شاهد طري على عمالة الجماعة الحوثية

01:45 2021/04/29

قرأنا أمس في الأخبار أن جواد ظريف وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية التقى في العاصمة العمانية، أمس، محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية، وهو أيضاً ممثل الجماعة في المفاوضات مع شرعية الرئيس هادي، والمكلف بالاتصال الخارجي.. وحسب ما نقلته قناة الجزيرة القطرية، فإن ممثل الجماعة الحوثية (قدم لظريف تقريراً عن آخر المستجدات في الملف اليمني، (وأن ظريف أبلغ قيادة الجماعة –عبر عبد السلام- أن جمهورية إيران تعتبر وقف الحرب في اليمن أمرا ضروريا، ولا بد من إجراء مفاوضات بين الجماعة والحكومة اليمنية، وهي أيضا ترحب بالمبادرة السعودية بشـأن وقف إطلاق النار في اليمن.
 
من المحتمل أن يكون هذا التغيير الذي طرأ على السياسة الخارجية الإيرانية حقيقياً، قد نشأ عن الحوار السعودي- الإيراني في بغداد، وله أيضا علاقة بالمفاوضات الأميركية- الإيرانية- الأوروبية، التي تجري في فيينا بشأن الاتفاق النووي، فقد كان الحرب والسلام في اليمن حاضرين في حوار بغداد ومفاوضات فيينا.. ومع ذلك فإن الموقف الإيراني الأخير يمكن أن يكون من قبيل المناورة السياسية.
 
لكن بغض النظر عن جدية أو عدم جدية الموقف الإيراني، فإن الأمر الذي يلفت الانتباه من لقاء ظريف وعبد السلام.. أن يقدم ممثل الجماعة الحوثية تقريرا عن الوضع الداخلي اليمني، إلى وزير خارجية إيران، وأن يملي هذا الأخير على قيادة الجماعة ما يتعين عليها فعله بناء على الموقف الإيراني المستجد، أو بناء على ما ترغب به طهران.
 
بمعنى أوضح نحن أمام شاهد طري طازج يؤكد أن علاقة الجماعة الحوثية بالنظام الإيراني علاقة التابع بالمتبوع.
 
إن هذا الشاهد يفقأ عيون الذين ما يزالون يظنون أن عمالة الجماعة الحوثية لطهران، مجرد كلام من قبيل الكيد السياسي أو دعاية مضادة يقوم بها خصوم الجماعة.. على أن أصحاب هذا الظن السيئ أصبحت أعدادهم تتناقص يوميا، حتى داخل صعدة، بل العاصمة صنعاء.. والفضل في ذلك يعود إلى المسؤولين الإيرانيين، وإلى الجماعة الحوثية نفسها.
 
فمن جهة لدينا هذا المثال الطازج الذي قدمه أمس وزير خارجية إيران، وقبل ظريف كانت هناك تصريحات الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، الذي شيعته الجماعة الحوثية في صنعاء وبكت عليه بكاء الثكالى عقب اصطياده من قبل الأميركيين في مطار بغداد، وفي ذات يوم النحيب والبكاء طار إلى طهران محمد عبد السلام بصحبة وفد، لكي يؤدوا واجب العزاء للمرشد الإيراني خامنئي والرئيس روحاني.
 
من قبل ظريف، ومن بعد قاسم سليماني هناك قائمة كبيرة من المسؤولين الإيرانيين الذين طالما أكدوا عمالة الجماعة الحوثية لطهران وأنها تأتمر بأمرهم، وتنفذ ما يرغبون به.. قال مرة ناصر شعباني - قائد عمليات مقر ثار الله في مجمع الحرس الثوري- : إن الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان يمثلان العمق الإيراني في المنطقة.. نحن طلبنا من الحوثيين مهاجمة ناقلتي النفط السعوديتين، ففعلوا ذلك... وصرح عباس عراقجي -كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين-: لقد قلنا لبريطانيا وفرنسا وألمانيا إننا سوف نحضر أنصار الله (الحوثيين) إلى مائدة التفاوض، إذا رفعت الولايات المتحدة الأمريكية الحصار عن جمهورية إيران الإسلامية.
 
تلك شواهد لضرب المثل وليس للإحصاء أو العد، فدون العد خرط القتاد، لأن الشواهد لا تحصى، أما من جهة الجماعة الحوثية نفسها، فحسبها أنها لم تعد تتحرج من إظهار التبعية أو العمالة.. يكفي الظانين ظن السوء متابعة وسائل إعلام الجماعة الحوثية.. ودعكم من محاضرات مؤسسها حسين التي تعلي الخميني إلى مرتبة الكمال الإلهي، وتعتبر إيران الأنموذج الإسلامي الحي الوحيد على كوكب الأرض.