«من يعيد لي عمري؟» - علوي بجاش يروي أساليب مختلفة للتعذيب في سجون الحوثي

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 03:54 2022/01/28

في السجن الانفرادي بغرفة لا تتجاوز مترين في مترين، وعند استدعائه للتحقيق يستجوبه محققان من عناصر المليشيات أحدهما يطرح الأسئلة وآخر يقوم بتعذيبه..  
 
تتشابه الروايات وتختلف تهم الاختطاف وأساليب ووسائل التعذيب التى يمارسها عناصر مليشيات الحوثي مع المختطفين أثناء التحقيقات.
 
علوي بجاش، في عقده الثالث من العمر، تعرض للاختطاف في إحدى نقاط التفتيش التابعة للحوثيين في شارع الستين مديرية التعزية شمال غربي مدينة تعز، بتهمة رصد ومراقبة تحركات مليشيات الحوثي وأعمال استخباراتية لصالح القوات الحكومية.  
 
في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017م، أوقفت نقطة التفتيش التابعة للمليشيات، طريق علوي، وحرفت مسار اتجاهه بشكل إجباري إلى معتقل أبو حورية بمدينة الصالح اختفى فيها لمدة أربعة أشهر وغابت أخباره تماماً عن أسرته، تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي على ذمة التحقيقات وتلفيق تهم تحاصره في حجزه الانفرادي، لا أحد يرافقه سوى الألم الذي يتجرعه بشكل شبه يومي. 
 
علوي بجاش عبدالله علي الحبابي (34 عاماً) يروي ل(الساحل الغربي) تفاصيل الاختطاف وما تخفيه المليشيات في معتقل الصالح..
 
 
بقهر خفي خلف ابتسامة هادئة يقول: "كنت في طريقي المعتاد بشارع الستين شمال مدينة تعز، أوقفني مسلح تابع لمليشيات الحوثي في نقطة تفتيش بمنتصف الشارع، وكأنه قد رصد تحركاتي وتعرف على هويتي قبل أن يطلع على بطاقتي الشخصية، ثم أخذ بيدي وقال عليك بلاغ من الجهات الأمنية، انتظرت بعض دقائق حتى جاء طقم عسكري وحملني إلى معتقل الصالح.
 
طيلة أربعة أشهر غابت أخباره تماماً عن الأسرة حتى ظنت أنه قد قتل، وكلما يسأل أطفاله عنه تجيب زوجته بقلق أنه في سفر وسيعود قريباً..
 
خلال الأربعة الأشهر قضاها في أول سجن انفرادي يطلق عليه سجن أبوحورية في مدينة الصالح، ثم سجن الأمن القومي والمخابرات وسجن الأمن الوقائي تعرض خلاله لأبشع أنواع التعذيب..
 
بصوت شاحب يضيف علوي: "أربعة أشهر لم نعرف سوى الضرب بالأسلاك والصعق بالكهرباء، وكلها تهون أمام التعذيب النفسي، تكاد أن تجن، عشنا كوابيس أتمنى أن لا أذكر شيئاً".
 
في السجن الانفرادي بغرفة لا تتجاوز مترين في مترين، وعند استدعائه للتحقيق يستجوبه محققان من عناصر المليشيات أحدهما يطرح الأسئلة وآخر يقوم بتعذيبه مرة بالضرب بأسلاك الكهرباء والصعق الكهربائي ووسائل أخرى لا يريد أن يذكرها لها انعكاسات نفسية على صحته..
 
أما التعذيب النفسي، قال إنه تعرض للتهديد بالقتل وتعمير السلاح لصدره والقول له إنه سيصدر حكم إعدام بحقه وأن تهمته عقوبتها الإعدام.
 
إضافة إلى ذلك يصعد إلى سطح مرتفع ويعصب على عينيه ويهدده أنهم سيقذفون به من السطح إلى الأسفل. أربعة أشهر قضاها في الغياب والتعذيب والتنقل بين سجون المليشيات. 
 
ومع كل تحقيق يوقضونه من النوم ويباشرون معه التحقيق لليلا أو نهاراً.
 
أما الطعام والشراب فقال إنه لا تصلح للأكل الآدمي.. وجبة واحدة باليوم، "بازليا وماء بدون طهي".
 
أربعة أشهر قضاها في الغياب التام والتعذيب والتنقل بين سجون المليشيات، حتى نقل إلى شقة في سجن الصالح يتجاوز عدد المعتقلين فيها أكثر من خمسين فرداً لا يستطيعون أن يناموا إلا وقوفاً، مع انتشار الأمراض بين المعتقلين، وعدم توافر ماء لا للشرب ولا للحمامات.
 
بعد الانتقال إلى معتقل الصالح ومعرفة أسرته بذلك عملت مليشيات الحوثي على ابتزاز أسرته بمبالغ مالية مقابل الإفراج عنه وبالمزاد كل فترة يطلبون مبلغا مضاعفا.. حتى المصاريف التى كانت ترسلها أسرته إليه يقوم ينهبها شاوش السجن ولم يصل إليه ريال واحد. 
 
ثلاثة أعوام في المعتقل، يقول علوي: "في المعتقل ضاع عمري.. ثلاث سنوات خسرت فيها كل شيء، ونهبت حقوقي، فمن يستعيدها لي وقد فات الأوان؟!".
 
أفرج عن علوي نهاية سبتمبر/أيلول الماضي بصفقة تبادل للأسرى بين مليشيات الحوثي ومحور تعز، وهو بحالة نفسية لا بأس بها وقلق كبير بشأن مستقبل مهدور.
 

ذات صلة