لا طيران ولا موانئ.. يمنيون عالقون بين صواريخ الحوثي وغياب الحلول

- عدن، الساحل الغربي:
- 01:23 2025/05/09
تشهد الممرات البحرية والجوية في اليمن اضطرابات حادة جرّاء الغارات الجوية واستهداف المنشآت الحيوية، في تداعيات مباشرة لتصعيد مليشيا الحوثي في البحر الأحمر، ما تسبب بإغلاق المنفذ الجوي الوحيد في مناطق سيطرتها وتفاقم الأوضاع الإنسانية أمام اليمنيين.
في مطار الملكة علياء الدولي بعمان تكدّس أكثر من 200 مسافر يمني لليوم الثالث على التوالي، بينهم نساء وأطفال ومرضى، بعد تعذّر عودتهم إلى صنعاء نتيجة توقف الرحلات إثر قصف المطار وخروجه عن الخدمة؛ وناشد ناشطون وحقوقيون الحكومة الشرعية إيجاد بدائل عاجلة، متّهمين مليشيا الحوثي بتجاهل معاناة المدنيين وتعمد تفاقمها، حتى باتوا رهائن لمغامراتها وعبثها.
وفي سياق متصل بدأت أكثر من 15 سفينة تجارية على متنها نحو 200 بحّار، التوجه نحو ميناء رأس عيسى لتفريغ حمولاتها بعد أسابيع من التوقف بسبب التوترات العسكرية؛ وأكدت بيانات ملاحية وتصريحات للاتحاد الدولي لعمال النقل أن هذه العودة تُمثّل مؤشراً حذراً على تحسّن جزئي، في حين وصف مسؤولون بحريون الوضع بأنه "غير مستقر" ما يهدد أحد أهم الممرات التجارية العالمية.
الأزمة طالت أيضاً شركة الخطوط الجوية اليمنية التي دخلت مرحلة حرجة بعد تدمير ثلاث من طائراتها المدنية في غارات استهدفت مطار صنعاء، ما تسبب بخسارة نصف أسطولها وتعليق جميع الرحلات من وإلى المطار حتى إشعار آخر؛ ومع اقتراب موسم الحج تواجه الشركة تحديات كبرى لتوفير بدائل تشغيلية، وسط جهود حكومية لتفعيل غرفة طوارئ وجدولة الرحلات مجدداً، مع احتمالية اضطرار بعض الحجاج للسفر براً إلى السعودية.
وترافقت هذه التداعيات مع إدانات حقوقية وإنسانية واسعة حيث حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" من كارثة إنسانية وشيكة نتيجة استهداف ميناء الحديدة ومطار صنعاء، مؤكدة أن هذه الهجمات تهدد حياة ملايين المدنيين وتعيق تدفق المساعدات الحيوية، بينما دعت المنظمة الدولية إلى تحييد المنشآت المدنية وضمان استمرار العمل الإغاثي دون عوائق.
في ظل هذه التطورات تبقى حركة الملاحة البحرية والجوية في اليمن رهينة للتجاذبات الإقليمية وغياب الحلول فيما يدفع المدنيون، ثمن الانهيار المعيشي والشلل السياسي الذي يضرب البلاد منذ عقد من الزمن بسبب الحرب التي فرضتها المليشيا الحوثية خدمةً للمشروع الإيراني.