زيارة الفريق طارق صالح لمعرض دبي للطيران 2025: بناء القوة في مواجهة الخطر الإيراني

11:00 2025/11/17

في ظل تصاعد التحديات الأمنية الإقليمية وتنامي المخاطر الإيرانية على البحر والبر والجو، جاءت زيارة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الفريق أول ركن طارق محمد عبدالله صالح، إلى معرض دبي للطيران لتجسد رؤية واضحة للمستقبل العسكري اليمني. هذه الزيارة لم تكن مجرد حضور ضمن فعاليات رسمية، بل حملت رسالة استراتيجية تؤكد أن اليمن لن يستعيد دولته إلا بتطوير قوة عسكرية قادرة على مواجهة التكنولوجيا الإيرانية وأدوات الحرب غير التقليدية.

خلال جولة الفريق طارق صالح في "دي وورلد سنترال" بدولة الإمارات، والتي رافقه فيها قائد القوات البحرية في المقاومة الوطنية العميد محمد بن محمد عبدالله صالح، ومدير خفر السواحل العميد عبدالجبار الزحزوح. وقف الوفد أمام أحدث ما أنتجته الصناعات الدفاعية العالمية من منظومات الطيران والمسيّرات والتقنيات الأمنية، في زيارة تتجاوز الطابع البروتوكولي لتضع أسس التحديث العسكري.

يدرك الفريق طارق صالح أن المواجهة مع الحوثيين انتقلت من حرب جبهات تقليدية إلى صراع مع مشروع إيراني عابر للحدود يعتمد على الابتكار التكنولوجي والحرب غير المتماثلة. ولهذا، ترتكز رؤيته لتعزيز القوة العسكرية الوطنية في أربع مسارات رئيسية:

- تحديث قدرات القوات البرية ومنظوماتها القتالية وفق أحدث المعايير العالمية.

 

- تطوير القوة الجوية المسيرة، التي باتت حجر الزاوية في الصراعات الحديثة.

 

- تمكين القوات البحرية وخفر السواحل لحماية السواحل اليمنية والممرات الدولية الإستراتيجية.

 

- تطوير الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لقطع شبكات التهريب وإفشال التمدد الإيراني.

 

أثبتت القوات البحرية وخفر السواحل للمقاومة الوطنية فعالية نوعية في حماية باب المندب والبحر الأحمر، إذ نجحت في إحباط عدة عمليات تهريب للأسلحة القادمة من إيران وتفكيك خلايا بحرية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. ووفق بيانات رسمية، تجاوزت العمليات الأمنية المقامة أكثر من عشرة إحباطات خلال العام الماضي، ما ساهم في حماية خطوط الملاحة الدولية المؤثرة في التجارة العالمية.

وفي سياق الاعتراف الدولي بهذه الجهود، أشاد مجلس الأمن في اجتماعه الأخير بدور قوات البحرية وخفر السواحل اليمنية، داعياً إلى تقديم دعم دولي مباشر لتعزيز قدراتها، باعتبارها خط الدفاع الأول في مواجهة خطر تهريب الأسلحة الإيرانية.

زيارة الفريق طارق صالح لمعرض دبي للطيران تعكس إدراكاً إستراتيجياً بأن معركة اليمن ليست مجرد مواجهة عاطفية أو إعلامية، بل تحتّم التخطيط والتحديث العسكري الفعلي، وصولاً لتحرير الشمال واستعادة الجمهورية عبر بناء قوات مهنية حديثة قادرة على فرض معادلة الردع على أرض الواقع.

ختاماً، تمثل هذه الزيارة خطوة مهمة في مشروع بناء قوة يمنية متطورة، قادرة على مواجهة التمدد الإيراني، وتحصين البحر الأحمر وباب المندب، ودعم المقاومة الوطنية براً وبحراً وجواً، ووضع أسس معركة استعادة الدولة والجمهورية.