رؤية أميركية: لا يجب السماح بهزيمة الحوثيين، بل حرمانهم من تحقيق "نصر شامل" (2-2)

  • الساحل الغربي ، تقديم أمين الوائلي:
  • 02:49 2022/02/05

- لا يجب السماح بإلحاق هزيمة بالحوثيين، بل حرمانهم من تحقيق نصر شامل.
- الحد من القدرة التدميرية للصراع، بمعنى الحيلولة دون تحقيق انتصار نهائي.
 
في الجزء الأول من العرض الذي نشره الساحل الغربي لمضمون الرؤية / الورقة ( التي نشرها معهد واشنطن مع تقدم عملية تحرير مديريات بيحان بمحافظة شبوة والتوغل بالتالي في مديرية حريب جنوب محافظة مأرب)، استعرض المؤلفان: أليكس الميدا، ومايكل نايتس، في مقالتهما التحليلية المعنونة "نقطةٌ فاصلة: دمج الانتكاسات العسكرية للحوثيين في اليمن"، التطورات الميدانية والعسكرية المستجدة وما قد تكون برأيهما العوامل والأسباب التي تقف وراء هذه التطورات المعاكسة والمكاسب العسكرية التي حققها التحالف بتنسيق فاعل وإيجابي بين السعودية والإمارات والاعتماد على ألوية قوات العمالقة باتجاه تحرير مديريان بيحان وتأمين شبوة جنوبا وبالتالي تجاه دفع الخطر الحوثي الذي كان يتربص بمدينة مأرب وحرمان المليشيات الموالية لإيران من إمكانية تحقيق أي تقدم نحو المدينة ومصادر الطاقة.
 
وفي هذا الجزء الثاني يقدم المؤلفان "توصيات" للإدارة الأمريكية تتناول الواجبات والأهداف التي ينبغي للاستراتيجية الأمريكية والسياسة الخارجية أن تخدمها وتستهدفها في هذه المرحلة، وهي إجمالاً تعطي إفادة مركزة وإن كانت جانبية وغير مباشرة تتطرق بصورة نظرية إلى أولويات إدارة بايدن وسياسة واشنطن وأجندتها وطبيعة الأهداف والسياسات التي تتبناها وتنشدها، والملاحظة الرئيسية الجديرية بالتنبيه في هذا الصدد هي التركيز على ردع موضعي للحوثيين دون إلحاق الهزيمة المتلاحقة التصاعدية بالمليشيات على غرار عملية تحرير مديريات شبوة وحريب مأرب.
 
اقرأ أيضا :
 
بمعنى آخر فإن الأهداف تنحصر في الحد من خطورة الحوثيين وليس التغلب عليهم يمنيا وإنهاء الانقلاب المدعوم من إيران، كما سنرى في نص الجزء الثاني من التحليل بعد قليل ونفضل أن نقتبسه وننشره بالنص مع الإشارة إلى أنه يعبر عن رأي المؤلفين والمعهد.
 
 
يشار إلى أن المؤلفين: أليكس الميدا ، هو محلل الأمن الرئيسي في شركة استشارية رائدة في مجال المخاطر. مايكل نايتس هو ، "زميل برنشتاين" في معهد واشنطن وأحد مؤسسي منصة "الأضواء الكاشفة للميليشيات" التابعة للمعهد.
توصيات في مجال السياسة العامة
 
في عام 2018، سعت الإمارات والسعودية لوضع الحوثيين تحت ضغط عسكري منسق على جبهات متعددة، بهدف جلبهم إلى طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب. وتم تقويض هذا الجهد ليس فقط بسبب التنسيق غير الكافي للتحالف، ولكن أيضاً بسبب القلق الدولي بشأن التداعيات الإنسانية لهجوم بقيادة الإمارات حول ميناء الحديدة الحيوي.      
 
وبعد الانسحاب الإماراتي من اليمن عام 2019، كان بإمكان الحوثيين التركيز على جبهة واحدة في كل مرة، مما مكّنهم من تحقيق مكاسب في مأرب وشبوة بين عامَي 2020 و 2021. بعبارة أخرى، لم يؤدي تقليل الضغط العسكري على الحوثيين سوى منحهم الأمل بإمكانية غزو اليمن بأكمله بالقوة - في تغيّر قلّل من حافزهم للانخراط بجدية في محادثات السلام، وربما وبشكلٍ متوقّع، أدى إلى فشل الجهود الدبلوماسية متعددة الأطراف بعد سنواتٍ من العمل الشاق. غير أنه منذ كانون الأول/ديسمبر، أظهرت السعودية والإمارات وحلفاؤهما المعادون للحوثيين في اليمن أخيراً القدرة على تنفيذ استراتيجية حربية موحّدة على المستوى الوطني.  
 
