تحت المجهر-نحتاج مجتمعاً يراقب ذاته!

11:39 2020/11/13

وصلتني اليوم صور من السائلة في تعز واجدها تتكرر في كل منطقة ومدينة في اليمن, ولذا ننتقل من كارثة الى كارثة لاسيما نحن من يعقد حياته وحياة ابنائه وبناته وتدمر كل شيء بشكل مباشر أو غير مباشر. لم نتعلم نحافظ على القليل الباقي معنا فلا نظافة شارع ولا حي ولا إماطة الأذى عن اي طريق, والتي سوف نسمعها من امام الجامع ان المقصود "مجرد شوك" وان ذلك سنة مستحبة, ولكن في حالنا فهي سنة واجبة حيث انها لا تؤذي المارة وانما تسبب كوارث اكبر.  
 
اليوم جمعة وسوف نسمع الخطيب يقول ان رسولنا عليه الصلاة والسلام قال" إماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة" لكن لن تفكر انك انت من يصنع الاذى, وان ما رميت به من النفايات في مجرى السيل هو كارثة يستوجب ان نقف ضد هذه الظاهرة، كون السيل سوف يبحث له عن مجرى اخر و يكون على حساب بيوت الغير. لماذا لايتحدث ائمة الجوامع على مشاكل شوارعهم واحيائها بدل من مشاكل لاتغير شيء حولنا في مجرة درب التبانة وسرد لقصص قديمة لاتهم احد؟ لماذا لا يكون كل جامع خلية لاصلاح ماحوله من حارات لتقويم سلوك من هم ساكنين حوله؟ فهل منطقي ان امام الجامع يمر على هكذا شوارع في الصورة ويطلع يتحدث في الجمعة عن موزنبيق و نيكاراجوا مثلا و التى اصلا لانعرف اين هن والشارع الذي به أكوام البناء أمامنا لكن لا نريد ننظر اليه؟
 
 هناك اشياء بايدينا نتعلمه, فلو الناس تناقش مشاكلها لكان ذلك اهم ولذا بالجامعة لابد أن يكون إدارة الحي أقلها لنقاش مشاكله كما في اندونيسيا مثلا . لو الناس نظفت حولها وحافظت عليه فنحن لانزيل الخبث من نفوسنا فقط وانما من حولنا بمعنى امطنا الأذي عن الطريق وبذلك اجتمعت مصلحة العبد مع طاعة الرب. 
 
ما الذي يجعل الانسان الغربي يرتقي بحياته كل يوم أكثر  ونظيف في سلوكه وتعامله ونحن العكس؟ ونتفلسف اننا نتوضأ بالماء خمس مرات في اليوم لنقول نحن قتلتوا النظافة ونخرج ١٠ متر من البيت ونحد أكوام الزبالة. نحن نكاد أن نكون زبالة في سلوكنا مع تحفظي على المصطلح واقصد خارج البيت ولانتصرف بنوع من المسؤولية ان هناك من يتأذى منا ولكن ضعفه او خجله لايجعلة يصارحنا بذلك ؟. 
 
الله لايحتاج لعبادتك ولا لصيام, اذا كنت تسبب اذى اينما تكون, فان بنيت بيت فقد رميت بقايا البناء في الطريق, وان رميت زبالة فانت تضعها في الشارع امام العامة وفي طريقهم , وتفتعل النظافة في بيتك وتحدثنا في مجلسك عن النظافة واماطة الأذى والاخلاق وحقوق المجتمع والدولة.
 
 عني اجد ان خطبكم وصلاتكم ونقاشكم في مجالسكم يجب ان تكون اولا في ترتيب بيوتكم وشوارعكم, ونقاش مشاكلكم, التي امام اعينكم. رتبوا شوارعكم واسواقكم ونظموها ونظفوها فانتم تبنو لكم بيئة نظيفة اقلها تحمون بذلك انفسكم و اطفالكم من الاوبئة والكوارث, وهذه امور بيدكم لا نحتاج لذلك دولة. المجاري و القمامة وبقايا البناء قتلت الناس وسببت اذية للصغير والكبير وشوهت الاحياء والمدن, فذلك اهم قبل العبادات والتهجد والصيام.
 
