رؤية أميركية بإزاء "أشد الانتكاسات العسكرية للحوثيين في اليمن" (1 -2)

  • واشنطن، الساحل الغربي، يُمنى سالم :
  • 10:30 2022/01/24

أدناه عرض بتصرف لمادة تحليل " نقطةٌ فاصلة: دمج الانتكاسات العسكرية للحوثيين في اليمن"
 
- وفقا لتحليل معهد واشنطن، أنجزه الكسندر ميلو ومايكل نايتس، دقّت ديناميكيات ساحة المعركة الحالية في اليمن ناقوس الخطر في أوساط الحوثيين.
 
- ووفقا للمؤلفين، تشير العديد من المؤشرات المشجعة إلى أن الطريقة الأفضل لجلب الحوثيين إلى طاولة محادثات السلام هي القضاء على أملهم بتحقيق انتصار عسكري كامل.   
 
- وبحسب التحليل لمرصد السياسات، "جاءت الضربة الإماراتية (الاعتداء الإرهابي على الإمارات) رداً على واحدة من أشد الانتكاسات العسكرية للحوثيين في السنوات الثلاث الماضية.
 
ويتجلى ذلك بوضوح في قرار الجماعة بشن ضربة على الإمارات العربية المتحدة.. ورغم احتمال أن يؤدي الهجوم إلى تعزيز الإدانة الدولية للحوثيين والتضامن مع الإمارات، "إلّا أن الجماعة المدعومة من إيران ربما اتخذت هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر لأنها تخشى حدوث انتكاسات في ساحة المعركة أكثر من العزلة الدبلوماسية. لذلك، فإن الميزان العسكري المتغيّر في اليمن يستحق مراجعةً دقيقة. وبالفعل."
 
الهجوم المضاد الناجح في شبوة
 
جاءت الضربة الإماراتية رداً على واحدة من أشد الانتكاسات العسكرية للحوثيين في السنوات الثلاث الماضية. فقبل أسبوعين فقط، كانت الجماعة في وضعٍ جيد يمكّنها من السيطرة على مركز الطاقة الرئيسي في مأرب، بالإضافةً إلى ممرّ مهم آخر لإنتاج النفط والغاز بين تلك المدينة وخليج عدن، مروراً بمحافظة شبوة. ومع ذلك، ففي وقت قصير، نجحت ضربة مضادة نفذتها التعزيزات المعادية للحوثيين التي أُعيد نشرها في إخراج القوات الأمامية للجماعة من شبوة، وقد تُخفف الضغط على مأرب قريباً.
كيف حدث ذلك؟ كما حذّر الكاتبان في أيلول/سبتمبر 2019 في أعقاب انهيار كبير آخر في شبوة، فإن التوازن العسكري في اليمن هشّ للغاية ومعرّض لتحوّلات سريعة قائمة بشكلٍ أساسي على السياسة والمعنويات بدلاً من اعتماد تكنولوجيات عسكرية جديدة أو متفوّقة. وكان أساس النصر الأخير قائماً على ترتيب عملي بين السعودية والإمارات.....
 
.... وفي أعقاب استبدال المحافظ، أُعيد نشر نحو ثمانية ألوية تابعة لـ "قوات العمالقة"، يبلغ تعداد كل لواء منها بين 1500 و 2000 مقاتل، على مسافة تبعد نحو 500 ميل عن ساحل البحر الأحمر. وبعد وقف تقدّم الحوثيين في شبوة، انتقلت هذه القوات إلى الهجوم المضاد، واستعادت مديريات بيحان وعسيلان وعين في المحافظة، لتتقدم بعدها نحو مديرية حريب في محافظة مأرب. وسرعان ما قضت الحملة على جميع المكاسب التي حققها الحوثيون خلال هجومهم على شمال شبوة في النصف الثاني من عام 2021. ويهدّد التقدم السريع الذي أحرزته "قوات العمالقة" حالياً بتعزيز الجانب الجنوبي من الزحف الحوثي نحو مدينة مأرب.      
 
ونوجز للكاتبين - أهم مضامين التحليل:
ساهمت ثلاثة عوامل أساسية في هذا التراجع:
- تحسين التنسيق بين السعودية والإمارات. للمرة الأولى منذ بداية تدخل التحالف الخليجي في اليمن عام 2015، تنسّق القوات المدعومة من السعودية والإمارات في اليمن عملياتها على المستوى التكيتيكي، باستخدامها خلية عمليات مشتركة في مطار عتق في شبوة. ورغم أن الرياض وأبوظبي حافظتا على علاقات ودية طوال فترة تدخلهما، إلا أن العمليات البرية السابقة غالباً ما تقوّضت بسبب عدم وجود تنسيق بشكل عام خارج المستوى السياسي الوطني. ونتيجةً لذلك، عملت قواتهما ووكلاؤهما في كثير من الأحيان بشكلٍ متعارض. وقد تمّ حالياً عكس هذا الاتجاه المدمر - ويبدو الطرفان في الوقت الحالي، على الأقل، متناغمين على المستوى السياسي والتكتيكي....  
 
- إعادة المشاركة الإماراتية المحدودة. لم تُعيد الإمارات إرسال قواتها الخاصة إلى اليمن أو استئناف الضربات الجوية على الحوثيين، لكن وفقاً لبعض التقارير لعبت دوراً مهماً في تسهيل إعادة نشر قوات رئيسية في شبوة...
 
- فعالية "العمالقة". تتألف هذه الألوية إلى حد كبير من قدامى المحاربين السلفيين القادمين من مجموعة من المحافظات، وهم أكثر استعداداً من معظم رجال الميليشيات اليمنية للقتال في أي ساحة معركة، وليس فقط للدفاع عن مناطقهم الأصلية...
توصيات في مجال السياسة العامة
 
خلفيات.. موجز
 
في عام 2018، سعت الإمارات والسعودية لوضع الحوثيين تحت ضغط عسكري منسق على جبهات متعددة، بهدف جلبهم إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب. وتم تقويض هذا الجهد ليس فقط بسبب التنسيق غير الكافي للتحالف، ولكن أيضاً بسبب القلق الدولي بشأن التداعيات الإنسانية لهجوم بقيادة الإمارات حول ميناء الحديدة الحيوي.      
 
وبعد الانسحاب الإماراتي من اليمن عام 2019، كان بإمكان الحوثيين التركيز على جبهة واحدة في كل مرة، مما مكّنهم من تحقيق مكاسب في مأرب وشبوة بين عامَي 2020 و 2021. بعبارة أخرى، لم يؤدي تقليل الضغط العسكري على الحوثيين سوى منحهم الأمل بإمكانية غزو اليمن بأكمله بالقوة - في تغيّر قلّل من حافزهم للانخراط بجدية في محادثات السلام، وربما وبشكلٍ متوقّع، أدى إلى فشل الجهود الدبلوماسية متعددة الأطراف بعد سنواتٍ من العمل الشاق. غير أنه منذ كانون الأول/ديسمبر، أظهرت السعودية والإمارات وحلفاؤهما المعادون للحوثيين في اليمن أخيراً القدرة على تنفيذ استراتيجية حربية موحّدة على المستوى الوطني.  
 
.... يتبع (2 - 2)
 
 

ذات صلة