الزنداني في "حوار المنامة": ازدواجية المواقف والمعايير شرعنت فوضى الحوثيين وإرهابهم البحري

  • المنامة، الساحل الغربي:
  • 07:07 2025/10/31

أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني أن الأزمة اليمنية تجاوزت إطارها المحلي، وأصبحت تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين، محذراً من أن استمرار التراخي الدولي في مواجهة مليشيا الحوثي يمثل ازدواجية خطيرة تهدد النظام العالمي برمته.
 
وخلال كلمته في الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأمن الإقليمي (حوار المنامة)، أوضح الزنداني أن المليشيا الحوثية ليست حركة وطنية كما تدعي، وإنما خلية زرعتها إيران في الجسد العربي، تعمل وفق أيديولوجية طائفية لا تمت للوطنية بصلة ولا تمتلك مشروعاً لبناء الدولة.
 
وأشار إلى أن "المفارقة المأساوية" تكمن في امتلاك جماعة متمردة لصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، في حين تفتقر الحكومة الشرعية إلى منظومة دفاع وطني متكاملة، وهو ما يعكس "خللاً صارخاً في ميزان العدالة الدولية".
 
وشدد على أن تراخي المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، خصوصاً القرار 2216، مكن إيران من التغلغل في اليمن، ومنح الحوثيين هامشاً أوسع لممارسة سياساتهم العدوانية، قائلاً:
«حين تُهاجم أكثر من مئتي سفينة في البحر الأحمر ويُهدد الاقتصاد العالمي، ولا يُصنف الفاعل كمنظمة إرهابية، فهذه ليست سياسة، بل ازدواجية في المعايير وشرعنة للفوضى».
 
وأوضح الزنداني أن الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من 70٪ من الأراضي اليمنية، وتعمل بمسؤولية للحفاظ على مؤسسات الدولة رغم محدودية الإمكانات، مؤكداً أن الحكومة لم تبدأ الحرب، لكنها تسعى لسلامٍ عادل ومستدام قائم على الشرعية واحترام السيادة والقانون الدولي.
 
وعلى هامش مشاركته في مؤتمر "حوار المنامة"، عقد الزنداني سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين الأمميين والدبلوماسيين الدوليين.
 
ففي لقائه مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، استعرض الجانبان مستجدات الأوضاع في اليمن، وجهود دعم الاستقرار.. وطالب الزنداني بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المختطفين لدى الحوثيين، مؤكداً دعم الحكومة الكامل لعمل المنظمات الدولية في اليمن.
 
وفي لقائه مع المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بيير كراهنبول،
ناقش الجانبان تطورات الأوضاع الإنسانية وملف المحتجزين.. وأكد الزنداني ضرورة ممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين للتعاطي الجاد مع ملف تبادل الأسرى، مشيداً بدور اللجنة في الإفراج عن السجناء، ومجدداً دعم الحكومة الكامل لجهودها الإنسانية.
 
وفي لقائه مع مساعدي وزير الخارجية السويسرية مونيكا شموتز وغابرييل لوشنغر، بحث اللقاء العلاقات الثنائية بين اليمن وسويسرا وسبل تعزيزها، إلى جانب التطورات السياسية والأمنية في اليمن.. وأوضح الوزير أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر تمثل تهديداً خطيراً للأمن البحري الإقليمي والدولي، داعياً إلى تنسيق دولي فعال لمواجهتها.
 
من جانبها، أكدت المسؤولة السويسرية دعم بلادها المستمر للجهود الأممية والإقليمية الهادفة إلى تحقيق السلام في اليمن، وأشادت بجهود الحكومة اليمنية في هذا الصدد.
 
وفي ختام مشاركته، دعا وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى مواقف أكثر جدية في دعم الحكومة اليمنية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، مشدداً على أن السلام في اليمن ليس ترفاً سياسياً، لكنه ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة والعالم بأسره.

ذات صلة