ضابط أفلت من "القفر" وتحدث لنا.. الحوثيون يبحثون عن "رجال طارق صالح" في أرياف إب

  • إب/تعز، الساحل الغربي، خاص:
  • 10:08 2021/02/25

قال "محمد. ع. س"، وهو ضابط سابق في الجيش اليمني، إنه أفلت من ملاحقة مع حملة أرسلها الحوثيون إلى قريته البعيدة نسبياً عن مركز محافظة إب.
 
مراسل لـ"الساحل الغربي"، في الجانب الآخر من الحوبان بتعز، تمكن من لقاء الضابط الذي نجح في التسلل من منطقة القفر عبر طرق جانبية غير مسلوكة وجبلية هرباً من الوقوع في أيدي الحوثيين، وكان قد وصل للتو إلى أول مساحة خارج سيطرة المليشيات الانقلابية.
 
ويبدو أنه واحد من عشرات آخرين أُبلغ خلال الأيام الماضية عن اعتقالهم من مناطق متفرقة في أرياف المحافظة، التي تقع وسط اليمن، وتتمتع بكثافة سكانية، إلا أنها تتعرض للاستنزاف الحوثي المتزايد بشرياً ولجهة الموارد الاقتصادية وعلى رأسها الزراعة والعقارات والحوالات القادمة من الخارج.
 
وأخبر الضابط، الذي ينتمي إلى وحدة عسكرية عالية التدريب في الجيش اليمني (السابق)، مراسلنا أنه تأكد من اعتقال ما لا يقل عن خمسة من رفقائه وزملاء العسكرية، من قراهم في السحول وأطراف حبيش بإب.
 
وسجل زميلنا محادثة قصيرة على سبيل اللقاء وبصدد استكمال استقصاء خاص حول القضية الأجد، في سياق الممارسات والاستهدافات الحوثية لمحليات وكوادر محافظة إب، وراجت مؤخراً حكايات وشهادات حول توجه حوثي لجلب العسكريين الذين فضّلوا الاعتزال والاعتكاف في القرى وممارسة الزراعة على العمل مع المليشيات بعد انقلاب سبتمبر 2014.
 
قالت مصادر أخرى، إن الحوثيين يستهدفون مناطق ومديريات في إب صدّرت أعداداً كبيرة من المقاتلين والمجندين إلى ألوية قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي. علاوة على العسكريين الذين اعتزلوا بعد ديسمبر 2017 (أنصار الزعيم).
 
"يتخوف الحوثة من مفاجآت، يقولون إن رجال طارق صالح يعودون من الساحل ويحرضون الناس"، "وهم يريدون من الجنود والضباط الذين تقاعدوا أو اعتزلوا في بيوتهم وقراهم الذهاب للقتال معهم في مأرب"، قال "محمد" لمراسلنا.
 
يمارس الحوثيون بالتالي أنواعاً من الانتقام، لكن الأمر ليس مقتصراً فقط على هذا السبب، وإنما يخشون من التحاق الآخرين بقوات العميد طارق صالح، كما أن المليشيات تعاني من نزيف حاد في الجبهات ويتزايد العجز في تلبية الاحتياجات إلى مقاتلين علاوة على عسكريين مدربين ومؤهلين.
 
خلال الأشهر الأخيرة شهدت مناطق الحدود الإدارية لمحافظة إب مع جبهة حيس بالساحل الغربي ومفرق العدين تكثيفا حوثيا وهي منطقة ساخنة لا تكاد تخلو من المواجهات وتكبدت المليشيات تباعا خسائر كبيرة وفقدت قيادات ميدانية في هذه الناحية من مناطق الاشتباك. 
 
وتدفع المليشيات تعزيزات متواصلة من إب وذمار عبر خط العدين إلى هذه المنافذ والحدود الإدارية، وفي جزء من خلفيات ذلك تخوف المليشيات من تسرب المقاتلين وجنود الساحل إلى عمق عمليات ومناطق سيطرة الحوثيين تجاه العدين وإب.
 

ذات صلة