يوميات مختطَف في سجون المليشيات الحوثية
- الساحل الغربي، خاص:
- 07:52 2023/03/31
تقود مليشيا الحوثي حملة اختطافات واسعة بحق المدنيين، وكل من يخالفها في الرأي أو الفكر، وتزج بهم في غياهب سجونها لتذيقهم أشكال التعذيب النفسي والجسدي، في ظل غياب شبه تام للدور الرقابي للمنظمات الدولية.
ويدفع المواطنون اليمنيون القاطنون في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي ثمناً باهظاً.. يتعرضون بشكل شبه يومي لحملات مداهمة وتفتيش لمنازلهم، بل واعتقالات واسعة تطال المدنيين في تهم ملفقة الهدف منها إرهابهم وابتزازهم مالياً.
اعتقالات وابتزاز مالي
في حديثه لـ"الساحل الغربي" يقول الأستاذ عبدالغني الهيج: "أثناء ما كنت في المدرسة لتأدية واجبي التربوي، جاء طقم حوثي وعليه مسلحون، واقتادوني إلى سجونهم، دون أن يكون هناك أي مبرر للاعتقال، وفي السجن تعرضت لكل أشكال التعذيب النفسي والجسدي".
الأستاذ عبدالغني الهيج، من أبناء مديرية التعزية التابعة لمحافظة تعز والتي تسيطر عليها مليشيا الحوثي، يعمل مدرساً في مدرسة الإمام مالك بنفس المديرية، واعتقلته المليشيات ليظل الهيج في سجونها قرابة عامين تعرض فيهما لشتى أنواع التعذيب، وحرمته حتى من التواصل بأسرته لتبتزهم من الجانب الآخر: المال مقابل وعود زائفة بإخراجه.
من جهته يقول المواطن محمد علي، أحد المعتقلين في سجون المليشيات سابقاً: "أخذوني من وسط باص النقل وأنا ذاهب أطلب الله (أزاول أعمالاً حرة) واحتجزوني في سجونهم، ثم تواصلوا مع أهلي وطلبوا منهم مليون ريال مقابل إخراجي، رغم أنني أمي وليس لي بالسياسة ناقة أو جمل"..
تعمل مليشيا الحوثي على اختطاف المواطنين واحتجازهم في سجونها تحت مبررات واهية من أجل ابتزاز أهاليهم ومقايضتهم بالمال مقابل إخراج أبنائهم المختطفين.
أشكال العنف
يتعرض المختطفون القابعون في سجون الملشيات الحوثية لشتى أنواع العنف والذي يرقى ليكون جرائم بحق الإنسانية.
في هذا الشأن يقول الأستاذ محمود دائل: "بعد اعتقالي أطلقوا النار على جسدي، واستقرت رصاصاتهم في بطني ليكون جزءاً من عقابهم عليّ، تركوا العملية مفتوحة لمدة 9 أشهر في السجن، في ظل تردي وضعي الصحي والجسدي، حيث كنت أتمنى الموت دون أن أترك لأقاسي كل أشكال الإهمال الطبي المتعمد".
ويروي "دائل"، أن أحد زملائه في معتقل مدينة الصالح فارق الحياة أمام عينيه أثناء التعذيب، حيث لم يحتمل التعذيب الجسدي الذي توالى عليهم ما بين الصعق بالكهرباء والضرب وتحمل الأثقال لساعات طويلة والطعن وما إلى ذلك، وسط سجن يفتقر لأبسط الخدمات أو حتى نوافذ الهواء والضوء.
بدوره يصف الأستاذ عبد الغني الهيج، أشكال التعنيف النفسي الذي تعرض له أثناء اختطافه: "كانوا يحرموننا من النوم.. يعذوبننا جسديا ويأخذوننا إلى غرفة ممتلئة بالدماء المتناثر عليها، ويقولون أنت الضحية التالي، ثم يضعوني على الأرض ويضعون البندقية على رأسي أو سكيناً على رقبتي... كنت أموت باليوم ألف مرة".
تعددت أشكال التعذيب النفسي والجسدي التي يتعرض لها القابعون في سجون المليشيات الحوثية، وراح ضحيتها الكثير من المعتقلين، ولا تزال آثارها على أجساد من كانوا قيد الاختطاف، توقظهم وتحرمهم النوم إلى اليوم.
أرقام وإحصاءات
تزايدت أرقام الاختطافات التي تقوم بها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في المحافظات التي تخضع لسيطرتها، وبات الاختطاف أو الاعتقال هاجساً مرعباً يرافق المواطنين بشكل دائم، لا سيما مع تكثيف المليشيات لحملة الاختطافات اليومية للمدنيين.
وبحسب إحصائية، حصل عليها موفد الساحل الغربي من رابطة أمهات المختطفين، وصل عدد المختطفين في سجون المليشيات الحوثية إلى 8384، منذ بداية عمل الرابطة إلى نهاية ديسمبر للعام الحالي 2021، منهم 65 مختطفاً قتلوا تحت التعذيب، و14 مختطفاً تم تصفيتهم في سجون مليشيا الحوثي.
كما رصدت رابطة أمهات المختطفين وفاة 15 مختطفاً بسبب الإهمال الطبي داخل سجون مليشيا الحوثي، و 11 مختطفاً توفوا بعد خروجهم من الاختطاف بفترة قصيرة كنتيجة حتمية لأشكال التعذيب التي تعرضوا لها داخل سجون المليشيات.
ويرى مراقبون أن هناك مختطفين مخفيين في سجون المليشيات الحوثية ولا تعرف عنهم أسرهم شيئاً، أي أنهم في عداد المفقودين، وأن الإحصائية الحقيقية تكبر هذه الأرقام بكثير، فيما تظل مليشيا الحوثي في ممارسة الاعتقالات والاختطاف للمواطنين ولا سيما الذين تشعر أنهم لا يوالونها، ليبقى ملف المختطفين ملفاً شائكاً على المستوى العام ولتبادلهم بين صفقة وأخرى بأسراها من جبهات القتال المحتجزين مع القوات الحكومية.