اليومي.
تشكِّل الألغام والعبوات الناسفة والرؤوس المتفجِّرة مختلفة الأحجام والأشكال والتقنيات، التي زرعتها وتقوم بزراعتها ونشرها مليشيات الحوثي الإرهابية، جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية آنية يومية وطويلة المدى.
تتزايد أعداد الضحايا من الأطفال والنساء والشباب وكبار السن، وتحصد المتفجرات والألغام أرواح المدنيين، وتخلِّف إصابات وإعاقات مزمنة، وتحرم الكثير من الأسر من عائليها ومصادر معيشتهم في أعمال الصيد والرعي والزراعة والنقل والأعمال البسيطة الجانبية المرتبطة بها، بينما يفقد أطفال حقهم في الحياة الطبيعية ويصحبون إعاقات بليغة ومؤثرة.
في سيرة النزيف المفتوح
* لم يتسنَّ لأسرة الشاب نايف عبدالله، وهو من سكان مديرية الخوخة في أقصى جنوب الحديدة - منطقة موشج الساحلية الشهيرة، تجميع الكثير من أشلائه عقب تطايرها بانفجار لغم زرعه الحوثيون في طريق حافلته، وخلَّف الانفجار إصابات متفاوتة لدى الركاب.
* الشاب علي صالح الفقيه (20 عاماً)، تعرض لإصابة بليغة؛ بتر كف يده اليسرى وكسور متفرقة وإصابات مختلفة بالشظايا في جسده، إثر انفجار لغم من مخلفات الحوثيين التي جرفتها السيول إلى إحدى المزارع الواقعة بين مديريتي حيس والخوخة جنوب الحديدة.
* توفيت طفلة (12 عاماً)، في انفجار لغم فردي من مخلفات مليشيات الحوثي في مفرق مديرية موزع، بينما ترعى أغنامها.
* استشهد مواطن واثنان من أطفاله، إثر انفجار لغم زرعته مليشيات الحوثي بالقرب من منازل قرية قضبة بمديرية الدريهمي.
* تعاقبت عبوات متفجرة حديثة الزراعة على إيقاع ضحايا من أعمار مختلفة في الطرق الرئيسية والحيوية الرابطة بين مديريات حيس والتحيتا والخوخة.
* الطفلان الشقيقان، عبدالله وفارع، من سكان موزع، كانا ضحية قلم متفجر من مخلفات مليشيات الإرهاب الحوثية، ففقد الأول ثلاثاً من أصابعه، وفقد الثاني قدرته على الحركة بعد تضرر قدمه بشظايا الانفجار.
* فجرت الفِرَق الهندسية للقوات المشتركة عبوة ناسفة زرعها الحوثيون في الخط الترابي الرابط بين مديريتَي التحيتا والخوخة جنوب الحديدة، بعد أيام على استشهاد وإصابة مدنيين جراء انفجار ألغام وعبوات حديثة الزراعة بسيارة نقل ودراجة.
* قُتل شخص واحد، وأصيب آخران، على متن دراجة نارية، في انفجار لغم من مخلفات مليشيات الحوثي، في منطقة المحجر، بعزلة الجمعة، الواقعة شمال مديرية المخا.
* الطفل عبده علي سالم، البالغ من العمر 14 عاماً، استشهد بانفجار لغم أرضي زرعته مليشيات الحوثي في الطريق المؤدي إلى منطقة المسنا الواقعة بمديرية الحوك.
* لغم أرضي مضاد للمركبات، من مخلفات المليشيات الحوثية، انفجر في شاحنة تقل عمالاً في تقطيع البصل في منطقة "الرمة" بالمخا، مما أدى إلى إصابة سائق الشاحنة حسن بوكري بجراح.
* توفي العقيد علي الكلدي، قائد إحدى فرق البرنامج الوطني لنزع الألغام، متأثراً بإصابته في انفجار لغم حوثي بمديرية موزع بعد أيام على بتر ساقه جراء الانفجار.
* بتر لغم أرضي، زرعته مليشيا الحوثي، ساقي شاب في العشرين من عمره، بمنطقة الحيمة في مديرية التحيتا.
* قُتل طفل في الحادية عشرة من عمره وأصيب طفل في التاسعة، بانفجار لغم أرضي، في مناطق رعي بقرية الفلاح جنوب غرب مدينة التحيتا.
* خلف صياد، من منطقة الحيمة الساحلية، فقد حياته بلغم حوثي، زوجته وأطفاله بلا عائل.
* وقُتل وأصيب عدد من سائقي الدراجات وأقارب لهم عبر الخطوط الداخلية والطويلة جراء ألغام أرضية وفردية بين مديريات حيس والخوخة والتحيتا.
مآسٍ ومعاناة
المآسي لا تتوقف وسجلات الضحايا في اتساع، وعلاوة على الضحايا الذين يفقدون حياتهم تتخلق معاناة لأسرهم.
* قضى الصياد يحيى بكرة؛ من أبناء مديرية الدريهمي، في انفجار لغم بحري بينما قصد البحر للاصطياد، مخلفاً وراءه زوجة وخمسة أولاد كانوا ينتظرون عودته بالرزق وبالطعام والصيد.
* بُترت قدم المواطن عثمان محمد عبدالله؛ من أبناء مدينة الصالح، شرق مدينة الحديدة، وهو أب لثلاث إناث، واستشهدت إحدى بناته، وأصيبت أخرى، وفقدت أمه حاسة السمع؛ إثر انفجار لغم حوثي زرعته …