وفي المرحلة القادمة، من المهم الاعتراف بأنه لا يجب دفع الحوثيين للعودة إلى المواقع التي انطلقوا منها، بل فقط إلى الجبال وخارج نطاق الصواريخ/المدافع من مدينة مأرب ومنشآت الطاقة المحلية. على الحكومة الأمريكية أن تدعم ضمنياً هذا الجهد لتحقيق الاستقرار في جبهة مأرب وقطع الطريق بشكلٍ نهائي أمام إحراز الحوثيين نصراً شاملاً. ولتحقيق هذا الهدف مع الحفاظ على أولوية أمريكية أخرى - وهي الحد من القدرة التدميرية للصراع - على واشنطن اتخاذ الخطوات التالية: 
 
وفي المرحلة القادمة، من المهم الاعتراف بأنه لا يجب دفع الحوثيين للعودة إلى المواقع التي انطلقوا منها، بل فقط إلى الجبال وخارج نطاق الصواريخ/المدافع من مدينة مأرب ومنشآت الطاقة المحلية. على الحكومة الأمريكية أن تدعم ضمنياً هذا الجهد لتحقيق الاستقرار في جبهة مأرب وقطع الطريق بشكلٍ نهائي أمام إحراز الحوثيين نصراً شاملاً. ولتحقيق هذا الهدف مع الحفاظ على أولوية أمريكية أخرى - وهي الحد من القدرة التدميرية للصراع - على واشنطن اتخاذ الخطوات التالية: 
 
•  ردع هجمات الحوثيين على دول الخليج والشحنات. إذا أجبرت الضربة الأخيرة التي شنها الحوثيون على الإمارات القادة الإماراتيين على التراجع عن إعادة مشاركتهم الظاهرة في اليمن، فسوف تشكّل سابقةً خطيرة يمكن أن يعتمدها أعداء آخرون حول العالم - أي تخويف شريك رئيسي للولايات المتحدة ببعض أسلحة الميليشيات منخفضة التكلفة. فضلاً عن ذلك، من شأن مخاوف الحوثيين من تكبد هزائم إضافية في ساحة المعركة أن تدفعهم إلى شنّ المزيد من الهجمات العنيفة، ليس على الإمارات فحسب، بل على السعودية وعلى حركة الشحن الدولية أيضاً، مما قد يؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين، بمن فيهم أمريكيون. ولردع مثل هذه الهجمات، على الولايات المتحدة إعلام قيادة الحوثيين بشكلٍ سري بأنها ستتحمل المسؤولية المباشرة عن المزيد من الهجمات، مع طرح جميع الخيارات القانونية والعسكرية على الطاولة. وقد يكون تعريض القيادة شخصياً للخطر أداةً أكثر فعاليةً من إعادة  تصنيف حركة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
 
•  تصنيف الهجمات المضادة في مأرب وشبوة كعمليات دفاعية وتوفير الدعم غير الحركي. على البنتاغون تصنيف عمليات التحالف الحالية في مأرب بشكلٍ رسمي على أنها عمليات دفاعية، بنفس الطريقة التي يُسمح فيها للعمليات المضادة للصواريخ والطائرات المسيّرة باستخدام الأسلحة الهجومية لأغراض دفاعية. وكان مسؤولو الدفاع الأمريكيون قد وصفوا سابقاً المساعدة الأمريكية في مأرب بطريقةٍ مختلفة، لذا قد يتطلب تغيير هذا التصنيف توسيع صلاحيات البنتاغون وبعض الأعمال الهامة للفرع التنفيذي في الكونغرس. يجب أن يتمثل الهدف في السماح بتقديم الدعم الاستخباراتي الأمريكي للحملات الدفاعية في ساحة المعركة، فضلاً عن حظر عمليات تهريب الأسلحة بشكلٍ حاسم من قبل إيران و «حزب الله» اللّبناني.
 
•  تشجيع وتسهيل ضبط النفس في الهجمات على المدن. ليس هناك شيء سيلغي التعاطف الدولي المتبقي مع التحالف مثل حادثة أضرار جانبية كبيرة في صنعاء أو غيرها من المدن الخاضعة لسيطرة الحوثيين. على الولايات المتحدة أن تقدم مجدداً المساعدة لتخفيف الأضرار الجانبية للخلايا المستهدفة في الرياض وأبوظبي. يُذكر أن عمليات التحالف ضد الحوثيين والإيرانيين و «حزب الله» المتخصصين في الصواريخ والطائرات بدون طيار سبق أن أصبحت انتقائيةً للغاية في البيئات الحضرية، ويمكن للخبرة الأمريكية أن تقلل من مخاطر الإصابات بشكلٍ أكبر.  
 
•  استغلال الجمود العسكري كوسيلة ضغط لإعادة إحياء محادثات السلام. من المرجح أن يلتزم الحوثيون بصدق بالمفاوضات في اللحظة التي يفقدون فيها أملهم بقدرتهم على الفوز بالحرب بشكلٍ تام - أو الأفضل من ذلك، حالما يدركون أنهم سيعانون بشكل متزايد من العزلة والضعف بفعل العقوبات إذا عارضوا عملية السلام بشكلٍ نشط. ويُعتبر تعزيز مأرب وغيرها من جبهات القتال الرئيسية (الحديدة وتعز والجوف) دفاعياً ضد هجمات الحوثيين الجديدة أضمن وسيلة لتشجيع هذا التغيير في السلوك.  
 

 

ذات صلة