يمنيات في مواجهة الكهنوت- مروان يروي قصة أصيلة ونصيرة الدودحي

  • الساحل الغربي ، كتبت / إلهام الفقي :
  • 08:30 2022/02/05

لم يقتصر حمل البندقية على الرجال فقط، شعور جمهوري حي في ذاكرة المرأة اليمينة لمواجهة الكهنوت الحوثي والمشروع الإمامي العتيق، يختصر في ما تقدمه المرأة إلى جوار شقيقها الرجل للدفاع عن الدين والعرض والأرض، تجسدت تلك المعاني النضالية برمزية الشهيدة أصيلة الدودحي وشقيقتها الجريحة، وأفراد أسرتها الذين ارتقت أرواحهم واختلطت دماؤهم في معركة الدفاع المقدس.
 
شجاعة 
 
مع تمدد حرب المليشيات، بهدف احتلال الأرض وانتهاك العرض والحرية والكرامة حتى محافظتي إب والضالع، أقسمت الشهيدة أصيلة قسمها المشهود من أعلى جبال مخلاف العود وجبل حمك وقرية ضفار "لن تدخل مليشيات الحوثي تلك المناطق إلا على جثثنا". 
 
في زهرة الشباب، إلا أنها امتلكت شجاعة فريدة لتنضم إلى جانب الرجال من أسرتها للدفاع عن المنطقة من الوهلة الأولى للمواجهة مع مليشيات الحوثي في فبراير/شباط 2016، وكانت السند والعون. 
 
يروي لـ(الساحل الغربي) مروان صالح علي الدودحي، ابن عم الشهيدة، تفاصيل النضال الوطني على مدى أربعة أعوام من التحدي والمواجهة. يقول: "على مدى أربعة أعوام كانت أصيلة صادق صالح علي الدودحي (16 عاماً) تحمل القذائف والذخائر المختلفة من وسط القرية إلى المتاريس في الجبال منذ بداية الحرب، وكانت سبباً في انكسار المليشيات عام 2016، وتم صد المليشيات إلى منطقة العذارب".
 
خلال أربعة أعوام صدت أصيلة وأسرتها أكثر من 30 هجوماً حوثياً على القرية لغرض اقتحامها، فكان أول شهيد من أسرتها، لطف صالح الدودحي، 15 فبراير/شباط 2016، وفي ديسمبر التحق بدرب الشهداء ابن عمها جمال مصلح الدودحي..
 
كفاح 
 
لم يكن نضال وكفاح أصيلة وليد اللحظة، بل ناتج عن تراكمات ومراقبة لمساعي المليشيات ومشروعها التدميري.
 
يضيف مروان: "كانت أصيلة تراقب تحركات مليشيات الحوثي وجرائمها من صعدة إلى عمران إلى صنعاء، وهي تمارس القتل والهدم والتنكيل ونشر العنصرية وتقسيم المجتمع إلى طبقات، حتى اقتربت تلك المسميات من قريتها، وقلة من أسر تلك القرى كانت تطلق على نفسها السادة ونسائهم الشريفات. دفعها ذلك لحمل السلاح لمواجهات المليشيات ومشروعها التدميري، واختارت طريق الشهادة في سبيل العيش الكريم أو الموت المشرف". 
 
شكلت أصيلة الدودحي أيقونة شجاعة منقطعة النظير للمرأة اليمنية في وجه ومواجهة عدوان ودموية مليشيات الكهنوت الحوثي
شكلت أصيلة الدودحي أيقونة شجاعة منقطعة النظير للمرأة اليمنية في وجه ومواجهة عدوان ودموية مليشيات الكهنوت الحوثي
 
معركة الخلاص 
 
نهاية مارس 2019 أعلنت أصيلة معركة الخلاص من المليشيات أو الاستشهاد في سبيل الكرامة والحرية والجمهورية، فاجتمع عليهم الخونة وسلمت القرى للمليشيات قرية بعد أخرى، ولم تبق سوى قرية ضفار وجبل حمك في قبضة أسرة الشهيدة أصيلة المتمركزين في متاريس العزة والدفاع عن الوطن. 
 
بكل فخر، يواصل مروان: "أقول إن المعركة ليست حكراً على الرجال دون النساء. الشهيدة أصيلة أشعلت في قلوب كثير من اليمنيات الشجاعة لمواجهة الحوثي، أصيلة سطرت اسمها وقبيلتها بأحرف من نور في سفر النضال الوطني الذي لن يتوقف إلا باستعادة الأمن والاستقرار وتخليص الوطن من شرور المليشيات الحوثية".
في مارس 2019 سيطرت مليشيات الحوثي على منطقة من جهة مريس وبعض جبال العود بخيانة من المتحوث عبد الواحد الصيادي، وهاجمت بعد أسبوع قرية ضفار وجبل حمك، فكانت أصيلة ونصيرة لهم بالمرصاد، إما النصر أو الشهادة، استشهد أخوها محمد وخالها وهي في مترس المقاومة أمام المنزل، قتلت أكثر من سبعة من المليشيات وجرحت آخرين حتى انتهت الذخيرة، فأخذت بندقية أختها نصيرة، لكن قناص المليشيات كان يراقب تحركها فأصابها بطلق ناري في الرأس استشهدت على إثره وأصاب أختها بنفس المنطقة لكنها لم تفارق الحياة، بل أصيبت بالشلل الرباعي.
 
تضحية ومناشدة
 
"منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً"، واقع حال أسرة قدمت الشهداء والجرحى من النساء والرجال مقدمين مدافعين عن الأرض والعرض كحال الجريحة نصيرة والشهيدة أصيلة أقسمتا معاً وسلكتا طريق الشهادة.
 
يضيف مروان في حديثه: "إن نصيرة وهي على فراش الإعاقة تتمنى أن تشارك في معارك الشرف ضد الكهنوت، وتناشد الجمهوريين النظر إلى حالتها الصحية، والسعي لعلاجها وتحسين وضعها الصحي، وأن لا يخذلوها.

ذات صلة