إماميون بلا أقنعة... نهج الحوثي في صناعة العبيد

  • الساحل الغربي، كتب/ فيصل الصوفي
  • 11:34 2021/05/01

نظن أن القناع الذي وضعه زعيم الجماعة الحوثية على وجهه، وعلى وجوه مساعديه قد تهتَّك.. فدائماً يظهر الوجه الحقيقي للمثل بمجرد التخلص من القناع الذي كان يقتضيه دوره في المسرحية الهزلية.
 
لا حظوا كيف، وكم يبدي أفراد الجماعة الحوثية من الطاعة لزعيمها عبد الملك.. معظم أفراد ميليشياتها الذين أخضعوا لعملية غسيل دماغ يقدسونه، وأنت تجد ذلك واضحاً صريحاً في كلامهم: سيدي عبد الملك رضوان الله عليه.. يا سيدي عبد الملك لو أمرتنا نخوض البحر نخوضه.. هذا يجعلنا نقف أمام قطيع من العبيد صنعوا صناعة في ما يعرف بالدورات الثقافية، وحلقات الهوية الإيمانية الزائفة منذ البدايات الأولى لحركة المؤسس حسين بدر الدين الحوثي، وإلى اليوم.
 
تتوق قيادة الجماعة الحوثية إلى بعث الإمام علي وبنيه من مراقدهم، باعتبارهم حملة مشروع حضاري، وهو مشروع لم يكن له وجود واقعي أو حقيقي.. ولأنه كذلك  ترى عبد الملك الحوثي يحاول إثباته للتابعين عن طريق مخاطبة عواطفهم، ومن يتابع خطبه أو محاضراته، سوف يلحظ أنه لم يتوجه إلى عقولهم، ولو لمرة واحدة حتى.. كما أنه في سبيل ذلك يستخدم أساليب مثل التكرار، الإلحاح، الجزم اليقيني، وهي أساليب تسبغ خطبه ومحاضراته بوضوح.. هذا العناء يبدو مبرراً، لأن استعادة ذلك المشروع المتخيل غير ممكن عقلاً.. استعادة الماضي ضرب من ضروب الخرافات والأساطير التي نسجها محدثون ومؤرخون متشيعون، لتحريك الهلوسات الجماعية التي نجد لها بقايا في المجالس الحسينية والزينبية.
 
 
كل يوم يمر، تقدم هذه الجماعة دليلاً يظهر أن زعيمها ومساعديه يسعون من أجل أن يصبحوا أئمة.. أئمة جدداً لا يختلفون عن الأئمة الأول، ولا المتأخرين المتخلفين الذين طوح الشعب اليمنية بحكمهم العتيق في ثورة 26 سبتمبر 1962.. الحمقى فقط يعتقدون أن هؤلاء الأئمة الجدد يمكن أن يؤدوا أدواراً خلاقة لجهة المذهب والثقافة والاقتصاد والسياسة والأخلاق، بدليل أن الجماعة الحوثية تقوم -من الناحية العملية- بما هو سلبي وقبيح ومنكر، بل وخلاف ما تدعيه، وما كانت تدعيه قبل السطو على مؤسسات الدولة.
 
وجربوا إجراء عملية مقارنة بين أقوال وأفعال الجماعة، قبل سطوها على السلطة، وبعد عملية السطو التي استحكمت منذ شهر سبتمبر 2014، وحتى هذه الساعة.. وأبدأوا من هذه اللحظة الرمضانية التي يخوضون فيها معركة لمنع المؤمنين من أداء صلاة التراويح.. معركة ترينا أن التعصب سمة أساسية لهذه الجماعة التي كانت من قبل تدغدغ عواطف اليمنيين بكلمات مثل التسامح والتعايش والتعدد وحرية المعتقد.
 
كان عبد الملك الحوثي يكرر القول إن جماعته تراهن على الله، ولا يمكن أن تراهن على الخارج، واليوم لم تكتف بالارتماء في أحضان الإيرانيين، بل تراهن على تيموثي وبلينكن والبوسعيدي، وكثير غيرهم من البشريين.. وكم ألحوا على الناس: يا أبناء شعبنا اليمني امنحونا فرصة صغيرة لنبرهن لكم أننا سنكون خداماً لا حكاماً.. فإذا الفرصة الصغيرة قد صارت سبع سنوات عجاف.. سبع سنوات ظلم، تخويف، إرهاب، مصادرة الممتلكات الخاصة، ومصادرة الحريات العامة والشخصية.. سبع سنين من قلة في الزاد ووفرة في أعداد السجون.. سبع سنوات ظل الموظفون العموميون محرومين من مرتباتهم القانونية.. سبع سنوات لصوصية، وفساداً وإثراءً غير مشروع، وهدم مؤسسات الدولة القائمة، وهلم جرا.. هذه عينة محدودة من المجالات، وعليها قس الأخرى.
 

ذات صلة