الحديدة وظهرك وطعناتهم

05:24 2021/11/14

بودك لو أتيح لك أن تصوب لهم المسار وتأخذ بأيديهم والنصال المسمومة جهة المطعن الصحيح: اطعني في مقتل يا أخي ولا تهدر جهدك في تشويه جسدي عبثا.
 
ليست هذه المرة مفاجئة أيضا ولن تكون الأخيرة يقينا. ينهشون لحمك الطري بالسكاكين وبأسنانهم ويتعبون أنفسهم في محاولة النيل منك وإتعابك وطرحك أرضا.
 
لكنهم أنت، أو من تظنهم كذلك، وتدعوهم صباح مساء إلى الكف عن أذية أنفسهم بأذيتك وإضعاف أنفسهم بإضعافك أو في محاولات وحملات موجهة لأذيتك وإضعافك.
 
المعركة الوطنية الكبيرة ترزح تحت ركام من المعارك الصغيرة .. وركام هائل من الصغار الذين يصرون على تقزيم أنفسهم، وكلما دعوتهم إلى التكاتف شدوا اياديهم على كتفيك لطرحك أرضا والتناوب أو التكالب على لحمك ودمك وزراعة ظهرك المبذول لهم بالسكاكين.
 
وكأن الحرب والمعارك انتهت وانجلت المحنة في مأرب وشبوة والجوف والبيضاء وحتى صنعاء، وحدث أن الأصوات والأقلام والأفواه والبنادق والسكاكين والجهود كلها تتوجه نحو القوات المشتركة والساحل الغربي.
 
قيل وقدم وعرض كل شيء وكل تفسير وتأويل واتهام ورواية وسيناريو، خلال أقل من 48 ساعة وقبل أن تقول القوات المشتركة ومصادرها وقيادتها كلمة واحد.
 
دُهست تحت أقدام الحملات والرعونات والتربص والترصد، المهنية والنزاهة وأمانة الكلمة والموقف.
 
فقط تأسف لهذا القدر من التكتل والاستنفار والسعار ضدك وعليك وتجاهك في وقت واحد، وتأسف للتفريط بالمصداقية والتخلي عن نزاهة وأمانة الكلمة والموقف باستباق المعلومات والمصادر والإيضاحات إلى تأليف وحياكة الروايات والتفسيرات والمعطيات وحتى اختلاق معطيات ومعلومات من العدم بصدد الهدف الكبير، وليس الهدف إلا ظهرك ووجودك ذاته. 
 
ودعك حتى من وحدة الهدف والمصير والغاية والمعركة والصف، فمن الواضح جدا أن هذه كلها تتحول إلى مجرد غبار وسراب في لحظة امتحان عابر أو محك مصداقية على الواقع. فقط تسأل وتأسف على أمانة ونزاهة الشخص ونفسه عندما يتموضع بإزاءك ويشرع في الاستهداف بكل ما أوتي من ضعف، فالغدر أو حتى ما يشبه الغدر والطعن في الظهر لا يكون أبدا عن قوة ولا يصدر عن قوة أخلاقية وذاتية.
 
تسأل نفسك: هل يعرفون كم نالوا من أنفسهم واستهدفوا ذواتهم خلال كل هذه الجهود الرهيبة والمسعورة في سياق وغاية تعني أو تُعنى باستهدافك وإضعافك؟
 
حتى لو افترضنا أنها معركة كانت وحدثت وآلت في سجالات جولاتها إلى جولة عليك، لما كان المتوقع والمرجو ممن تحسبه وتحتسبه ظهرك وسندك أن يكون هو الحرب والمعركة والجولة التي تميل عليك وتميل بك والطعنة/ الطعنات المسمومة التي توقع بأسماء الرفقاء والشركاء والأفرقاء في ظهرك.
 
صوت ودعوة وهمة وهم وعزم وبنادق الساحل الغربي وقواته ومقاتليه والمحسوبين عليه بكل موقع ومترس ومنصة مبذولة باستمرار وباستنفار لحساب المعركة الوطنية الكبيرة ومع الجبهات والمحافظات والمدن والقرى والشوارع والمخيمات والنازخين، لم يحدث أن تخندق أو تمترس هذا الجهد الوطني وهذه القيمة والجهة في الاتجاه الخطأ.
 
وعند أول وأبسط امتحان وتجربة وحدث يفشل الذين تربأ بهم عن مهاوي السقوط في التماسك والتمسك بصدقية المواقف أو على الأقل بشيء من وجاهة الشعارات والمزاعم.
 
للأسف يحدث هذا ويستمر...
 
وللأسف لا يسددون طعناتهم بطريقة سليمة ورحيمة، في مقتل.
 
تأسف لهم وعليهم في كل الأحوال.
 
تود وتتمنى لو ينجحون مرة بجدارة ويحسنون الصنعة، صنعة الوفاء وصون الصف. أو صنعة النيل منك واستهدافك في الظهر.
 
،،،
 
إن الذين اندفعوا لتحرير الحديدة والبلاد، من السخف ومن الخيانة ومن الغدر ومن العبث اتهامهم وجماجم الآلاف من الشهداء في ثرى وزوايا هذه البلاد الساحلية بالتهوين أو بالتهاون، فضلا عما هو أسوأ وأشر وأكذب من هذا.
 
من خان الحديدة وباعها ومنعها، مش المقاتلين الذين غبنوا ومنعوا وحيل بينهم وبين الحسم على مرمى بصر.
 
ومن صمت أربع سنوات على كل تبعات وضريبة وكلفة هذه الخيانة، يجتهدون اليوم في إثبات أن دمك الشريف خان أشلاءك وذهب لتوقيع صك، يسلم بموجبه الحديدة للحوثي.. 
 
والحديدة وكل الساحل ودمك وأشلاء الرفقاء وذكرى السابقين وعطر أرواحهم، يشهدون بأنك وسيفك وحَدٌّك وجدُّك وجهدك وغمدك، أكبر وأكثر من أن يشهد لك أو عليك من لا يفرق بين ظهرك وظهر عدوك.