نص خطاب رئيس مجلس القيادة الرئاسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

  • نيويورك - سبانت:
  • 10:55 2022/09/23

خاطب الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، العالم الخميس 22 سبتمبر/ أيلول 2022 بكلمة هامة، دعا فيها المجتمع الدولي الى احداث تحول حاسم في مقاربته للازمة اليمنية، وانهاء المعاناة الانسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية المدعومة من النظام الايراني.
 
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي ان الحلول التحويلية التي تتخذها الجمعية العامة للأمم المتحدة شعارا لها، "تتطلب اولا ترسيخ القيم الواضحة لبناء السلام الذي ينشأ نتيجة قيام حكومة مستقرة، وامتلاك رادع حاسم لحماية العملية السياسية، وفتح الطريق امامها بكل السبل.. وليس هناك خيارا أفضل من ان يدعم المجتمع الدولي الحكومة الشرعية لتتمكن من الانتصار لقيم الحرية والسلام والتعايش المدني".
 
وسرد فخامة الرئيس في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جذور وتطورات النكبة التي يعيشها اليمنيون للعام التاسع منذ انقلبت المليشيات الحوثية على التوافق الوطني، وسيطرت على مؤسسات الدولة، واعلنت الحرب على دول الجوار والعالم اجمع.
وطالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي المجتمع الدولي بإدانة التدخلات الايرانية السافرة في اليمن، واخضاع النظام الايراني الى الجزاءات المفروضة بموجب قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بنظام حظر الأسلحة، ومنعه من تزويد مليشياته بالتقنيات العسكرية كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تستخدم في ارتكاب أعمال إرهابية بحق المدنيين في اليمن، ودول المنطقة.
 
كما ناشد المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ازاء الانتهاكات الفظيعة التي ترقى الى جرائم حرب في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة المليشيات، بما في ذلك استمرار معاناة عشرات الالاف من مواطنينا المهجرين، والمحتجزين والمخطوفين، والمخفيين، والمعتقلين، بينهم صحفيون ونشطاء، وفنانون، وعمال اغاثة، ورهائن من مختلف الاعمار.
 
واشاد فخامة الرئيس بالموقف الموحد للمجتمع الدولي ازاء القضية اليمنية، والمواقف المشرفة لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، "الذين بذلوا دماءهم واموالهم، وتحملوا مسؤولية الدفاع عن دولة عضو في الامم المتحدة، نيابة عن المجتمع الدولي، وفتحوا بلدانهم لاستضافة الملايين من ابناء شعبنا المشردين سواء للعمل او الاقامة، او العلاج، والتعليم"..
 
 
فيما يلي نص الكلمة.
 
اصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي، السيد الرئيس، السيد الأمين العام، السادة المندوبين، السادة الحضور جميعا، في البداية أتقدم بخالص التهاني لمعالي السيد تشابا كوروسي، ولبلده الصديق جمهورية المجر لانتخابه رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة، متمنيا له كل التوفيق والنجاح في قيادة أعمال هذه الدورة التي تطمح وفق شعارها الى "حلول تحويلية لتحدياتنا المتشابكة".
 
كما أتقدم بالشكر الجزيل لسلفه ممثل جمهورية المالديف عبدالله شاهد، على ما بذله من جهد في خدمة اهداف ومبادئ هذه المؤسسة.
 
واود الثناء، والاشادة ايضا بدور الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في تعزيز حضور المنظمة الاممية وسط كل هذه التحديات العالمية المتشابكة، وهو شكر موصول لكافة موظفي الامم المتحدة، ووكالاتها ومبعوثيها، الذين يبذلون جهودا كبيرة للتخفيف من معاناة شعبنا، جنبا الى جنب مع مساعيهم الحميدة ومحاولاتهم المستمرة لجلب السلام والاستقرار الى بلدنا الذي ينزف للعام الثامن على وقع الحرب، وازمة انسانية كبرى من صنع المليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الايراني.
 
كما اغتنم هذه المناسبة لأتقدم بخالص التهاني الى ابناء شعبنا اليمني العظيم الذين يحتفلون بالتزامن مع انعقاد هذا الاجتماع الرفيع بأعيادهم الوطنية 26 سبتمبر، و١٤ اكتوبر، و٣٠ نوفمبر، التي مثلت محطات فاصلة من التطور الاجتماعي والثقافي، واعلان النظام الجمهوري، الذي يسعى الاماميون الجدد الى الانقلاب عليه بعد ستة عقود من قيامه وتأسيسه على مبادئ الحرية والعدالة وازالة الفوارق والتمييز العنصري ومشاركة المرأة وضمان الحقوق والحريات.
 
السادة الحضور
يشرفني أن أتحدث إليكم اليوم للمرة الاولى بصفتي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي في الجمهورية اليمنية، وهي السنة الثامنة على التوالي التي يقف فيها قائد يمني امامكم هذا الموقف ليحكي قصة الحرب، والدمار، والازمة الانسانية الاسوأ في العالم.
 
يحمل قادتنا في كل مرة الى رحاب هذا الصرح العظيم، المزيد من الآلام، والاوجاع، وذكريات عن القادة الشجعان، والنساء والاطفال، والجيران، والاصدقاء، وزملاء العمل، الذين نفقدهم يوميا بسبب الحرب، والاوبئة، والجوع.
 
وكلما تباطأنا عام اخر عن تقديم موقف حازم ازاء الملف اليمني، …
[١٠:١٤ ص، ٢٠٢٢/٩/٢٣] أمين الله: وفي هذا السياق ندعو الدول الأعضاء الى الالتزام بنظام حظر الأسلحة، ومواجهة النفوذ الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة، ومنعه من تزويد مليشياته بالتقنيات العسكرية كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، التي تستخدم في ارتكاب أعمال إرهابية بحق المدنيين في بلادنا ودول المنطقة، بما في ذلك زرع ملايين الالغام المحرمة دوليا، واستهداف خطوط الملاحة الدولية في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
 
كما تؤكد الجمهورية اليمنية على موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والدفع بمسار السلام قدما نحو حل عادل وشامل للقضية على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
 
السيد الرئيس السيدات والسادة..
 
يبدأ الاعلان العالمي لحقوق الانسان بالتأكيد على "ان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع اعضاء الاسرة البشرية، وبحقوقهم المتساوية، هو اساس الحرية والعدل والسلام في العالم".
 
ولهذا فإن علينا وضع هذه الحقوق على الدوام في اولويات مهام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على امل الانتصار لعشرات الالاف من مواطنينا المهجرين، والمحتجزين والمخطوفين، والمخفيين، والمعتقلين، بمن فيهم صحفيون ونشطاء، وفنانون، وعمال اغاثة، ورهائن من مختلف الاعمار.
 
لستم بحاجة ايها السادة الى مزيد الادلة عن الانتهاكات الفظيعة في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الارهابية، كأسوأ مكان للحريات العامة وحقوق الانسان في العالم، ولكن دعوني انهي حديثي بهذه القصة.
 
مؤخرا قال أحد الناجين من قبضة المليشيات، عندما سأله الطبيب عن تاريخ مولده، أنه ولد منذ أسبوعين، أي منذ خروجه من صنعاء، لكن قلبه يكاد ان يتوقف خوفا على اهله، واصدقائه الذين تركهم وراءه هناك.
 
لهذا ايها الجمع الكريم، لا يجب ان نتباطأ لحظة واحدة بعد اليوم في مهمتنا الجماعية لإعادة ملايين اليمنيين الى الحياة، والامل، والمستقبل الذي تتمنوه أنتم لشعوبكم العزيزة.
 
 
شكرا لكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ذات صلة