الدكتور محمد الخطيب يروي قصته.. بعد أن ميَّع قضاء الحوثي قضيته نزح إلى تعز

  • تعز، الساحل الغربي، خاص:
  • 02:16 2021/06/23

بعد اقتحام بيته بوابل من الرصاص الحي وإصابة زوجته أثناء غيابه، عاد الدكتور محمد الخطيب، لعلاج زوجته، ورفع دعوى قضائية ضد الجاني في منطقة الزيلعي التابعة لدمنة خدير الخاضعة لمليشيات الحوثي، لكن سلطات الاختصاص تلاعبت بقضيته ولم تعرها أي اهتمام، مما اضطره للنزوح. 
 
"محمد الخطيب" دكتور في جامعة تعز، وهو واحد من كثيرين طالهتم وحشية الظلم والجور بشتى أصنافه، وتلاعبت جهات الاختصاص الخاضعة للمليشيا وعلى رأسها القضاء بحقوقهم وقضاياهم دون أي مبرر، وبالأصح لأن الجناة مقربون للمليشيات أو من تابعيهم.
 
تفاصيل القضية
 
تعرضت بيت "الخطيب" لإطلاق النار مباشرة من قبل الجاني وأصيبت زوجة الخطيب بعدة رصاصات مزقت بعض أنسجتها واخترقت جسدها بذريعة أن "الخطيب" دفع بقريبته (أم الجاني) لتحبس ابنها (الجاني) الذي اعتدى عليها بالضرب، فجاء الجاني متوهماً الانتقام رغم أن الخطيب كان في دوامه الجامعي وقت وقوع الحادثتين في أواخر أبريل لعام 2020م.
 
بنبرة حزينة يروي الدكتور "محمد الخطيب" قصته فيقول: "أثناء غيابي عن المنزل، جاء الجاني جهاراً وأطلق وابلاً من الرصاص نحو بيتي وأصاب زوجتي بطلقات وأطفالي الصغار بالذعر والهلع".
 
وعند وصول الخبر للخطيب، اتجه نحو أطفاله ويتابع علاج امرأته المصابة، ومن ثم رفع دعوى قضائية ضد الجاني.
 
يضيف "الخطيب" في حديثه للساحل الغربي: "تسببت الإصابة بإعاقة زوجتي عن المشي والحركة، لكنها بفضل الله في تحسن مستمر".
 
قاصمة الظهر
 
لم تكن إصابة امرأته وحدها من أجبرت "الخطيب" على النزوح، لكن القضاء الخاضع للمليشيا هو من قصم ظهره وتلاعب بقضيته وأفرج عن الجاني بعد أسبوع واحد من سجنه، وهو ما أجبره على النزوح كون خروج الجاني ضاعف حجم الخوف والهلع لدى أسرته وضاعف من معاناتهم النفسية، حد تعبيره.
يتابع "الخطيب" حديثه للساحل الغربي، فيقول: "كنت أعول كثيراً على جهات الاختصاص بأخذ حقي وأسرتي من الجاني، لكن تفاجأت بعد أسبوع من سجنه بخروجه من السجن ولم تعقد أي جلسة بالمحكمة، واستمرت جهات الاختصاص بالمماطلة من شهر لآخر واضطررت إلى النزوح".
 
"الخطيب" أبدى استغرابه من خروج الجاني من السجن وتواطؤ جهات الاختصاص معه بذلك ولم يوضح سبب التواطؤ، لكن مصادر عدة في منطقة الزيلعي أكدت للساحل الغربي، أن الجاني من ذوي الولاء لجماعة الحوثي ومن المقربين منها، وقد قام بأعمال جنائية عدة تحت تواطؤ واضح من قبل جهات الاختصاص الحوثية.
 
ليس الوحيد
 
بدورها تقول المحامية والناشطة الحقوقية إشراق الشميري: "إن جماعة الحوثي سلبت من أغلبية المواطنين حقوقهم واعتدت عليها حيث تحصل هناك الكثير من الانتهاكات المتشابكة والمتفرعة للمواطنين من قبل الجماعة بشكل يومي، وتصل إلينا كثير من حالات الانتهاك ولا سيما من محافظات صنعاء وإب وذمار والحديدة". 
 
وتضيف الشميري في حديثها للساحل الغربي، إن جماعة الحوثي اختطفت القضاء واعتدت على سيادته واستقلاله وصادرت حقوق المواطنين، وأصبح القضاء لا يعمل لهم شيئاً، وبات المواطن يبحث عن الأمان والحقوق، حيث اضطر الكثير منهم إلى النزوح هرباً من الانتهاكات وبحثاً عن الأمن.
 
لم يكن "الخطيب" الوحيد الذي انتهكت حقوقه واستباح الظلم منزله في زمن سطا فيه الكهنوت على العدالة وأبعدها عن شمس الحقيقة متقصدا في انتشار الظلم، لأنه من خصاله وذويه، بل هناك الكثير الكثير من الخطيب وأمثاله، ممن جثم عليهم التعسف والبطش والظلم والجور دون أن تلتفت إليهم المنظمات الحقوقية ولا غيرها، وباتوا في غياهب النسيان، لأنهم لا يقدرون على فعل شيء سوى الوقوف في انتظار أمل يناجوا الله لتحقيقه وزوال الظلم وعودة العدالة ليعود معها حقهم المسلوب.

ذات صلة