الحكومة اليمنية: الأمم المتحدة "تكافئ القاتل"

  • توفيق الشنواح | independentarabia
  • 07:41 2023/08/12

وصفت الحكومة الشرعية في اليمن قرار دعم الأمم المتحدة للمتمردين الحوثيين بمعدات بقيمة 750 ألف دولار من أجل نزع الألغام، بـ"المكافأة للقاتل والاستهتار بأرواح الأبرياء".

وكان الدعم الأممي الذي جاء عن طريق برنامج (إنمائي UNDP) عبارة عن معدات لنزع الألغام في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، ودعت الشرعية اليمنية الأمم المتحدة إلى "مراجعة القرار وإعادة النظر في سياستها"، معتبرة أن الميليشيا المدعومة من إيران هي "من تزرع الألغام".

واعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني أن الأمر "تجاوز غير مقبول للحقائق على الأرض"، وقال "ما حدث استخفاف واستهتار بأرواح وآلام عشرات الآلاف من ضحايا الألغام الحوثية"، وكانت الجماعة الحوثية أعلنت الإثنين الماضي تسلمها للمعدات.

 

الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية

واستعرض الأرياني في بيان عرضه على الصحافيين أمس قيام ميليشيا الحوثي منذ انقلابها في 2014 بزراعة الألغام بكميات هي الأوسع منذ "الحرب العالمية الثانية" على حد وصفه، "بشكل عشوائي من دون تفريق بين مواقع عسكرية ومدنية".

وأضاف الأرياني أن الميليشيا قامت بزرع الألغام في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لاستهداف السفن التجارية وناقلات النفط وتهديد خطوط الملاحة الدولية"، وخلال الأعوام الماضية شهدت خطوط الملاحة العشرات من حوادث ألحقت الضرر بالسفن التجارية وقوارب الصيد بسبب "الألغام البحرية" التي أدت إلى مقتل وإصابة مئات من الصيادين"، وفق الأرياني.

ويعتقد مراقبون أن ثمة تعارضاً للأمم المتحدة التي دعمت الحوثي لنزع الألغام، بينما أصدرت في وقت سابق بيانات عدة تتهم الحوثي بزراعتها، وتقدر الحكومة اليمنية أن الميليشيا زرعت ما يزيد على مليوني لغم، "تمثل تهديداً للحياة في مختلف المناطق لعقود مقبلة".

7 آلاف ضحية

وأشار المسؤول اليمني إلى ضحايا هذه الألغام يتجاوز "أكثر من 7 آلاف ضحية من المدنيين بين قتيل وجريح غالبيتهم نساء وأطفال بسبب شبكة الألغام الحوثية"، منوهاً إلى أن التقارير أكدت أن "تلك الألغام لم تكن ضمن مخازن وعتاد الجيش اليمني قبل 2014، وأنها صنعت من الحوثيين بإشراف خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني".

وأضاف "لم تقم ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الدولة بانتزاع لغم واحد، وظهرت قياداتها في وسائل الإعلام، وهي تزور معامل تصنيع الألغام والعبوات الناسفة في مدينة الحديدة، وتنظم العروض العسكرية والمعارض لما سمته الصناعات الحربية لإبراز منتجاتها من صناعات الألغام البرية والبحرية".

واعتبر المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام فارس الحميري القرار الأممي أن له تبعات "خطرة"، مؤكداً أن "الحوثيين هم الطرف الرئيس في زراعة الألغام الفردية المحرمة دولياً".

وقال الحميري إن الدعم السابق للمتمردين "لم نلمس له إي أثر"، إذ نشهد حوادث شبه يومية لانفجارات ألغام وأجسام حربية في مناطق سكنية خاضعة لسيطرة الجماعة".

جهود "مسام"

وبحسب الوزير الأرياني فإنه وعلى رغم شح الإمكانات لحكومته، إلا أنه وبالتعاون من المشروع السعودي (مسام) "نبذل جهداً كبيراً لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام".

وتقدم السعودية عبر مشروعها "مسام" إضافة إلى نزع الألغام مساعدات طبية للضحايا، من خلال إجراء جراحات تجميلية تشمل تركيب للأطراف الصناعية مع إعادة التأهيل الطبي.

وفي مايو (أيار) 2019 أعلن البرنامج الإنمائي (إنمائي UNDP) تسليم 20 سيارة دفع رباعية لشريكه المحلي "المركز التنفيذي لنزع الألغام" التابع لسلطات الحوثيين، وعلق حينها إن "الدعم من أجل البدء بعملية نزع وتطهير موانئ الحديدة من الألغام".

 

ذات صلة