أغلقت مليشيا الحوثي منذ أيام أهم الطرق بالعاصمة المحتلة، بعد فشلها في معالجة مياه الصرف الصحي، في وقت تتهدد الكارثة البيئية عشرات الأحياء في ظل إهمال وتخريب وتهالك شبكة الصرف وانصراف المليشيات الانقلابية إلى الفساد والنهب على حساب أبسط الواجبات والأولويات الملحة.

 

ويعتبر طريق السائلة المحيط بأسوار مدينة صنعاء التاريخية أهم طرق العاصمة التي تخفف من الازدحام المروري، ويمتاز بمنظر جمالي فريد لأعرق مدن التراث العالمي.

 

وشكا سكان محليون من طفح المجاري والروائح الكريهة بسائلة صنعاء القديمة، الأمر الذي يهدد السكان بانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة.

 

إغلاق جزئي وتخريب كلي

 

علي ناصر، من سكان المدينة، قال إنّه يعاني كغيره مع بقية أفراد أسرته جرّاء استمرار طفح مياه المجاري في السائلة، وقد أدت تلك المياه إلى انتشار الحشرات والبعوض في المنطقة.

 

وأشار إلى ان مشكلة المجاري بدأت في العام 2019 إثر الانسداد في شبكة مياه الصرف الصحي جراء عملية تخريب وإهمال متعمد نتيجة تهالك الشبكة والانهيارات ببعض المنازل وقيام بعض سكان وعناصر المليشيا بعمل حفريات داخل المباني التاريخية بحثاً عن وجود ما يعتقدون أنها آثار وكنوز ذهبية.

 

 

والاثنين الماضي، أعلنت مليشيا الحوثي عن إغلاق جزئي لطريق السائلة لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل الخط الرئيسي الناقل للصرف الصحي في سائلة صنعاء القديمة والذي سينفذه ويموله مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (اليونبس).

 

وباتت مياه الصرف الصحي تهدد العديد من الشوارع والأحياء السكنية، والأسواق الشعبية كـ(هائل، ومذبح، وشملان، والروضة، والسنينة) نتيجة انهيار الشبكة والإهمال الحوثي الذي ساعد في عملية انتشارها في مناطق واسعة في صنعاء القابعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية منذ ثماني سنوات.

 

كارثة تهدد عشرات الأحياء السكنية

 

وفي سبتمبر 2019، فشلت مليشيا الحوثي في وضع حلول ومعالجات جذرية لمشكلة طفح المجاري المتكرر في سائلة صنعاء والتي عقبها ارتفعت أصوات حوثية تطالب باقتلاع أرضية السائلة (مشروع هندسي تاريخي لتصريف مياه الأمطار وحماية المدينة من السيول) ضمن حملة منظمة بإيعاز من قيادات الجماعة بذريعة أنه ممول "أمريكيا".

 

ويعد مشروع سائلة مدينة صنعاء التاريخية من أهم مشاريع البنية التحتية في صنعاء، كونه يمثل المصبّ الرئيسي للنواقل الفرعية لمياه سيول الأمطار، المتجمعة من الجبال المحيطة بالمدينة ومن شوارعها، كقناة مفتوحة على امتداد المدينة من الجنوب إلى الشمال، إضافة إلى كونه خط سير للسيارات في الأوقات الاعتيادية، أسهم بشكل كبير في تخفيف الازدحام المروري.