من الساحل الغربي... إرادة لا تُهزم ونضال يصنع المستقبل

  • نشوان ناجي نشوان
  • قبل 9 ساعة و 56 دقيقة

في مثل هذا التوقيت من كل عام، نستحضر واحدة من أبرز المحطات الوطنية في مسار النضال الجمهوري المعاصر، حيث شهد اليمن إنشاء المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بقيادة العميد الركن والقائد الهمام طارق محمد عبدالله صالح، حفظه الله، ورفاقه الأبطال الذين أثبتوا خلال أربعة أعوام من التأسيس والعمل الميداني والسياسي، أن الإرادة الصادقة والعزيمة الصلبة قادرة على صناعة الإنجازات والنجاحات وتجاوز التحديات.
 
في زمن وطني استثنائي، وفي خضم معركة الدفاع عن الهوية اليمنية والجمهورية، استطاع المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، بقيادة العميد الركن القائد طارق محمد عبدالله صالح، ورفاقه الأبطال في الجانب العسكري والسياسي، أن يخطّوا ملحمة وطنية رائدة، ويسيروا بخطى ثابتة وطموح لا ينكسر، نحو إعادة اليمن إلى مساره الجمهوري الصحيح، انطلاقًا من الساحل الغربي، حيث ولدت المقاومة واستعاد اليمن روحه الوطنية.
 
أربعة أعوام من الثبات والنضال الوطني، انطلق خلالها المكتب السياسي من قلب الساحل الغربي من مدينة المخا التاريخية ليكون صوتًا للجمهورية، ومنبرًا لتطلعات وإرادة الشعب اليمني، وسندًا لكل الأحرار في معركتهم للحفاظ على النظام الجمهوري، ولاستعادة الدولة ومؤسساتها من براثن المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران.
 
أربعة أعوام من العمل الدؤوب والمواقف الصلبة، أثبت خلالها المكتب السياسي للمقاومة الوطنية أنه رقم صعب في معادلة النضال الوطني، ورمز أصيل لحلم اليمنيين باستعادة دولتهم، والعمل نحو تعزيز الاصطفاف الوطني في مواجهة نازية السلالة الكهنوتية من مليشيات مران وعبيد طهران، التي اختطفت مؤسسات الدولة، وعبثت بمقدرات الوطن وسرقت حاضره ومستقبل أجياله.
 
لقد عمل المكتب السياسي للمقاومة الوطنية خلال هذه السنوات بكفاءة واقتدار وجهود دؤوبة، على خدمة القضايا المصيرية للوطن والمواطن بكل جدارة واقتدار، على تعزيز الصف الجمهوري، إلى جانب جهود الأبطال في ميادين الفداء والتضحية، وتثبيت خيار مؤسسات الدولة والبناء والتنمية والعمل السياسي والإنساني، وإعلاء صوت البناء والتنمية والإنجاز والعقل والحكمة والإنسانية، في مسار وطني جامع لا يستثني أحدًا، ولا يفرط في أيٍ من ثوابت اليمن الجمهوري وهويته العربية.
 
وفي هذه الذكرى الغالية، نتوجه بتحية إجلال وفخر لكل الأبطال المخلصين، من القيادات السياسية والعسكرية، ومن الجنود المجهولين خلف الكواليس، فهم جنود مجهولون في الظل، لا يسعون إلا لتحقيق طموحات أبناء الشعب اليمني في الحرية، يبذلون أرواحهم وطاقاتهم بصمت وإخلاص من أجل وطنٍ ومواطن يستحق الحياة،  وطنٌ نريده آمنًا، جمهورياً، موحدًا، حرًا، ديمقراطياً تسوده العدالة وسيادة القانون.
 
تتجدد هذه المناسبة لتبقى محطة مضيئة نستلهم منها دروس الثبات والعزم والإصرار والإرادة، ونشحذ بها الهمم لمواصلة الطريق حتى تتحقق الأهداف النبيلة في المستقبل المشرق المنشود على طريق استعادة الدولة، في بناء يمن جمهوري حر، آمن، مزدهر، ومتماسك، يمن تتسع آفاقه لطموحات كل أبنائه، ويكون فيه للعدالة والسيادة والمواطنة المتساوية موقع الصدارة، يمن خالٍ من الشوائب السلالية والمناطقية البغيضة، والجهوية والعنصرية المقيتة وعصابات الفساد والشر والجهل والظلام الزائلة..
 
يدوم عهد كل الأحرار والشرفاء والمخلصين في جميع أنحاء المعمورة بأن تظل بوصلتهم الوطن، وقضيتهم الجمهورية، وغايـتـهم سلامة وسعادة شعبنا اليمني العظيم ورفع المعاناة والظلم والضيم والعبودية القسرية عن كاهله، حتى يعود اليمن قويًا مزدهرًا، ويستعيد مكانته التي تليق بتاريخه العريق وشعبه الأبيّ.
 
خواتيم رمضانية مباركة، وكل عام وأنتم بخير، وفي خير، وإلى خير دائمًا.

ذات صلة