يواجه برنامج الغذاء العالمي (WFP) أزمة غير مسبوقة في اليمن، حيث يستعد لتسريح أكثر من 230 من موظفيه، بينهم 210 يمنيين و20 أجنبياً، إضافةً إلى إغلاق مكاتبه في محافظتي حجة وإب، وسط تصاعد الانتهاكات الحوثية بحق موظفيه والعمل الإنساني.. ووفقاً لمصادر مطلعة، أبلغ البرنامج بعض الموظفين بإنهاء عقودهم، فيما سيتم إخطار البقية خلال الأيام المقبلة.

 

تأتي هذه الخطوة بعد تصاعد الاعتداءات الحوثية على أنشطة البرنامج، حيث اقتحمت المليشيا منتصف الشهر الجاري مستودعاً للمساعدات في صعدة، واستولت على أكثر من 2.5 مليون كيلوجرام من السلع المخصصة للمدنيين؛ وأكدت القيادة المركزية الأميركية أن الحوثيين استولوا على ما يزيد عن 5.7 مليون رطل من المواد الغذائية في 15 مارس الجاري، معتبرةً هذا الاستيلاء "مثالاً على استهتار المليشيا بالشعب اليمني".

 

وفي ظل تصاعد الانتهاكات كشفت منظمة "ميون" أن 45% من إجمالي موظفي الأمم المتحدة المحتجزين في العالم يقبعون في سجون الحوثيين، حيث يحتجزون 23 موظفاً من أصل 52 وفقاً للإحصاءات الأممية؛ ولفتت المنظمة إلى أن وفاة أحمد عبدالخالق باعلوي، أحد موظفي برنامج الغذاء العالمي، أثناء احتجازه في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، تعكس السياسة العدائية للمليشيا تجاه العمل الإنساني.

 

من جانبه، دعا المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن إلى الإفراج الفوري عن جميع المحتجزين، مشيراً إلى المخاطر الكبيرة التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني؛ ومع اقتراب عيد الفطر حثّ المسؤول الأممي الحوثيين على إطلاق سراح المختطفين، لتمكينهم من العودة إلى عائلاتهم.