يمنيات في مواجهة الكهنوت- شكلت ورفيقاتها رابطة دعم المقاومة.. الشابة أمة الرحمن الغفوري: النفي ثمن الحرية

  • تعز، الساحل الغربي، إلهام الفقي:
  • 04:46 2022/07/31

تروي الشابة أمة الرحمن الغفوري للساحل الغربي دورها في مواجهة الكهنوت الحوثي انطلاقاً من شرق تعز حتى عدن جنوبي اليمن: "نتيجة الأنشطة الإنسانية غادرت قريتي، ومنذ خمسة أعوام لم ألتق بأسرتي، هجّرتني المليشيات قسراً من المنطقة".
 
مع انطلاق المقاومة الشعبية في مايو 2015 ضد الكهنوت الحوثي في تعز، شكلت أمة الرحمن الغفوري ورفيقاتها في مديريات مختلفة بمحافظة تعز رابطة سرية لدعم وإسناد المقاومة بالمال والاحتياجات الأساسية، من خلال جمع المساهمات الشعبية وتجسيدها في مساندة الجيش والمقاومة الشعبية بمدينة تعز، حيث كان لها أثر كبير في تشكيل حاضنة قوية وتأييد شعبي مناهض للكهنوت الحوثي حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
 
التوعية بمخاطر وطبيعة مشروع الحوثي مهمة جليلة للمرأة
التوعية بمخاطر وطبيعة مشروع الحوثي مهمة جليلة للمرأة
 
تعد أمة الرحمن الغفوري ورفيقاتها أول فتيات ريفيات انطلقن للبحث عن مصادر لمساندة الجيش والمقاومة، كما شاركت في التخفيف من معاناة المواطنين وسط مدينة تعز، ومناطق أخرى، من خلال قيادتها لحملة شعبية مع فتيات الريف لكسر الحصار عن تعز ومساندة الجيش والمقاومة والمواطنين، بالإضافة لإدخال المساعدات الإنسانية للأهالي تحت قصف مليشيات الحوثي،
ثم عملت على تمكين المرأة اقتصادياً في قريتها والمديريات المجاورة للتخفيف من معاناتهم التى خلفتها مليشيات الحوثي. 
 
بسبب مشاريعها الإنسانية وأنشطتها المخالفة في مناطق سيطرة المليشيات منها مشروع الفن والسلام غادرت قريتها الظهرة مديرية ماوية قسراً؛ نتيجة المضايقات وملاحقتها من قبل مليشيات الحوثي إلى محافظة عدن.
 
تقول الغفوري: "ما زلت صامدة لأجل الجمهورية قضيتنا الوجودية واستعادة الدولة رغم تجاوز خمسة أعوام البعد والتهجير من قريتي، ومن المستحيل عودتي إلى قريتي أو لقاء أسرتي في ظل سيطرة المليشيات على المنطقة". 
 
المرأة وتضحياتها
 
تقول الغفوري، يبرز دور المرأة بشكل كبير جداً من خلال تقديم المساعدات حتى في خطوط النار وإسعاف الجرحي وتقديم الزوج والابن والأخ لأجل مقاومة الحوثي، صمودها إلى اليوم في ظل كل هذا التغيرات والمعاناة بحد ذاته مقاومة.
 
 
وترى أن للمراة في تعز دوراً يساوي دور الرجل، حاربت بكل الوسائل المتاحة لديها حتى أصبحت اليوم في قائمة الوفيات سواءً بالقنص أو بالتفجيرات. صمود المرأة بتعز صمود أسطوري أغلب الأوقات.. منهن من قدمت خمسة من أبنائها وأخرى قدمت زوجها أو أخاها أو حفيدها، فدورها عظيم في مواجهة الكهنوت ومحور أساسي بالمقاومة، لهذا جميل تسليطك الضوء حول هذه الأدوار، لأن بعض الأدوار تستحق أن تخلد في التاريخ. 
إقرأ أيضاً:
- «حورية وابل» من الطلقة الأولى.. «الهدنة من طرف واحد تشعرنا بالذل» - يمنيات في مواجهة الكهنوت
- يمنيات في مواجهة الكهنوت - صهرتها تعز وجبهات "عدنان- 310" "فكانت رشا كافي
- يمنيات في مواجهة الكهنوت- د. داليا محمد.. سبع سنوات "بالسلم والحرب"
- اليمنيات ومعركة الخلاص.. أم الشهداء الخمسة تتحدث مع الساحل الغربي: "لو كان لدي ولد سادس"
- يمنيات في مواجهة الكهنوت- مروان يروي قصة أصيلة ونصيرة الدودحي
- إلهام الفقي تبدأ من مشرعة وحدنان... النساء ومعركة الخلاص من الكهنوت
وتضيف الغفوري: يمكن أن نلاحظ مشاركة النساء في تسطير أروع البطولات والتضحيات في الدفاع عن الوطن وهويته في مختلف المجالات وفي تثبيت الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة من خلال الشراكة مع الرجل في جميع الأنشطة والبرامج التي تساهم زرع ثقافة السلام والأمن.. والتاريخ مليئ بنماذج نسائية استطاعت حكم البلاد وتصدرت الكثير من المناصب الاجتماعية والسياسية والقضائية والثقافية، وهذا ما تفعله اليوم المرأة اليمنية من استمرارها في مواصلة النضال لأجل استعادة الدولة المدنية من خلال الحملات التوعوية والتصدي للخرافة والضلال الحوثي وحث الجميع على توحيد الصف وبذل المزيد من الجهد لتثبيت الأمن والاستقرار في كل أرجاء الوطن.
 
التوعية بمخاطر المشروع الحوثي
 
 
يبرز دور المرأة تجاه أبنائها انطلاقاً من خلال التنشئة الصحيحة والتعريف بمخاطر تواجد المليشيات داخل البلاد، إلى جانب التوعية بما يحملة الحوثي من مشروع تخلفي كهنوتي تدميري بحيث لا يستطيعون غسل عقولهم وسحبهم للجبهات تحت شعاراتهم الرنانة، لا بد على المرأة أن تكون حصناً منيعاً بتعليم أبنائها مواجهة الحوثي سواءً بالكلمة أو البندقية، وأن الدولة هي الخيار الأمثل مهما كانت هشاشتها، نرى اليوم الكثير من الأطفال يزرعهم الحوثي في مقابر الموت ويدفعهم في الصفوف الأولى وأغلبهم يتم أخذهم بغسل عقولهم، لهذا أنا أرى أن دور الأم في التوعية خاصة الأمهات التي يعشن في مناطق سيطرة الحوثي مهم جداً بعد اختراق المناهج والمساجد وكل المنابر. لا بد لكل أم أن تتحول إلى جبهة في التربية على تعزيز ثقافة الوطن والدولة والدين في أطفالها منذ الصغر، فالحوثي لا يفرق بين صغير وكبير ورجل وامرأة.
 
 

ذات صلة