جرائم "القتل الأُسري" تفزع اليمنيين.. أبطالها حوثيون ومتحوثون غالبا
- صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
- 06:30 2022/06/27
تشهد مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية بشكل خاص وبقية المناطق المحررة عموماً تزايداً مخيفاً لجرائم القتل الأسري تستهدف كيان الأسرة الواحدة أو على أيدي عناصر انخرطوا في صفوف عصابات المليشيات الحوثية الموالية لإيران.
وسجلت 8 جرائم قتل إحداها حالة انتحار خلال أقل من أسبوع، اثنتان منها بإقدام عنصرين حوثيين على قتل زوجتيهما في محافظتي ذمار والحديدة، عقب قيام ثالث بقتل والده في إحدى المديريات التابعة لمحافظة صنعاء، وقيام مواطن بقتل نجله البالغ (12 عاماً) بعد تعذيبه لثلاثة أيام في الحديدة، وقتل شقيق لشقيقه في لحج، وإعدام شاب لعمته شقيقة والده في تعز، وقُتلت امرأة على يد زوجها في مدينة قعطبة بمحافظة الضالع، بالإضافة إلى انتحار ضابط برتبة عميد بمنزله بصنعاء.
حوثي قتل زوجته
أقدم عنصر حوثي على قتل زوجته بطريقة وحشية في مديرية عتمة محافظة ذمار.
وقالت مصادر محلية، إن معاذ محمد مناعش، ارتكب جريمة مروِّعة بقتل زوجته بإطلاق الرصاص عليها ثم قام بالتمثيل بها وصب الماء الساخن على وجهها وجسدها وتشويهها في منزلهم بعزلة بني عبدالصمد مخلاف السمل مديرية عتمة.
وأشارت أن الأهالي قاموا بإبلاغ الجهات الأمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين ولكنها لم تحرك ساكناً إزاء الجريمة التي لم تعرف دوافعها بعد.
إقرأ أيضاً:
- في عتمة ذمار: حوثي يقتل زوجته ويمثل بجثتها بماء يغلي
- جريمة جديدة مروعة في قفلة عذر بعمران: تصفية أسرة بكاملها على يد أحد أبنائها
- جريمة صادمة: أب يقتل ولده بفأس في مدينة الشرق بذمار
- في عتمة بذمار.. "أنور" طفل عاد من دورة حوثية يرسل والده إلى العناية المركزة!
نجل المحافظ الحوثي قتل زوجته
وفي حادثة مماثلة، أقدم محمد، نجل محمد عياش قحيم، المنتحل صفة محافظ الحديدة والمعين من الحوثيين، على قتل زوجته في ظروف غامضة.
وقالت مصادر إعلامية، إن نجل محافظ الحديدة قتل زوجته الأولى بثلاث طلقات نارية عقب خلافات بينهما.
وأضافت، إن نجل المحافظ ارتكب جريمته بمنزله في منطقة بيت الفقيه جنوب الحديدة وأنكر الجريمة مدعياً أن زوجته انتحرت، في ظل تكتم شديد.
قتل والده
وفي حادثة ثالثة، أقدم مجند حوثي على ارتكاب جريمة مروعة بقتل والده في ريف محافظة صنعاء.
وقالت مصادر محلية، إن مجنداً حوثياً يدعى محمود محمد حسن، من أبناء مديرية الحيمة الداخلية أقدم على قتل والده رمياً بالرصاص ثم استخدم السلاح الأبيض "الجنبية" محاولاً فصل الرأس عن الجسد.
وأوضحت أن حسن أقدم على هذه الجريمة بعدما طلب من والده وإخوانه أن يذهبوا إلى جبهة القتال للوقوف مع من وصفه بـ(السيد) للدفاع عن الأرض والعرض، حد قوله. ولكن طلبه قوبل بالرفض فقام بقتل والده والتمثيل به بشكل بشع.
وأشارت المصادر إلى أن الجريمة وقعت فور عودة الجاني من الجبهات كونه كان مرابطاً في صفوف مقاتلي المليشيا.
اقرأ أيضا :
قتله والده بالتعذيب
وفي حادثة رابعة، توفي طفل في الثانية عشر من عمره، متأثراً بحالة تعذيب شديد تعرض لها طيلة ثلاثة أيام على يد والده، بمحافظة الحديدة الساحلية.
قالت مصادر محلية، إن مواطناً يدعى علي سلمان عمر، من سكان منطقة بيت الكمال الواقعة شرقي مديرية الجراحي، قام على مدار ثلاثة أيام بتعذيب طفله (زيد ـ 12 عاماً) تعذيباً وصفته بـ"الشديد" أودى بحياته.
وأوضحت أن الأب قام بتكبيل طفله بسلاسل وتعليقه داخل إحدى الغرف بمنزله ورشه وتجريعه ماء مغلياً، طيلة فترة الاحتجاز، مما أدّى إلى تقطع أمعائه ووفاته.
وذكرت أن الأب برر جريمته باتهام طفله سرقة مبلغ "20 ألف ريال" وهروبه من المنزل، مشيرة إلى علم أم الطفل الضحية وإخوانه وأشقاء والده بعملية التعذيب وتستروا عليها.
