كيف تستغل مليشيات الحوثي أحداث غزة بعسكرة المدارس وتجنيد الأطفال في تعز؟

  • صامد عبدالله، تعز، الساحل الغربي
  • 12:34 2024/02/09

تستغل مليشيات الحوثي الانتفاضة الفلسطينية في قطاع غزة، التي اندلعت في السابع من يوليو 2023، لعسكرة مختلف جوانب الحياة في محافظة تعز، وخاصة المدارس الحكومية، حيث تفتح مراكز للتدريب والتجنيد للأطفال والشباب تحت شعارات مزيفة للدفاع عن غزة ومحاربة أمريكا وإسرائيل.
 
وتواجه هذه الحملة رفضا شعبيا واسعا من قبل الأهالي والمعلمين والطلاب، الذين يرفضون أن يصبح أبناؤهم ضحايا للمليشيات الحوثية، التي تزرع في عقولهم الطائفية والتطرف والكراهية، وتحرف مناهجهم الدراسية، وتهدد مستقبلهم التعليمي والمهني.
 
عسكرة المدارس
 
في مديرية شرعب السلام، التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية، تمارس عمليات عسكرة المدارس بشكل واضح ومنظم، من خلال مسؤولين حوثيين في مكتب التربية والتعليم، ومشرفين ثقافيين موالين للمليشيات.
 
ويروي الأستاذ سيف أحمد (اسم مستعار)، مدرس في مدرسة الجماهير بمنطقة الشريف، كيف أن مليشيات الحوثي كثفت حملتها لتجنيد أطفال المدارس منذ بداية أحداث غزة، بدءا من المحاضرات الثقافية الإلزامية الأسبوعية، التي تقيمها في المدرسة، ويستعرضون فيها ضرورة مواجهة أمريكا وإسرائيل، ويسردون مقولات للهالك حسين بدر الدين الحوثي، مؤسس الحركة الحوثية.
 
ويضيف أنه تطور الأمر إلى تدريب الطلاب على تدريبات عسكرية في حوش المدرسة، تشمل زراعة الألغام والعبوات الناسفة، والتعامل مع الأسلحة المختلفة، والانتقال إلى مرتفعات المنطقة لتدريبهم على القنص واستخدام الأسلحة المتوسطة.
 
ويشير إلى أن مطلع الأسبوع الماضي، باشرت المليشيات ترويج حملة التجنيد في المنطقة، من خلال مسؤول الحشد والتعبئة بالمنطقة، المدعو عصام مدهش، الذي يحاول إغراء الطلاب بالمال والمكافآت والوعود الكاذبة.
 
شكاوي الأهالي
 
يرفض أهالي العزل والقرى في مديرية شرعب السلام، أن يصبح أبناؤهم ضحايا للمليشيات الحوثية، التي تحاول استغلال انتفاضة غزة لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، وتبث سمومها في الكتب المدرسية والدورات الثقافية التي تقيمها في المدارس.
 
وتقول المواطنة أسرار بجاش (اسم مستعار)، أن مليشيات الحوثي تعمل على تجنيد أطفال المدارس وتحويلها إلى معسكرات تدريبية، وتستخدم في ذلك قياديين في صفوفها، مثل محمد محمد الناصري، الذي يعمل على استقطاب الطلاب من خلال دوره في التعبئة الجهادية، تحت ذريعة مقاتلة أمريكا وإسرائيل.
 
وتضيف أن عصام مدهش، مسؤول التعبئة العام في منطقة الشريف، حاول أخذ ابنها لينضم إلى معسكرات المليشيات، لكنها أغلقت عليه في المنزل ومنعته من الخروج، وهي طريقة تستخدمها كل الأمهات في مناطق سيطرة المليشيات، لحماية أبنائهن من الانزلاق إلى الهاوية.
 
وتوضح أن الأسر في المنطقة تتصدى بكل ما تستطيع لحملات التجنيد المختلفة، التي تقودها مليشيات الحوثي تحت أقنعة ذات طابع واحد، يقف خلفها الكهنوت الإمامي، الذي يسعى لإعادة اليمن إلى عصور الظلام.
 
وتؤكد أن قلة قليلة فقط التحقوا بالمليشيات، منهم كبار بالسن ومدرسين متقاعدين، الذين هددتهم المليشيات بقطع رواتبهم، وأشخاص تربطهم مصالح خاصة مع المليشيات منذ سنوات، ويتعاونون معها في نشر الفتنة والترويج للتجنيد. وهؤلاء الأشخاص يواجهون استنكارا واحتقارا من قبل الأهالي، الذين يعرفون حقيقتهم ومواقفهم.
 
رفض شعبي
 
تصدى أهالي عزلة بني حسام والعدن والمناطق المجاورة لمحاولات المليشيات الحوثية تحويل مناطقهم إلى ساحة للتمارين العسكرية، التي تستخدمها في أنشطتها التدريبية، بالإضافة إلى ممانعتهم الدفع بأبنائهم إلى معسكرات المليشيات، كما حملوا القيادات الحوثية مسؤولية الجر لأبنائهم إلى معسكرات الإرهاب الحوثي.
 
ويقول الشيخ سعيد يحي، أحد عدول منطقة بني وهبان، إن مشرف المليشيات طلب منه أحد أقاربه ليلتحق بمعسكر المليشيات، فرد عليه بقوله: "اذهبوا بأطفالكم أولا إلى معسكرات الحوثي". ويشير إلى أن المليشيات الحوثية تسعى للزج بأبناء الأهالي في محارق الموت، وترفض الدفع بأقاربها وأبنائها في تلك المعارك.
 
مخاطر مستقبل مجهول
 
نتيجة لتحريف المناهج الذي طال الكتب المدرسية، وتلوث المدارس بالطائفية والتجهيل الممنهج من قبل مليشيات الحوثي، يشعر الأهالي بقلق بالغ ومخاطر تحاصر فلذات أكبادهم من مستقبل مجهول محفوف بالخطر، ويستهدف العقول.
 
ويقول أحد العاملين في قطاع التربية بمحافظة تعز، أن الكثير من الأسر تمكنت من نقل أبنائها إلى المدارس في المناطق المحررة، خوفا من الاجتياح الفكري والثقافي الممنهج من قبل المليشيات، وغزو العقول بفكر ظلامي دخيل على المجتمع.
 
ويضيف أن البعض تسرب من التعليم في بداية المرحلة الثانوية، وآخرون اعتادوا على دراسة الكتب المحرفة لغرض الامتحانات، حيث تمثل الأسرة خط دفاع مناعي لأبنائها أمام السموم الفكرية الحوثية.
 
 
مناشدة الأهالي
 
يناشد أهالي مديريات تعز التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية ورعاية الطفولة، للتدخل لحماية الأطفال من الانزلاق إلى العنف والتطرف، والحفاظ على حقهم في التعليم والحياة الكريمة، ووقف جرائم المليشيات الحوثية ضد الإنسانية في اليمن.

ذات صلة