يمنيات في مواجهة الكهنوت - صهرتها تعز وجبهات "عدنان- 310" "فكانت رشا كافي
- تعز، الساحل الغربي، إلهام الفقي:
- 09:37 2022/06/02
طاردتها مليشيات الحوثي الإرهابية من صنعاء؛ لتنظيمها وقفات اجتجاجية ومظاهرات شبابية ضد الانقلاب.. رشا عبدالكافي، شابة يمنية واجهت الكهنوت الحوثي بالسلم والحرب.
نضال سلمي في جهة البندقية
في 2014 كانت رشا ورفيقاتها في جامعة صنعاء. شكلت بداية الانطلاق والتصدي السلمي للمليشيات الحوثية بعد أن كادت تحول الجامعة إلى ثكنة عسكرية وتضيق على الحريات الشخصية، والشبابية.
تقول رشا عبدالكافي سيف (25 عاماً) لـ"لساحل الغربي": "عندما اجتاحت مليشيا الحوثي العاصمة صنعاء وسيطرت على المؤسسات بما فيها الجامعة، تصدرت ورفيقاتي الاحتجاجات السلمية ورفض الانقلاب وملشنة الحياة".
كانت مطالبها وطلاب الجامعة بتوفير حماية خاصة للجامعة وعدم ملشنتها وتحويلها إلى معسكر، ثم توسعت الاحتجاجات إلى خارج الجامعة وفي شوارع صنعاء بهتاف موحد رافض للانقلاب والحفاظ على الدستور.
تعرضت للاعتداء والضرب بتهمة العمالة والخيانة للوطن. استمرت في المظاهرت رغم المضايقات والاعتداءات، وتم اعتقال الكثير من رفيقات النضال، ومنهن من لا يزلن في سجون الحوثيين.
تضيف رشا "تعرضت للملاحقة، وكانت المليشيات تبحث عني واقتحام منزل خالي وهم يبحثون عن رشا، غادرت نحو تعز".
> "قدمت مقترحاً للعميد الحمادي بتشكيل كتيبة نسائية لمواجهة المليشيات خصوصاً النساء المتسللات إلى المناطق المحررة وتأمينها".
> ترأست رشا كتيبة من النساء بحدود 90 فتاة التحقن للدفاع عن الجمهورية.. كانت الكتيبة الأولى من الفتيات في تعز؛ لتأمين المدينة والمناطق الريفية المحررة.
دفاع وانتقام
ما كان يحدث في تعز مختلف تماماً عن صنعاء.. تفاجأت بهول الجرائم التى ترتكبها مليشيات الحوثي بحق سكان المدينة من حصار وقصف وقنص.
من جرائمها في معبر الدحي أم وطفلتها في نقطة المعبر أخذ مسلح الحوثي الحليب من يدها وكانت تقول له الأم هذا حليب طفلي، فكان يرد عليها "عادحنا بنموتكم كلكم".
أخي حينما تعرض للقنص وكنت أسمع صراخه وأناته دفعني أكثر حماساً للدفاع عن الوطن.
الناس ينامون ويصحون على أخبار القصف والقنص الذي تعرض له المدنيون. كنت أتخيل أن يتحول الناس إلى صور على الجدران.
"تراكم انتقام لكل من تعرض للانتهاكات وجرائم مليشيات الحوثي الإرهابية.
كان دافعا كبيرا للانخراط في الكفاح المسلح والنضال ومواجهة المليشيات الحوثية، إذا لم يسالمك الزمن فحارب، كان ذلك الدافع الأول للمقاومة".
إقرأ أيضاً:
- يمنيات في مواجهة الكهنوت- د. داليا محمد.. سبع سنوات "بالسلم والحرب"
- يمنيات في مواجهة الكهنوت- مروان يروي قصة أصيلة ونصيرة الدودحي
- يمنيات في مواجهة الكهنوت - حنان مارش.. ستة أعوام في معركة الدفاع عن الجمهورية
كفاح مسلح
في مايو/أيار 2015 بدأت المقاومة الشعبية للتصدي للمليشيات في تعز. كانت رشا شريكاً بجوار الرجل للدفاع عن الجمهورية بداية بمساعدة الجنود في المواقع العسكرية بالتموين الغذائي والإمداد العسكري والذخائر.
وتواصل رشا حديثها: "عندما تحررت منطقة الضباب كان هناك نواة لضباط قدامى كانوا يقاتلون بالإضافة للمقاومة شعبية، بقيادة الشهيد عدنان الحمادي".
تضيف: "عندما انتقل الشهيد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع إلى النشمة لإعادة تشكيل اللواء بعد معركة المطار القديم كنت معه من أول وهلة ضمن فريق تأسيس اللواء 35، والتحقت بالسلك العسكري للتصدي للكهنوت الحوثي، الذي لا يعرف معنى السلم أو النضال السلمي، ولنا تجربة لما حدث في صنعاء وما تعرضنا له من ضرب وسحل ومضايقات واختطاف، كظاهرة أول مرة تحدث في المجتمع اليمني".
وذكرت: "قدمت مقترحاً للعميد الحمادي بتشكيل كتيبة نسائية لمواجهة المليشيات خصوصاً النساء المتسللات إلى المناطق المحررة وتأمينها".
وافق الحمادي على ذلك وكلفها بإتاحة الفرصة لـ90 فتاة. لم تتوقع أن تكون النساء بهذا الحماس لمواجهة المليشيات، وبلغ عدد المقدمات للتجنيد الطوعي أكثر من 400 فتاة، لكن كان العدد المطلوب 90 فتاة لغرض العمل في نقاط التفتيش وتأمين المناطق المحررة.
ترأست رشا كتيبة من النساء بحدود 90 فتاة التحقن للدفاع عن الجمهورية.. كانت الكتيبة الأولى من الفتيات في تعز؛ لتأمين المدينة والمناطق الريفية المحررة.
ورغم أن الجبهات أضحت ليست من اختصاصها، استمرت رشا في الجبهات توصل السلاح والغذاء وتعمل ضمن فريق الاستطلاع، وإطلاق النار في المواجهات: "تواجدنا في خطوط التماس في مناطق الأقروض.. استطعت أن أستعيد السلاح الذي نزل بالخطأ في مناطق المواسط بمساعدة الأهالي". وما زلنا مستمرين في مواجهة المليشيات الإرهابية بمختلف المجالات.
اقرأ أيضاً:
المرأة اليمنية قاومت الكهنوت الحوثي بالقلم والسلاح والتوثيق وكشف جرائمهم ولا يمكن حصر نضالها في سطور..
اندفعت المرأة لمواجهة الكهنوت بشكل غير طبيعي، نحن في مدينة محاصرة قد تموت في المنزل بقذيفة أو طلقة قناص، لذا أفضل أن أموت في جبهة الدفاع عن الوطن، وحملت السلاح، إضافة لدوافع انتقام ممن سلبونا الوطن. ولا يمكن أن يكون هناك سلام مع الحوثيين إلا بنزع السلاح منهم، لأنهم عصابة جاءت بالسلاح. وإن جاء السلام فإنه يكون سلاما سلبيا ما لم يتم نزع السلاح من يد هذه المليشيات التى تدعي التفويض الإلهي للسيطرة على السلطة والأرض والشعب.
ولن يكون هناك مشروع وطني دون وجود نضال حقيقي لمواجهة كهنوت الحوثي..