يتذكر صلاح سهيل فظائع التغييب والتعذيب في زنازين الحوثي
- تعز، الساحل الغربي، محمد سعيد:
- 05:04 2023/08/30
| "كان يتم استخدام الكهرباء معي والمرابيع الخشبية والحديدية ومرابيع الألمونيوم"
| تم منع أهلي من زيارتي وبعدها تم ابتزازهم مليونين ونصف المليون
| لديهم أساليب تعذيب جسدية وأخرى نفسية، شعرت بأني بيد عصابة وقطاع طرق
صلاح سهيل، أسير (مختطف) أُفرِج عنه في صفقة تبادل بين مليشيات الحوثي ومحور تعز العسكري، بعد ما يقارب العامين من الأسر والاعتقال في زنازين مدينة الصالح التي حولتها المليشيات إلى أقبية موت وتغييب وتعذيب، والذي تتخذه مليشيات الحوثي سجناً ومعتقلاً لأسرى الحرب ومختطفي الشوارع والتغييب القسري.
المختطَف صلاح، خريج جامعة الحديدة بمؤهل بكالوريوس مساعد طبيب، كان يعمل في ميدي التابعة لمحافظة حجة طبيباً، وغاب عن أطفاله وأسرته ما يقارب ثلاثة أعوام، وعندما قرر العودة إلى أسرته قطعت مليشيات الحوثي الفرحة واعتقلته في ورزان أثناء مروره برفقة ابن عمه واقتادته إلى مدينة الصالح ليمكث فيها ما يقارب العامين.
كانت أمه وطفلته البكر ذات الخمسة الأعوام تتوسلان صلاح بعدم المرور من طريق دمنة خدير للاحتياط، وكانتا تطلبان منه أن يمر طريق التربة العين وصولاً إلى مديرية سامع مسقط رأسه، غير أنه قال لهما إنه لا تهمة عليه، وسيمر عبر طريق دمنة خدير.. حينها لم يكن يعلم أن المليشيات تترصد طريقه وأن مروره في تلك الطريق سيزج به في معتقلات الانقلابيين لعامين.
كانوا أثناء التعذيب يربطون على عينيّ حتى لا أرى من يقوم بتعذيبي
اختطف صلاح في 3 يناير 2020م، وتم إخفاؤه في معهد الهجر لمدة أسبوع وبدون تحقيق مسبق، ومن ثم تم نقله إلى مدينة الصالح يقول صلاح إنه نُقل إلى سجن الصالح مربوط العينين وعلى متن طقم، وتم إخفاؤه من أجل قيام سماسرة الحوثي بابتزاز أسرته وأخذ الأموال منهم وتم منعه من الاتصال بأي شخص لأكثر من شهر.
وعن التعذيب الذي كان يتعرض له في سجون مليشيات الحوثي يقول "كان يتم استخدام الكهرباء معي والمرابيع الخشبية والحديدية ومرابيع الألمونيوم، وقيدت علينا اتهامات كثيرة لا صحة لها ولا علاقة لنا بها، وبالقوة نوافق عليها، ورفضوا يقيدون في ملفاتنا معلومات عن عملنا الصحي والإنساني الذي كنا نقوم به، وكانوا أثناء التعذيب يربطون على عينيّ حتى لا أرى من يقوم بتعذيبي، ويتناوب في تعذيبي عدد من الأشخاص، وكان تعامل كامل المشرفين معنا بالقسوة، حتى إذا قمنا بالمطالبة بأبسط حقوقنا".
يضيف صلاح "إلى جانب التعذيب الجسدي كان هناك أنواع من التعذيب النفسي يمارس علينا كوضعنا في غرفة صغيرة فيها مخلفات البشر، ويتركونا فيها من يوم إلى ثلاثة أيام متتالية وعلى وجبة واحدة في اليوم، وفي بقية الأيام يعطونا خمسة لترات من الماء لكل سجين يستخدمها لكل احتياجاته.
يؤكد صلاح "تم منع أهلي من زيارتي لما يقارب الخمسة أشهر وبعدها تم ابتزازهم وأخذ منهم مبالغ مالية بلغت مليونين ونصف المليون، بعدها سمح لهم بزيارتي".
وبخصوص التغذية الخاصة بهم يقول "بالنسبة للتغذية كنا معاهم في مشاكل دائمة حولها، وكان الغداء واحد زبادي وكدم لكل ثلاثة أشخاص، ووجبة الغداء نصف نفر رز لكل شخصين، وكان هناك منظمات تتكفل بتغذية السجناء وتهتم بنظافتهم غير أنها لا تصل الينا".
بكل حرقة وألم يتحدث عن تجربة الأسر والسجن التي قضاها في سجن الصالح: "تجربة السجن كانت مؤلمة ولديهم أساليب تعذيب جسدية وأخرى نفسية، وأنا في المعتقل شعرت بأني بيد عصابة وقطاع طرق، تعامُلهم دون رحمة، لا أخلاق ولا دين ولا قانون يحكمهم، الأكثر والصعب في ذلك مشاهداتك لأناس لا حول لهم ولا قوة، يتم إهانتهم وحبسهم بسبب اتهامات لا أساس لها من الصحة، ومن بين المختطفين شيوخ تجاوزت أعمارهم الثمانين عاماً".