الكافر على قولتكم عقد تصالح مع ذاته فهو يهتم بها، وعقد تصالح مع اسرته فهي ركئزة مهمة له، وعقد تصالح مع بيئته فهي اطاره الذي يعيش به لايهدم اي شيء حوله ولايخربه، كون سوف يعود ذلك بالضرر عليه حيث كل شخص سوف ينهج نهجه ولن ننتهي من الفوضى. الكافر يهتم بشارعه وحديقته ومدينته, لانه يفهم ان الزبالة وبقايا مود البناء مواد لابد من تجميعها في مكان كمواد خام. وهناك سلطة تساعده يكون إنسان مرتب أو يتعاقب. ونحن عندنا سلطة الدين كاخلاق ورادع سماوي ولا نهتم.
 
الكافر على قولتكم يفصل نفايات الزجاج والورق والتغليف والعبوات الخفيفة الوزن المصنوعة من البلاستيك والألمنيوم والصفيح والمواد المركبة والملوثات والنفايات الإلكترونية وأجهزة التبريد والخردة المعدنية و مخلفات البناء وايضا نفايات البناء المختلطة والنفايات المتبقية ، حتى البلاستيك لايرمي بذلك للارض أو البطاريات أو بقايا الديزل كون الأرض تحتاج لعشرات السنوات للتتنظف من اثار ذلك. هو يشغل نفسه بأمور لكم صغيرة لكن للبيئة كبيرة، لانه اقلها يريد بيئة صحية له ولابنائه، يريد يترك لهم شوارع واحياء ووطن غير مخرب او منهكة او ملوث. يريد ان يساعد دولته او رجال المال على ايجاد امكانية لتدوير القمامة كثروة لهم فائدته انه ترك للاجال القادمة ثروة لم يهدرها الارتجال. يعلم نفسه ان معظم المواد الخام الطبيعية، مثل النفط الخام، محدودة للاجيال القادمة ولا يمكن استبدالها إلا جزئيا بمواد خام متجددة نشارك نحن في تجميعها. هذا مايتعلمه الطفل والاسرة هنا. 
 
الكافر على قولتكم يساعد في اصلاح ماحوله ويساهم في إعادة استخدام النفايات. فيجد عمله امامه, فالورق يعيد تدويره حتى خمس مرات. والزجاج يمكن إعادة استخدامه من الزجاج القديم من سبع إلى عشر مرات. هذه الإدارة المستدامة تحافظ على الموارد الطبيعية والمحدودة ولن اغالي لو قلت ان فصل النفايات وإعادة تدويرها يعتبر جزءا من الاقتصاد المستدام. يتعلم الانسان الغربي انه لايجب ان ينتج ويستهلك بأي ثمن. 
 
نحن ندمر كل شيء حولنا وفوق ذلك نشتكي, لماذا لايصلح حالنا؟ والمشكلة انت تساهم بصناعتها حتى برمي كيس زبالة في الشارع. واخيرا الى سلطات تعز والى سكان الشارع وامام الجامع بعد الصلاة تحركوا الى مكان الخلل واعملوا حراك مجتمعي لاسيما وانتم ليس معكم اشياء تشغلكم على حل مشاكلكم, اطلبوا من الذي رمى الاحجار وبقايا البناء رفع ذلك. 
 
الجامع الذي بهذا الشارع انظر لما حولك وبعدها اعمل خطب جمعة فلا يهمني اليوم فتح عمورية ولا طشقند.
 فلمن منتظرين لاصلاح ماحولكم اذا كنتم انتم تنتجوه كل يوم واصلا لاتوجد دولة؟
 
*صفحة الكاتب على الفيس بوك