هذا التغابي سيدفع الجميع ثمنه!

09:25 2021/04/27

كالعادة ما زلنا نعيش بعقلية الانسان العربي القديم، ذلك البدوي الذي قد يشن حروبًا تمتد لعقود من الزمن لأجل ناقة أو حصان.
 
الحرب تدخل عامها السابع ونحن ما زلنا نحتفظ بالأسباب التي أودت بنا إلى هذا الواقع، كما لا يزال العرب مختلفين ويتقاتلون حتى اليوم على معاوية وعلي ومختلفين على عمار بن ياسر وحديث الفئة الباغية.. 
 
اليوم تنازع الجمهورية أنفاسها الأخيرة ولا تتنفس إلا من أماكن ضيقة مثل مضيق باب المندب ومضيق هيجة العبد ومضيق الوديعة.
 
إنه لشيء مخجل جداً أن نستمر في خنق بعضنا البعض بينما إيران تلتهم كل شيء من أمامنا.
 
بعد عقود من الحرب في الصومال وبعد أن هلك نصف الشعب غرقًا في البحر وقتلًا بالحرب والصراع، جلس الجميع على الطاولة وتنازل بعضهم للآخر وتصافحوا، ثم قام الشعب نفسه بنفسه وبدأ بالتنمية.
 
أما نحن فلا يزال طارق يعتبر (خائنًا) يقاتل الحوثي في الساحل، والإصلاح خائنًا يقاتل في مأرب وتعز، والقبائل خونة يقاتلون الحوثي والجميع الجميع خونة يقاتلون ويعرضون رقابهم لسكين الحوثي بلا ثمن.
 
إذا لم نعِ خطورة الوضع فلن تقوم الجمهورية حتى لو كنا نشكل 99٪ من الشعب والحوثي 1٪.
 
وبعد كم من السنين سنجلس على الطاولة بأقدامنا المبتورة بعين واحدة وعين شبه بصيرة ووجوه ممزقة ويد لا تقوى على حمل السلاح، أيتام وموجوعين وفاقدين ونسترجي المصالحة بعد أن نكون قد فقدنا سنين ضوئية للوصول إلى آخر تبة ترفع العلم الجمهوري، وآخر حفيد لشيخ جمهوري استشهد وهو يقاتل لوحده في مأرب أو الساحل أو تعز أو الجوف، سيجلس الأحفاد يتلون اللعنات على الطاولة كافتتاحية للمصالحة وذلك بديلًا عن تلاوة الفاتحة على أرواح أجدادهم.
 
سنجلس للمصالحة حتمًا لأن الحوثي مشروع لن تطيق التعايش معه حتى كلاب البر أو نوق الصحراء، ولكننا سنجلس ونحن عاجزين عن حمل القلم فكيف بالبندقية وسنقاتل الحوثي بعجزنا وضعفنا وندفع ثلاثة وأربعة وخمسة أضعاف الثمن الذي لو جلسنا اليوم ودفعناه.
 
لا يمتنع اليوم عن المصالحة إلا غافل عن حقيقة الصراع، وهذا التغابي سيدفع الجميع ثمنه بمن فيهم العرب والإقليم حتى الأسماك في البحر ستدفع الثمن.
 
فهل لنا أن نستعجل هذا الثمن وندعو للتصالح ونمد أيادينا للجميع طارق وسالم ورزيق والعرادة وأبو العباس وكل الفرقاء نصافح لا نسافح، وننسى ونغلق الماضي حتى ننتهي من الجاثوم الأكبر وبعدها لتقضي بيننا الأقدار ما تشاء، نموت على أيادي بعضنا خير من أن تأتي أخبث الأيادي الإيرانية لتقتلنا باسم القدس وتخمش أعيننا بقذى النسل والسلالة الدعية الكاذبة.