تقرير: الحوثيون يصعّدون حملات القمع والاختطافات تزامناً مع الذكرى الـ62 لثورة 26 سبتمبر
- الساحل الغربي - خاص
- 12:34 2024/09/21
تشهد العاصمة المحتلة صنعاء ومحافظة إب ومناطق أخرى تحت سيطرة الحوثيين موجة اختطافات وقمع غير مسبوقة، مع تصاعد الدعوات الشعبية للاحتفال بالذكرى الثانية والستين لثورة 26 سبتمبر المجيدة، التي أطاحت بالنظام الإمامي في اليمن عام 1962؛ استهدفت هذه الحملة قيادات سياسية، إعلاميين، ونشطاء مدنيين، في محاولة واضحة من جماعة الحوثي لإخماد أي تحركات للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية.
سلسلة اختطافات ممنهجة
في صنعاء، شنت المليشيا حملة اختطافات واسعة طالت قيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام، بينهم الشيخ أمين راجح، الشيخ علي ثابت حرمل، الأستاذ أحمد عبدالله العشاري، الدكتور سعيد الغليسي، ونايف النجار، حيث تم اقتيادهم إلى جهات مجهولة؛ وفي محافظة إب، اختطفت المليشيا الناشط يحيى الجعشني بعد إعلانه استعداده للاحتفال بثورة 26 سبتمبر عبر منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما قامت مليشيا الحوثي في محافظة إب باختطاف الشيخ فهد أمين أبوراس، إضافة إلى آخرين أعربوا عن تضامنهم مع المختطفين ودعوا للاحتفال بالثورة؛ شملت الاختطافات أيضًا الشابين أمجد مرعي ويحيى الجعشني، بسبب نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي ودعواتهم للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية.
في تصعيد سابق، استهدف ما يسمى بـ "جهاز الأمن والمخابرات" التابع للحوثيين إعلاميين ونشطاء مدنيين، حيث تم اختطاف رداد الحذيفي وسحر الخولاني، بينما تم استدعاء آخرين للتحقيق على خلفية دعوتهم للاحتفال بعيد ثورة 26 سبتمبر، وتهديدهم بالتصفية.
وفي خطوة استهدفت أصوات أخرى، اختطفت المليشيا رئيس الاتحاد اليمني للكونغ فو محمد راوح، بعد نشره فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي حول قضية الممثلة سمية العاضي.. وتم احتجازه في صنعاء بعد إجباره على حذف الفيديو؛ كذلك تم اختطاف شيخ قبلي في محافظة الضالع، زايد راجح المنتصر، بسبب منشور له حول ثورة 26 سبتمبر.
وفي محافظة ذمار، تم اختطاف حسين علي الخلقي، أحد قيادات حزب المؤتمر، بالتزامن مع اختطاف المليشيا الشيخ فارس حرمل في صنعاء، الذي اختطف بعد مطالبته بالإفراج عن قريبه "الشيخ علي ثابت حرمل"؛ أما في محافظة حجة، فقد أقدمت المليشيا على اختطاف المعلم التربوي حمود علي نور، الذي سبق إطلاق سراحه بعد اختطافه على خلفية كتاباته التي كانت تطالب الحوثيين بصرف الرواتب المستحقة.
أدانت الحكومة الشرعية، على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، حملة الاختطافات التي وصفها بأنها تصعيد خطير ضد النشطاء والمدنيين والصحفيين؛ أشار الإرياني إلى أن هذه الحملة تأتي ضمن مساعٍ حوثية لإرهاب الأصوات الحرة ومنع نقل الحقائق؛ طالب الإرياني المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتحرك العاجل لإدانة هذه الانتهاكات والضغط على الحوثيين للإفراج عن المختطفين؛ وجددت نقابة الصحفيين اليمنيين دعواتها للإفراج عن الصحفي محمد المياحي، الذي تم اختطافه بعد مداهمة منزله في صنعاء.
يرى مراقبون أن هذه الحملة الحوثية تأتي في إطار تخوف الجماعة من الاحتفال الشعبي بذكرى ثورة 26 سبتمبر، والتي تعد رمزاً للحرية والتحرر من نظام الإمامة الذي تحاول المليشيا إعادته إلى اليمن عبر انقلابها؛ يعكس هذا السلوك القمعي ضعف الجماعة في مواجهة الاحتقان الشعبي المتزايد.
البرلماني أحمد سيف حاشد أكد أن حملة الاختطافات لن تؤدي إلا إلى زيادة الاحتقان الشعبي والتعجيل بـ"انفجار كبير" ضد الحوثيين، مشيرًا إلى أن ثورة 26 سبتمبر تظل حاضرة في وجدان الشعب اليمني رغم محاولات الحوثيين طمس هذا الإرث الوطني.
كشفت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران عن خطة للاحتفال بالذكرى العاشرة لانقلاب 21 سبتمبر 2014؛ وفقًا لموقع "سبأ نت" الخاضع للجماعة، اجتمعت اللجنة العليا للاحتفالات برئاسة أحمد الرهوي لإقرار خطة احتفالات تمتد من 21 حتى 28 سبتمبر في صنعاء والمناطق التي تسيطر عليها المليشيا؛ تهدف هذه الاحتفالات إلى ترسيخ سردية الحوثيين وتقديم الانقلاب كـ"ثورة" لتحريف التاريخ اليمني.
في نفس السياق؛ تسعى المليشيا إلى طمس ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962، التي أسقطت نظام الإمامة وأرست قواعد الجمهورية اليمنية؛ وقد تجلت هذه المساعي في تهميش الاحتفالات بهذه المناسبة، بالتزامن مع حملات القمع والاختطافات التي شنتها الجماعة قبيل الذكرى، مستهدفة أي مظاهر شعبية قد تعبر عن الرفض للحوثيين.
تواصل مليشيا الحوثي محاولاتها لقمع أي تحركات شعبية للاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر، وذلك عبر حملات اختطاف وترهيب ضد النشطاء والقيادات السياسية؛ وعلى الرغم من تصاعد هذه الحملات، فإنها تواجه موجة إدانة محلية ودولية، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع واحتمالية انفجار الغضب الشعبي في وجه الجماعة.
وفي ظل هذا التصعيد، تتزايد الدعوات إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتدخل والضغط على الحوثيين لوقف انتهاكاتهم وحماية الحقوق المدنية والسياسية في المناطق الخاضعة بالقوة والقمع لسيطرتهم؛ ومع استمرار هذا الصراع، يظل اليمنيون يحتفظون بإرث ثورة 26 سبتمبر، كرمز للحرية والكرامة، في مواجهة محاولات الحوثيين لإعادة البلاد إلى الحكم الإمامي.