غروندبرغ احتفل بفتح المطار والميناء وقال "فتح المعابر عندما يريد الحوثي" - نص الإحاطة

  • نيويورك/ عمَّان/ عدن، الساحل الغربي/ osesgy :
  • 12:28 2022/05/18

تعامل المبعوث مع تنصل الحوثي عن تسمية ممثليه للجنة فتح المعابر ونص اتفاق الهدنة أن يتم بعد أيام من بداية سريانها بتساهل حد التجاهل لأبرز انتكاسات ومظاهر فشل الاتفاق والأمم المتحدة الراعية له والمبعوث ومكتبه بصفة خاصة. قال إنه ينوي عقد الاجتماع عندما يعين الحوثيون أو يسمون ممثليهم (..)، كل شيء يتوقف إذا على مزاج وأجندة المليشيات الحوثية.
 
تحدث المبعوث الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى الصحفيين عقب مشاورات مغلقة مع مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء 17 مايو/أيار 2022، غداة إقلاع الرحلة الأولى من مطار صنعاء بتنازلات من طرف واحد قدمتها الشرعية، فيما تجمدت كافة التزامات المليشيات الحوثية بموجب اتفاق الهدنة التي شارفت على الانتهاء وتبقى أسبوع واحد، ويريد المبعوث تجديدها ولكن لا أحد يعرف كيف سيفعل أو سيحدث هذا.
المبعوث الأممي الذي أكد أنه سيستمر في التحاور مع الأطراف "لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة"، ارتكز في إحاطته وتفاؤله على "إقلاع رحلة جوية من مطار صنعاء وتتبعها أخرى يوم الأربعاء"، وهو الحدث الذي تيسر فقط بفضل تنازلات مريرة قدمتها السلطات الشرعية في اللحظات الأخيرة، لم يكن لديه أي وعد أو شيء محدد وواضح بشأن فتح الطرقات والمعابر ورفع الحصار عن تعز والمحافظات الأخرى وبقية التزامات وواجبات المليشيات من اتفاق الهدنة، وفي المقابل سرد ما اعتبرها شواهد نجاح الهدنة وجميعها تمثل الالتزامات التي أوفت بها الحكومة الشرعية ومن جانب واحد.
 
وبالعودة إلى نص كلمة وإحاطة غروندبرغ للصحفيين فقد جاءت كما يلي:
 
شكرًا جزيلاً، ومساء الخير، كنت أود أن أكون معكم شخصيًا اليوم ولكن عليّ أن أبقى في المنطقة بسبب مجريات تنفيذ الهدنة.
 
كما تعرفون، وافَقَت أطرافُ النزاع في اليمن على هدنة لمدة شهرين بدأت في الثاني من نيسان/أبريل من هذا العام. وفي الأسابيع الستة الماضية، شهدنا تأثير إيجابي ملحوظ على الحياة اليومية للكثير من اليمنيين. فقبل عدة أشهر، ربما ظن الكثيرين أن تحقيق هذه الخطوة هو أمر مستحيل. أود أن أهنئ الأطراف على اتخاذهم خطوة شجاعة باتفاقهم على الهدنة لإعطاء الأولوية لتخفيف معاناة اليمنيات واليمنيين.  
 
اسمحوا لي أن  أحدثكم عن تطورات تنفيذ الهدنة قبل أن أنتقل للحديث عن الخطوات المقبلة. أولاً، وهو الأمر الأكثر أهميةً، لا تزال الهدنة متماسكة عسكريًا. فعلى مدار الأسابيع الست الماضية، انخفض عدد الضحايا في صفوف المدنيين بشكل ملموس. وكذلك انخفضت وتيرة القتال إلى درجة كبيرة، فلم تُسجَّل أي هجمات جوية عابرة للحدود من اليمن ولم تكن هناك ضربات جوية مؤكدة داخل اليمن.  وشهدت الجبهات في جميع أنحاء اليمن هدوءً ملحوظًا. وهناك تقارير تفيد بزيادة القدرة على الوصول إلى المساعدات الإنسانية بما شمل مواقع على  الخطوط الأمامية كان من الصعب للغاية الوصول إليها قبل الهدنة. لكنَّنا ما زلنا مع ذلك، وبالرغم من الإنخفاض الكلي، نرى تقاريرًا مقلقةً بشأن استمرار القتال بما شمل أحداث أدت إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين في عدة مناطق بما فيها تعز والضالع.
 
