يتعرض المدنيون للاختطاف من قِبل النقاط العسكرية التابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية في مختلف الممرات الرسمية والفرعية، وتختلف التهم المنسوبة للمواطنين؛ وفقاً لرغبة المليشيات واحتياجاتها.

 

الناشط الحقوقي نور الدين المنصوري، يروي أبشع الانتهاكات التي يتعرض لها المختطفون داخل سجون مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

"عشرة أشهر في سجون المليشيات كافية لتعيدك إلى عصر الإمامة بكل تفاصيلها، انتهاكات وظلم وتعذيب وحشي". هكذا استهل الناشط الحقوقي نور الدين عبدالواحد المنصوري حديثه للساحل الغربي، معبراً عن بشاعة الجرائم التي ترتكبها المليشيات بحق المختطفين.

 

مبررات وسجون 

 

تطلق مليشيا الحوثي الإرهابية تهماً مختلفة لغرض واحد: الاختطاف والتعذيب.

 

في الأيام الأولى للانقلاب الحوثي في فبراير 2016، تعرض الشاب "نورالدين المنصوري" للاختطاف في إحدى نقاط المليشيات بمنطقة فرزة صنعاء، أثناء مروره اتجاه الحوبان. وقيل له أنت داعشي، ثم اغمضت عينيه وقادته إلى مدينة الصالح، التي تتخذ منها سجناً لمعتقليها.

 

أول يوم تعذيب كان في مدينة الصالح، ومن ثم تم نقله إلى سجن سري في ذمار يعرف باسم "سجن الشمالية" خلف كلية المجتمع.

 

بحسرة صوت، يواصل المنصوري حديثه: "تمارس مليشيا الحوثي الإرهابية أبشع أنواع التعذيب.. تعذيب لغرض التعذيب لا لسبب آخر، وباستخدام وسائل مختلفة منها: التعذيب بالضرب بالحديد واليد والسلاح، التعليق على السطح شبه الدجاجة، وأيضا الزحف في الصباح الباكر في مياه في حوش طيني وسط البرد القارس في ذمار، والصعق بالكهرباء، والتعليق بالرجلين، والحرمان من النوم، والتعذيب بتقطير الماء فوق الرأس لفترة كبيرة".

 

وأضاف المنصوري، إن الحياة في سجون المليشيات عبارة عن مقابر للأحياء.

 

السجون عبارة عن  غرف ضيقة بلا أكسجين، لا يزيد عن ثلاثة أمتار ونصف أو أربعة أمتار يتم وضع فيها ما بين 20 الى 25 مختطفاً، لا يتم إخراجك منها إلا للتعذيب وتعود.

"لا صحة.. لا غذاء.. لا ماء صالح للشرب".

يلجأ المختطفون للشرب من الحمامات، ويشترك عشرة أفرد في وجبة لا تغطي احتياج جوع فرد.

 

وأكد المنصوري أن سجون الحوثي إخفاء وتعذيب، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسك. نظامهم من أدخلك السجن له الحق وحده أن يخرجك لوكنت حتى ليس لديك أي قضية.

 

مناشدة 

 

وجه المنصوري -الذي أصبح يعمل في رصد الانتهاكات ضمن اللجنة الوطنية للتحقيق في الانتهاكات في اليمن- رسالة ومناشدة لجميع الجهات الحكومية والدولية بضرورة الضغط على الحوثيين في تحريك قضايا المختطفين والمخفيين قسراً والإفراج عنهم ومحاسبة كل من تم مارس الاعتقال بدون أسباب أمنية.

 

ورسالة خاصة لليمنيين بضرورة الصبر والصمود حتى استعادة الجمهورية.