وقبل محاولة الأب دفن جثة الطفل علم خال الضحية بالواقعة، وبدوره سارع بإبلاغ الأجهزة المعنية وإيقاف الدفن.
قتل شقيقه
وفي حادثة خامسة، أقدم شاب على قتل شقيقه، في محافظة لحج.
وقالت مصادر محلية، إن شاباً يبلغ (19 عاماً) أقدم، الاثنين الفائت، على قتل شقيقه (35 عاماً) بسلاح آلي في منطقة البيطرة بالفيوش مديرية تُبن.
ولفتت المصادر أن الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على الجاني، وأن التحقيقات الأولية كشفت أن دوافع الجريمة كانت بسبب خلافات أسرية نشبت بين الشقيقين.
متحوث.. ذبح عمته
وفي حادثة سادسة، عاد المتحوث "ربيع فيصل عبدالله قائد"، من مراكز التعبئة الحوثية الأربعاء 22 يونيو الجاري إلى منطقة العرسوم هشمة مديرية التعزية بريف تعز وأقدم على قتل عمته شقيقة والده "صائمة بنت عبدالله قائد" أمام باب منزلها.
ووفقاً لمصدر محلي، فإن القاتل ربيع نادى عمته وبعد أن لبت نداءه تفاجأت باطلاق الرصاص عليها مباشرة من سلاحه الآلي الذي تسلمه من مليشيا الحوثي لتسقط على الأرض مضرجة بدمائها وتفارق الحياة مباشرة.
وأضاف المصدر إنه بعد ارتكاب جريمته البشعة حاول "ربيع" قتل عمه وأشخاص آخرين من أقاربه، فتصدى له مجموعة من شباب المنطقة وقاموا بمطاردته ففر باتجاه الجبهة الغربية لمدينة تعز والتجأ بالقيادي المتحوث المدعو أبو نصر الشميري الذي قدم له الحماية كغيره من أصحاب السوابق.
وفي حادثة سابعة، قُتلت امرأة، الأربعاء، رمياً بالرصاص على يد زوجها في مدينة قعطبة محافظة الضالع، بسبب تأخرها عن غسل أعواد القات، وفقا لمصادر محلية.
وأوضحت المصادر أن الزوج عاد إلى المنزل ظهرا وبحوزته كمية من "نبتة القات"، طالبا من زوجته سرعة غسلها.
وبسبب انشغال الزوجة وتأخرها عن غسل اعواد القات دخل الزوج معها في مشادة كلامية انتهت بإطلاق النار عليها من سلاحه الشخصي.
وأشارت المصادر إلى أنه تم اسعاف الزوجة إلى احد مشافي المدينة إلا انها توفيت قبل وصولها المشفى.
وذكرت المصادر أن جريمة قتل مماثلة وقعت الأسبوع الماضي في مديرية الازارق بذات المحافظة، ما زاد من حدة المخاوف المجتمعية إثر تنامي ظاهرة قتل الأقارب في مختلف المحافظات.
ضابط الجيش... شنق نفسه!
عثر مواطنون على ضابط يحمل رتبة "عميد" مشنوقاً، داخل منزله في صنعاء في ظروف غامضة، وسط تصاعد لافت لضحايا الانتحار في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وقالت مصادر محلية بصنعاء، إن الأهالي في حي سكني بمحيط الصيانة عثروا على "حميد محمد سنان الربيعي" ضابط يحمل رتبة عميد مقتولاً شنقاً في صالة المنزل المستأجر لعائلته.
وأوضحت المصادر أن العميد "حميد الربيعي"، واجه مؤخرا ظروفا معيشية صعبة نتيجة تراكم الديون عليه والإيجارات بأكثر من مليون ونصف المليون ريال.
وأضافت المصادر إن العميد الربيعي قام قبل اتخاذه قرار الانتحار بجمع أبنائه الأربعة وقال لهم كل واحد منكم يبحث له عن بيت، فقالوا له وأنت؟ فرد عليهم: سأدبر حالي.
ولفتت المصادر أن أبناءه عثروا عليه في وقت لاحق مشنوقاً في صالة المنزل.
الجدير بالذكر أن العميد الربيعي أحد القيادات العسكرية التي اوقفتهم مليشيا الحوثي عن العمل وقامت بتسريحه من عمله وأوقفت راتبه ضمن آلاف من ضباط الجيش والأفراد التي صادرت مرتباتهم منذ انقلابها على الحكم عام 2014.
أسباب ومؤثرات
وتضاعفت في السنوات الأخيرة جرائم العنف الأسري ومعدلات الانتحار بشكل ملحوظ، أرجع معظمها أخصائيون اجتماعيون إلى ضغوط نفسية وعصبية تعددت لثلاثة أسباب تعود بمجملها إلى سوء أحوال الناس المعيشية، بالتزامن مع نهب الرواتب وانتشار حمل السلاح، وانعدام مصادر الدخل، نتيجة الحرب التي تشهدها البلاد للعام الثامن على التوالي والتعبئة والتلقين والتحريض بأفكار العنف والتطرف التي يتلقاها عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية واعتيادهم ممارسة القتل في الجبهات، وانتعاش وانتشار المواد المخدرة والحشيش ومادة الشبو وحبوب الهلوسة.