ثانيًا، انطلقت رحلة تجارية جوية، هي الأولى منذ ست سنوات، من مطار صنعاء الدولي ووصلت الأردن يوم أمس. وعادت رحلة أخرى محمّلة بركاب يمنيين من عمَّان، الأردن، إلى صنعاء. وأتقدم بالشكر إلى المملكة الأردنية الهاشمية على دعمها القيّم في تيسير رِحْلَتَيْ يوم أمس، والشكر موصول للحكومة اليمنية لما أبدته من تعاون بنَّاء ولإعلائها حاجات اليمنيين. وقد حقق هذا إنفراجة  للكثير من اليمنيين الذين طال انتظارهم للسفر، لتلقي العلاج للحالات الصحية الطارئة أو السعي لفرص العمل والتعليم، أو لمّ شملهم مع أحبائهم بعد سنوات من الانفصال. ونعمل الآن مع جميع المعنيين لضمان انتظام الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه خلال مدة الهدنة ونسعى لبحث آليات مستدامة لإبقاء المطار مفتوحًا أمام المسافرين. وهناك رحلة ثانية من المقرر إقلاعها يوم غد.
 
ثالثًا، سمحت الحكومة اليمنية بدخول 11 سفينة محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة حتى الآن. يفوق ذلك كمية الوقود التي وصلت الميناء طوال الستة أشهر التي سبقت الهدنة. وانحسرت أزمة الوقود التي كانت تهدد قدرة المدنيين على الحصول على السلع والخدمات الأساسية في صنعاء والمحافظات المحيطة بشكل كبير.
 
رابعًا، وبخصوص الالتزام بعقد اجتماع حول فتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى، فقد حددت الحكومة اليمنية مسؤولين للتواصل من جهتها لحضور اجتماع ترعاه الأمم المتحدة حسب بنود الهدنة. وننوي تنظيم اجتماع في عمَّان، الأردن، في أقرب وقت ممكن فور تعيين أنصار الله لممثليهم. وهذه أولوية بالنسبة لي ولمكتبي. فكما تعلمون، لقد سبق لي أن زرت تعز في العام الماضي وشهدت بنفسي كيف يؤثر إغلاق الطرق على إطالة مدة التنقل والسفر في اليمن، ويفرق أفراد العائلات بعضهم عن بعض، ويحول ضرورات الحياة اليومية، كالذهاب إلى العمل أو إرسال الأطفال إلى المدارس أو الوصول إلى المستشفيات، إلى ضُرُوبٍ من المعاناة. ولذلك، يمثل إحراز التقدم لإنهاء هذه المعاناة جزءً أساسيًا من الهدنة.
 
إنَّ الوعد الذي تقدمه الهدنة للمدنيين هو وعد بقدر أكبر من الأمن وتحسين القدرة على الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية وتحسين حرية التنقل داخل اليمن ومنه وإليه. إنَّ اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين.
 
وعليه، سأستمر بالتفاعل مع الأطراف والتحاور معهم لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة المقرر انتهائها بعد أسبوعين. وبهذا الخصوص، أعرب عن امتناني للدعم المستمر والقوي من قبل المجتمع الدولي في مناصرته لتنفيذ الهدنة وتمديدها. وأود أن أنوه بشكل خاص إلى االدعم الذي قدمته المملكة العربية السعودية.
 
وبينما تمثل الهدنة لحظة تاريخية بحد ذاتها، فإنها تتكون من مجموعة إجراءات مؤقتة وإستثنائية تحتاج أن تدعّم بعملية سياسية تساعد على استمراريتها. تنبع بعض التحديات المتعلقة بتنفيذ الهدنة من قضايا خلافية كانت متوقعة، ويجب معالجة هذه القضايا في سياق أوسع يتخطى الطبيعة المؤقتة للهدنة.  
 
ولهذا السبب أواصل عملي على إطلاق عملية جامعة متعددة المسارات، لتكون بمثابة منصة تعالج من خلالها الأطراف وغيرهم من اليمنيين قضايا حرجة الأهمية من أجل التوصل إلى ترتيبات أكثر استدامة وتسوية سياسية. سيكون لدعم المنطقة والمجتمع الدولي المستمرين دور حاسم في تحقيق ذلك.
 
 

ذات صلة