الحوثي اسلحة كاذبة ومعارك وهمية تهدد اليمن والخليج العربي

12:23 2025/10/30

 منذ سيطرت مليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء أصبحت هذه المليشيا نموذجاً متكرراً لاستغلال الحرب لتحقيق البقاء فهي لا ترى في السلام إلا تهديداً لسلطتها وفي الدولة المدنية مؤامرة على مشروعها في السيطرة والقمع، الحوثي لا يمتلك رؤية سياسية حقيقية ولا مشروعاً لإنقاذ اليمن بل يختلق المعارك ويزيف الصور الإعلامية ويعلن عن "انتصارات" وهمية ليبقى على قمة السلطة، بينما ملايين اليمنيين يعيشون تحت جحيم الانتهاكات اليومية والجوع والفقر والاعتقال التعسفي؛ ما يُسمى "بالقدرات العسكرية الحوثية" على الأرض ليست أكثر من أسلحة كاذبة وصواريخ تصنع ضجة إعلامية، تُطلق أحياناً باتجاه مناطق مدنية داخل اليمن أو في البحر الأحمر بهدف تضليل الرأي العام المحلي والدولي وإيهام المجتمع بأن الحوثي قوة إقليمية لا يمكن تجاهلها، وفي الوقت نفسه تُستخدم هذه المعارك الوهمية كذريعة لتكميم الأصوات الحرة واعتقال الإعلاميين والمثقفين والأكاديميين والناشطين وفرض الجبايات على المدنيين ونهب المؤسسات والاعتداء على حقوق الإنسان بشكل ممنهج، المعتقلون يُحتجزون بلا محاكمة وفي المحاكم الصورية التي يخضع لها القضاة لأوامر الحوثيين تُلفق التهم ويصدر حكم الإعدام بحق هؤلاء الابرياء، أو يُحقن بعضهم بمواد قاتلة ببطء تحت التعذيب لتصبح هذه السجون مصائد للدماء وليست مرافق قضائية.
هذا التلاعب بالواقع واستغلال الحرب ليس فقط داخلياً بل يمتد إلى التغطية الدولية على جرائم الحوثي بحيث يروج لنفسه كجزء من "المقاومة" في صراعات إقليمية مستغلاً أي أزمة كفرصة إعلامية، كما فعل في حرب غزة ليجعل من القضية الفلسطينية غطاءً لدعمه الشخصي وجباياته الداخلية وقمعه للمجتمع اليمني، هذا التضليل الإعلامي والادعاء بالكفاءة العسكرية يدفع المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع جرائمه بجدية، ويمنحه فرصة الاستمرار في نهج الإرهاب الداخلي والخارجي دون مساءلة حقيقية؛ إن استمرار هذه السياسات يعني أن الحوثي لن يحقق أي سلام حقيقي وأن اليمن سيظل مسرحاً للمعاناة الإنسانية بسبب وهم القوة والبطولات المعلنة إعلامياً، المجتمع الدولي اليوم أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية لا تحتمل التأجيل؛ فالسكوت على جرائم الحوثي يعني مشاركة ضمنية في جرائم ضد الإنسانية بما في ذلك الاعتقالات التعسفية والتعذيب والتجويع والاستهداف المباشر للمدنيين، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مطالبون بتحرك عاجل لتصنيف هذه المليشيا ككيان إرهابي يهدد الشعب اليمني والاستقرار الإقليمي، وفتح تحقيقات دولية مستقلة وفرض عقوبات صارمة على قياداتها وحظر سفرهم وتجميد أموالهم.
الحوثي يعيش على الحرب ويصنع المعارك الوهمية ليبقى في السلطة لكنه لا يستطيع إخفاء حقيقة واحدة: أي سلطة تبنى على الكذب والعنف لا تنجو وتعيش على دماء شعبها لا يمكن أن تدوم، المجتمع الدولي اليوم مطالب بأن يكشف الأكاذيب ويوقف نزيف اليمن ويعيد الحقوق إلى أصحابها لأن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا عندما يُجبر الحوثي على مواجهة القانون والعدالة وليس فقط على شاشات التلفزة ووسائل الإعلام.