شهادات وإفادات من قلب "المذبحة الحوثية".. يحدث في مدارس صنعاء

  • صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
  • 03:50 2022/12/09

  • دورات لمدراء المدارس تبرمجهم على "تحشيد الطلاب" للجبهات
  • مدرسة واحدة "الكبسي" قدمت عشرات الطلاب أضحية للحوثي
  • "في رقبة الجبري " الذي يطوف بانتظام المدراس ليحث الطلاب على القتال
قال حمود إن طفله اختفى من مدرسة سيف وهو في الصف السابع وبعد عشرون يوما إكتشف أنه ذهب إلى جبهة الساحل الغربي ليقاتل في صفوف المليشيات هو وسبعة من رفاقه.سرعان ما دمعت عين الرجل الذي يحمل ملامح سبعيني وهو يقول لمحرر الساحل الغربي إنه فطر في يوم الثامن من رمضان قبل الماضي بخبر مصرع قصي بعد شهر فقط من اختفاءه ومن يومها لم يعد يهنئ هو ووالدة الطفل الحياة.
 
تعتمد مليشيات الحوثي الانقلابية على المدارس لتزويد جبهاتها بالمقاتلين من الأطفال وصغار السن بعد أن عزفت معظم القبائل اليمنية عن إرسال أبناءها للقتال في صفوف الحوثيين خاصة في العامين الأخيرين، وهذا ما ضاعف من خسائر الجماعة الإنقلابية الموالية لايران.
 
تقول ماجدة المشرفة في إحدى المدارس الخاصة بمنطقة الحصبة إن 17من طلابها في المرحلتين الأساسية والثانوية التحقوا بالجبهات للقتال في صفوف الحوثيين. مؤكدة أن الأنشطة المدرسية التي تفرضها الجماعة على المدارس هي من دفعت بالأطفال للإلتحاق بالجبهات.
 
وهذا ما دفع المهندس الشيباني 45 عاماً، لنقل ابنه مروان من مدرسة حكومية في صنعاء القديمة إلى مدرسة الشعب في تعز، خوفا من " إغواءه من قبل الحوثيين وإقناعه بالالتحاق بالجبهة " حد قوله.
 
وأضاف الشيباني، كثير من زملاء مروان "13 عام" ذهبوا للقتال وهم أطفال وعادوا لعائلاتهم مجرد صور وجنازات، منوها إلى أن المليشيات تستغل المراهقين والأطفال وتسحبهم بالترغيب والترهيب للقتال دون ادنى خبرة في صفوفها.
 
وقال "إبني لم يكن يردد الصرخة الحوثية فكانوا يقولون له أنت لا تصرخ يعني أنت مع العدوان، فاضطريت لنقل ملفه إلى تعز لأكون أكثر إطمئنانا عليه".
 
رفدت مدرسة الكبسي وهي إحدى أهم المدارس الحكومية في صنعاء جبهة المليشيات الحوثية بالعشرات من المقاتلين، بحسب مسئول في المدرسة الذي يقول إن أكثر من 31 طالبا سقطوا قتلى في الجبهات.
 
ويقدر المسئول عدد المقاتلين من طلاب وخريجي مدرسة الكبسي بالمئات.
 
تعبئة.. ترغيب وترهيب
 
تفرض مليشيا الحوثي على المدارس الواقعة ضمن مناطق سيطرتها إقامة أنشطة تعبوية بغرض إقناع الطلاب بالالتحاق بالجبهات عن طريق بث الأفكار الطائفية وما يسمونه الإلتحاق بـ "رجال الرجال" حد تعبيرهم.
 
وفي تعميم سابق، طلب مدير المنطقة التعليمية بمديرية الثورة بصنعاء من كل مدرسة في المنطقة "تجهيز خمسة طلاب في الثانوية لإدخالهم دورة ثقافية مدتها ٢٠ يوما"، ومن خلال هذه الدورات يتم تجنيد الأطفال وإقناعهم بالقتال في صفوف الجماعة.
 
وفي هذا السياق يقول مشرف في مدرسة حكومية إن وزارة التربية التابعة للمليشيات ترسل أحد القيادات التعبوية يدعى عبدالفتاح الجبري لإلقاء محاضرات في طابور الصباح وتوزيع منشورات ويجبر الطلاب على ترديد الصرخة.
 
وأضاف أن دماء الأطفال ممن لقوا حتفهم في الجبهات "في رقبة الجبري " الذي يأتي بانتظام إلى المدرسة ليحث الطلاب على المشاركة في إسناد جبهات القتال، لافتا إلى أنه يلقي كلمات مطولة ويستشهد بأقوال عبدالملك الحوثي زعيم المليشيات المتمردة.
 
للمدرسين نصيب
 
"إنه اختطاف وليس دعوة لحضور دورة ثقافية"، بهذه العبارة يلخّص مدير مدرسة خاصة في العاصمة صنعاء تجربة حضور دورة ثقافية أقامتها جماعة الحوثي لنشر أفكارها.
 
قال مدير المدرسة - الذي تجاوز عمره الخمسين – لمحرر الساحل الغربي: رفضت مراراً دعوة مشرف المنطقة للمشاركة في دورة ثقافية، لكنهم حضروا إلى مكتبي عند نهاية الدوام واصطحبوني دون أن يخبروا عائلتي.
 
ويؤكد أنه شارك على مدى أسبوع مع 27 من مدراء ووكلاء مدارس أخرى، معظمهم تم إجبارهم على الحضور، مفيداً بأن معظم المحاضرات التي تلقوها كانت تدور حول كيفية حشد الطلاب والشباب للمشاركة بالدورات الثقافية واللالتحاق بالجبهات، وتسخير الأنشطة المدرسية لخدمة هذا الهدف باعتبارهم يقاتلون أمريكا وإسرائيل.
 
رقابة مشددة
 
تفرض مليشيا الحوثي رقابة مشددة على المدارس لضمان تنفيذ توجيهاتها من خلال مشرفين اجتماعيين موالين للجماعة الطائفية. ويمثّل هؤلاء المشرفون قناة التواصل الوحيدة التي تتلقى من خلالها المدارس توجيهات وأوامر وزارة التربية والمنطقة التعليمية التابعة لهم.
 
كما تفرض المليشيا عدد من الفعاليات الطائفية التي لم تعتد عليها المدارس اليمنية بغرض نشر الفكر المتطرف وحشد أكبر قدر من الاطفال للقتال في صفوفها، مثل اسبوع الشهيد والصمود وذكرى مصرع مؤسس الجماعة الانقلابية الصريع حسين الحوثي، وإقامة بعض الفعاليات الثقافية والفنية والخطابية والرياضية وزيارات مقابر قتلاهم، ومن تلك الفعاليات تنظيم معارض لصور قتلى الجماعة، بالإضافة إلى ندوات وحتى تخصيص حصص التعبير.

ذات صلة