تُظهر بيانات رسمية تراجعًا غير مسبوق في أعداد الطلاب الملتحقين بالجامعات في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، حيث انخفضت التسجيلات الجامعية بشكل كبير نتيجة للأوضاع الاقتصادية المتدهورة، انعدام فرص العمل، والأزمات الأمنية المتفاقمة.

 

في جامعة صنعاء، انخفض عدد الطلاب المقبولين للعام الجامعي 2022-2023 إلى 10,579 طالبًا فقط، مقارنة بـ57,668 في العام السابق، ما دفع لإغلاق أقسام الدراسات الإنسانية في الجامعات الحكومية، وسط عزوف شبه كامل عن تخصصات مثل التاريخ، الفلسفة، واللغات الأخرى.

 

يرجع أكاديميون هذا الانخفاض إلى العجز الاقتصادي الذي يدفع الأسر لتقليص الإنفاق على التعليم، إضافةً إلى تراجع فرص التوظيف التي أحبطت آمال الشباب، حيث لم تعد الشهادات الجامعية ضمانًا لمستقبل وظيفي؛ في الوقت ذاته، ساهم انقطاع الرواتب منذ سنوات في دفع الشباب إلى البحث عن بدائل أخرى، كالالتحاق بالجبهات العسكرية، التي تقدم دخلاً بسيطًا عبر المساعدات الغذائية، مما ساهم في تسرب الطلاب من التعليم.

 

على صعيد آخر، كثّفت مليشيا الحوثي من حملاتها الطائفية داخل الجامعات، حيث تُجبر الكوادر الأكاديمية والإدارية في الجامعات الأهلية على حضور دورات مغلقة تنتهي بزيارات لأضرحة رموز الجماعة وأداء قسم الولاء لعبدالملك الحوثي؛ وأكدت مصادر إعلامية أن هذه الأنشطة تشمل محاضرات طائفية وبرامج تعبئة عسكرية، فيما تُستخدم موارد الجامعات الأهلية، مثل جامعة العلوم والتكنولوجيا، لتمويل هذه الحملات.

 

تفاقم الوضع الراهن أدى إلى اختلال أولويات التعليم الجامعي وتراجع أعداد الملتحقين به، مما يُغلق آفاق المستقبل أمام الطلاب والخريجين، ويُرسخ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في مناطق سيطرة الحوثيين.