قال غروندبرغ لمجلس الأمن الهدنة صامدة وينتظر ردا من الحوثيين

  • نيويورك، الساحل الغربي/ الأمم المتحدة:
  • 07:30 2022/06/15

"الهدنة صامدة في اليمن منذ شهرين ونصف وهذا أمر غير مسبوق خلال هذه الحرب"، بحسب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إلى مجلس الأمن، هانس غروندبرغ، الذي كان يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.
 
غروندبرغ شدد أيضا على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات بشأن تنفيذ الهدنة الكامل والتصدي للاحتياجات الإنسانية المتزايدة وانعدام الأمن.
 
أوضح غروندبرغ لمجلس الأمن خططه خلال الفترة المقبلة بما في ذلك العمل مع الأطراف لدعم وتنفيذ جميع عناصر الهدنة، والتوصل إلى حلول أكثر استدامة، بالإضافة إلى الشروع في المفاوضات على المسارين الاقتصادي والأمني. 
 
كما أكد على ضرورة أن يسير هذا العمل في اتجاه التوصل إلى تسوية سياسية.
 
وفي كلمته أشار المبعوث الخاص إلى عدم حدوث أي ضربات جوية مؤكدة داخل اليمن منذ بدء الاتفاق، ولا هجمات عبر حدوده. 
 
كما حدث انخفاض ملموس في أعداد الضحايا المدنيين. "إلا أنَّ هناك تزايداً مؤسفاً في عدد ضحايا الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة نتيجة دخول المدنيين بمن فيهم الأطفال إلى مناطق خطوط المواجهة التي كانت يتعذر الوصول إليها في الساب"، بمحسب ما أفاد به غروندبرغ.
 
وأوضح قائلا إنه "رغم انحسار القتال بشكل عام، ما زلنا نتلقى تقارير من الجانبين بوجود انتهاكات مزعومة داخل اليمن تتضمن القصف المدفعي، والهجمات بالطائرات المُسيَّرة، والطيران الاستطلاعي، وإعادة نشر القوات."
 
كما تواترت تقارير تفيد بحدوث اشتباكات في جبهات مختلفة والتي تم الإبلاغ عن معظمها في محافظات مأرب وتعز والحديدة. 
 
وفي هذا السياق، عقد مكتب السيد غروندبرغ أول اجتماعين للجنة التنسيق العسكري التي ضمت ممثلين عن الطرفين بالإضافة إلى قيادة القوات المشتركة للتحالف. وقد اتفقت اللجنة على الاجتماع مرة كل شهر وتأسيس غرفة تنسيق مشتركة لمعالجة الأحداث المثيرة للقلق في الوقت المناسب، وتمثل الاجتماعات المباشرة وجهاً لوجه خطوة أولى مهمة نحو بناء الثقة وتحسين التواصل بين الأطراف.
 
نقاط إيجابية بفضل الهدنة أبلغها المبعوث الخاص إلى مجلس الأمن بما فيها انطلاق الرحلات التجارية الجوية إلى عمان والقاهرة بعد مضي قرابة الست سنوات من إغلاق مطار صنعاء. 
 
وحتى تاريخ اليوم، بلغ عدد الرحلات التجارية ذهاباً وإياباً ثمان رحلات نقلت 2795 مسافراً من صنعاء إلى عمّان والقاهرة. 
 
وأفاد غروندبرغ باستمرار تدفق الوقود إلى ميناء الحديدة بانتظام طيلة مدة الهدنة، مشيرا إلى أنه أجيز خلال شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو، دخول ما يزيد عن 480 طنا متريا من منتجات الوقود وهو ما يزيد عما دخلَ إلى الحديدة من وقود خلال العام الماضي بأكمله. 
 
ومنذ تمديد الهدنة، أجيز إدخال سفينتين من سفن المشتقات النفطية، بحسب غروندبرغ الذي أعرب عن أمله في "ألَّا يضيع زخم فترة الهدنة السابقة." 
 
فقد خفَّف الدخول المنتظم للوقود من الضغوط الواقعة على الخدمات الحيوية، وقلَّل إلى درجة كبيرة من طوابير الوقوف عند محطات المشتقات النفطية وهي الظاهرة التي كانت قد سادت في شوارع صنعاء، كما سمح ذلك لليمنيين بالانتقال بسهولة أكثر في جميع أنحاء البلاد.
 
فتح الطرق المؤدية إلى تعز والمحافظات الأخرى
 
تتمثل إحدى القضايا البارزة المهمة التي ما زالت عاقلة في فتح الطرق المؤدية إلى تعز والمحافظات الأخرى. 
 
وأشار المبعوث الخاص إلى أن الطرق المفتوحة حاليا "طويلة وشاقة"، مستذكرا رحلة استغرقت ست ساعات من عدن إلى مدينة تعز كانت ستستغرق نصف الوقت.
 
وبعد جولتين من المداولات حول الخيارات المطروحة من قبل كل جانب، قدم المبعوث الخاص للأطراف مقترحا لفتح الطرق تدريجيا في تعز وأماكن أخرى. وأعرب عن تفاؤله من الرد الإيجابي الذي تلقاه من الحكومة اليمنية وما زال في انتظار الرد من قبل الحوثيين.
 
السير قدما في خطين من الجهود
 
وقال غروندبرغ أن الأسابيع الماضية كشفت عن هشاشة الهدنة وأظهرت أن "التأخير في تنفيذ بنودها قد يهدد بهدمها بالكامل."
 
وشدد على أن "اللجوء إلى سياسة المقايضة والتهديد بتعليق تنفيذ عنصر ما من الهدنة على تنفيذ عنصر آخر واستخدام الخطاب الإعلامي التصعيدي يقوض الهدنة."
 
مشيرا إلى أن "الأمر في نهاية المطاف رهن برغبة الأطراف في حماية الهدنة والوفاء بوعدها بهدف إفادة اليمنيين."
 
وأعلن المبعوث الخاص أنه خلال فترة الشهر ونصف القادمة، سوف ينتهج خطين من الجهود:
 
أولاً، العمل مع الأطراف لضمان تنفيذ عناصر الهدنة وتمتينها بما في ذلك فتح طرق في تعز وفي محافظات أخرى. 
 
وثانياً، العمل على تحقيق حلول أكثر استدامة للاحتياجات الملحة الاقتصادية والأمنية. 
 
ومن أجل ذلك يخطط للشروع في "مفاوضات على المسارين الاقتصادي والأمني، وينبغي أن يرتكز هذا العمل إلى سياق سياسي وأن يتوجه نحو تسوية سياسية."
 
وفيما أعرب عن شكره للدعم الذي تلقاه من هذا المجلس وكذلك من سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية وعموم المجتمع الدولي، أكد أن هذا سيبقى الدعم محورياً في الأشهر القادمة. 
 
وفي هذا السياق، قال إن الأمر في نهاية المطاف رهن برغبة الأطراف في اغتنام هذه الفرصة "للتفاوض على أساس حسن النوايا وتقديم التنازلات المطلوبة من أجل مصلحة اليمن ككل." 
 
مشددا على أن "هذه الهدنة تقدم فرصة نادرة للتحول نحو السلام ولا ينبغي تفويتها."
 

ذات صلة