يحدثنا الشاب التَعِزِّي بدر سلطان الذي غُيِّبَ 5 أعوام في سجون الحوثي بـ"جُرم" الصحافة: "كسروا ساعديَّ ورجلي وثقبوا صدري"
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
- 09:13 2022/05/31
على خلفية منشور في صفحته فيسبوك، خمسة أعوام وأكثر قضاها الشاب بدر سلطان في معتقلات مليشيات الحوثي، بتهمة الصحافة.
بدر سلطان (22 عاماً) يروي للساحل الغربي جرائم مليشيات الحوثي وما يعانيه الصحفيون في المعتقلات، بعد ترصد تحديدا في 11 يوليو 2016 "هاجموني كمجرم وأنا امشي في الشارع مجموعة ملثمين بزي مدني وجهوا بنادقهم تجاهي ثم قدموا واغلقوا عينيّ وحملوني على طقم مطبوع عليه شعار الصرخة إلى قسم هبرة، كان أول قسم استمريت فيه لمدة أربعة ايام".
تنقل بدر سلطان، طالب مستوى أول بكلية الإعلام بصنعاء، في عدد من الاقسام والمعتقلات التابعة للمليشيات الحوثية من قسم هبرة إلى سعوان إلى البحث الجنائي ومن ثم إلى معتقل احتياطي في الثورة.. كل معتقل يمارس طريقة خاصة بالتعذيب: التعذيب بالكهرباء، الضرب بحديدة، الربط والتعذيب بالشواية، الإغراق وسط الماء، التعليق بالمروحة، الربط بالاقدام... الخ. كل أبشع أنواع التعذيب يوجد في سجون المليشيات.
"كنت أتمنى أي تهمة غير تهمة الإعلام والصحافة، فتعذيب الصحفيين يختلف عن أي تعذيب بل أكثر وحشية من أي شيء.. تهمة الصحافة تهمة كبيرة أكبر من أي تهمة اخرى". يقول بدر.
تعرض الشاب بدر للتعذيب خلال مراحل وسجون مختلفة استمرت أكثر من خمسة أشهر، كسر ساعداه وثقب صدره وكسرت رجله وما تزال اثارها شاهدة على قبح جرائم المليشيات الحوثية.
يعاني الصحفيون الويالات في سجون مليشيات الحوثي من تعذيب جسدي وتعذيب نفسي واخفاء قسري استمر بدر مخفياً في دهاليز السجون ما يقاب عاما كاملا.
"تتردد صرخات المختطفين أثناء التعذيب في أرجاء المكان، ويتمنى يكون الضرب فوق جسده اهون من أن يسمع أصوات التعذيب، كتعذيب نفسي تتعمده المليشيات، ولا يوجد مختطف الا واثار التعذيب على جسده".
إقرأ أيضاً:
- الجنديان الشقيقان خالد ومحمد الهرش يرويان فظائع سجون الحوثيين
- «من يعيد لي عمري؟» - علوي بجاش يروي أساليب مختلفة للتعذيب في سجون الحوثي
- الدكتور محمد الخطيب يروي قصته.. بعد أن ميَّع قضاء الحوثي قضيته نزح إلى تعز
- توفي والد الصحفي عبدالخالق عمران بعد حرمان الحوثيين له من زيارة ولده المختطف منذ 2015
كانت تهمة اختطاف الشاب بدر سلطان على خلفية منشور بصفحة التواصل الاجتماعي يدين جرائم المليشيات في تعز، ثم تطورت التهم من معتقل إلى آخر كان ابرزها انه ضمن فريق اعلام الحكومة ثم مراسل قناة يمن شباب ومن ثم وافدا لقناة الحدث. وفي معتقل الصالح كانت تهمته أنه مدير البث للقنوات المحلية والدولية في مدينة تعز.
الصحافة في مناطق مليشيات الحوثي جريمة يُعاقب عليه الصحفي بالسجن والتعذيب والإعدام.
"رغم أن الإعلام المناهض للمليشيات غير موحد الا ان مليشيات الحوثي تشعر بالخوف والضعف والقلق من نقل واقع الحياة وفضح جرائمها لكل العالم. لذلك تحارب الصحافة".
بعد خروجي من المعتقل بصفقة تبادل الأسرى نهاية 2021 راجعت منشورات الفيسبوك السابقة فهي لا تستحق كل تلك المعاناة والسجن خمسة اعوام.
«1978 يوم سِجن».. شهادة حية يرويها المدرس #عمران العمراني عن أقبية الموت #الحوثية وانفراجة 2 ديسمبر (فيديو) #الساحل_الغربي #yemenhttps://t.co/KFT40yo3iR
— الساحل الغربي | The West Coast (@alsahilnet) February 15, 2022
أحيانا يحاول مشرفو المعتقلات استقطاب بعض الصحفيين المعتقلين كغيرهم من المعتقلين للخروج من السجن مقابل العمل لصالح المليشيات، لكن الكثير يرفضون تلك العروض.
أصيبت والدة بدر بامراض مزمنة كثيرة طيلة الفترة التى وقف ولدها خلف القضبان، حتى فارقت الحياة ولم يستطع زيارتها، ولحقت به صدمة نفسية لا يمكن له نسيانها، كما يقول.
مناشدة
نناشد رئاسة الوزراء والسلطات المحلية وكل المعنيين النظر والاهتمام بملف الأسرى والمخفيين قسراً، وانقاذهم من بطش المليشيات.
بالإضافة لذلك الاهتمام بالأسرى المفرج عنهم والعمل على إعادة تأهيل نفسي واجتماعي لهم ليتجاوزوا ما خلفته السجون ومعتقلات المليشيات.
كما نناشد السلطة المحلية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وضع الاسرى والمختطفين حالة استثنائية لفترة الشهادة الثانوية والسماح لهم بالالتحاق بالجامعات وبث الأمل في أرواحهم مجدداً..