عبدالسلام القيسي يتتبع جغرافيا الالتفاف الحوثي على الساحل الغربي (العدين - مخلاف - نخلة).. ما الذي سيحدث؟
- تعز، الساحل الغربي، كتب/ عبدالسلام القيسي:
- 11:27 2021/02/10
بين الماء والدم يتحوُّل (وادي نخلة) الشهير إلى طريق عبور المليشيات من الحيمة ومخلاف ومن العدين وشرعب إلى جغرافيا المعركة في الحديدة.
سيناريو الحشد الحوثي في الشمال التعزي ووادي نخلة هو مصب الحوثي من جبل رأس ومن مديريات شمال تعز.
بدأت المليشيات بالحيمة، فقط، لتأمن خلفها الذي يخيف مستقبل الجماعة لو هناك ثورة.
قراءة لما حدث في الحيمة، فالحوثية لا تريد الحيمة فقط، وأمس بحملة كبيرة تقدمت ناحية عزلتي قياض والزواقر اللتين بين الحيمة وشرعب، وتفكر في ربط المنطقة بالجسور وكذلك ربط مخلاف بهما، وتعبيد طريق الريف الشرقي بين (عناصر) والجعدي إلى تلكم العزل الشهيرة والكثيرة.
إذا أرادت المليشيات اجتياح مخلاف فهي تعلم أن القوة تكمن في بني عون، مدخل مخلاف من ناحية شارع الستين، وكذلك في الأقيوس، مدخل مخلاف من وادي نخلة الفاصل بين الأقيوس والعدين، وقد بدأت هناك عبر الأهالي مد جسر كبير يربط بين عدين إب ومخلاف تعز وخط الأمجود ونخلة المؤديين إلى سوق الحرية ثم إلى الحديدة، هذا الخط البديل لأي معركة محتملة، وربما يسعى الحوثي للوصول إلى حيس من هناك ومحاصرتها عبر الخط البديل الذي سيمر في وادي نخلة بين الأشجار والماء بدون أن ترصده مقاتلات التحالف في عمق الوادي الشهير والمساكن.
من الحيمة إلى حيس
عودة إلى عزلتي قياض والزواقر، وحملة الأمس، فنية المليشيات الحوثية الوصول إلى جبال شجاف عبر جبل عناصِر وشجاف أعلى عزلة في مخلاف من الشرق، وجبل شجاف يشرف بكل الاتجاهات على كل قرى مخلافي شرعب والتعزية، وإذا استحدثت فيه موقعاً فهي قد أحكمت الريف المخلافي بيدها دون عناء يذكر، خاصة وأن الوصول لشجاف قد اكتمل مذ بداية حرب الجماعة على الحيمة وتخاف المليشيات، لو فكرت باقتحام مخلاف من مكانها الرئيسي بشارع الستين، أن وجود أي مقاومة تعني الإثخان بالمليشيا من هذه الجبال، وذهبت للقبض على هذه الجبال من الجهة الأخرى فالحيمة ثم قياض والزواقر وشجاف وجبله الشهير الآن.
تحت شجاف تقع عزل بني عون، والمشاقب بلدة صادق سرحان، وقفاعة، والجبال.. ويمتد نظر الجبل الكبير العصي على الصعود إليه إلى الحصين مخلاف أسفل وإلى كامل قرى مخلاف التعزية، وتعتبر البلاد حقيقة تحت سيطرة المليشيات نارياً، ولم يحدث إلى الآن أن كانت تحت سيطرتها بهذا الشكل، وأيام قليلة وستكون برأس الجبل، خاصة بعد نيتها تمديد الطرق من الحيمة إلى قياض، ومن قياض إلى الجعدي والزواقر، ومن الجعدي إلى شجاف، وصار الجميع بالفوهة.
الجسر الذي سيصل بين العدين، من شمال مخلاف، ومخلاف، سيكون هو الطريق الذي ستعبر منه المليشيات إلى غرب شرعب الرونة للوصول إلى الحرية، وهو سوق شهير نهاية شرعب الرونة ويلتصق بالجراحي، وشرعب الرونة هي محاذية لمديريات الحديدة وإلى الآن من الحيمة في التعزية إلى الزراري في الرونة لم تفرض المليشيات ولم تتخذ خطوات إجبارية لحشد الناس إلا برغبة الناس أنفسهم وعبر مشرفيها، وفي هذه المناطق آلاف الرجال والمدججين بالأسلحة، وتنوي المليشيات استثمارهم في التوجه غرباً عبر طريق نخلة ومهاجمة القوات المشتركة في حيس قبل أن تفكر المقاومة المشتركة بخطوات في هذه المديريات ستصب لصالح الجمهورية، فأغلب الرجال فيها قلوبهم مع الحراس وهذا الذي تخشاه المليشيات الحوثية.
دور الحراس في منع سقوط قبائل شرعب والتعزية وحماية رجال المشتركة لهم من الحوثي
هل يفعلونها مرة أخرى؟
أرادت المليشيات بعد رحيل الزعيم صالح البدء بهذه الخطى، لكن ظهور الحراس في الساحل الغربي والهزائم التي تلقتها كانت حائلاً بين النية والعمل، وتوقفت معركة الحيمة الأولى، وهذا كان دور الحراس بساحل اليمن الغربي الذين أوقفوا كل عملياتها في شمال تعز، وها هي المليشيات قد عادت من حيث وقفت أول مرة، وستضع الناس هناك والقيادات الكبيرة، وهي بالأكثرية قيادات مؤتمرية، إما والحشد معهم والرضوخ بالمعنى الكامل، أو مصير الحيمة التي تساقطت روحاً روحاً تحت نظر الجميع.. فبرأيكم ماذا خيارهم؟
تدرك الحوثية أن القادم هو النهاية، وتتوسع في حروبها الجغرافية، وتدمج عزل الشمال التعزي والقبائل الإبية بسلسلة طرق لتمهيد الطريق إلى الساحل الغربي، وفي الجغرافيا هذه هناك كثرة سكانية صلبة وخشنة سوف توجد الفارق وسوف ترجح كفة المليشيا فالبلاد تلك والجبال تلك والقيادات تلك لم تشرك بالجمهورية ولم تشارك بحرب الجماعة ضد الجمهورية وأكثر القيادات رضوخاً للحوثي كانت بالتماهي فقط والاعتراف بالسلطة الانقلابية والظهور بالقنوات الحوثية والصرخة وحضور الاجتماعات دونما أن تحشد القيادات لأجل الحوثي، وظنت القيادات أن هذا الموقف يكفي للتملص من نقمة المليشيات، ولكنها لا تكفي بل سيحين الحين حين تضعهم الجماعة أمام الحقيقة: الموت بالجبهات أو الموت بالجماعة.
نقطة أخيرة
خطوة الحوثية هي الأخطر، وسقوط مدينة تعز بيد الجماعة أقل خطراً على الجمهورية من سقوط هذه الأرياف بالمعنى الذي تريده الجماعة الحوثية في كأس الموت وفي خططها الآتية، ففي ذلك الحيز القبلي الجبلي الصلب ومن ذلك المكان الضخم الواسع ذي الخبرة القتالية منذ القدم وخاصة منذ حروب الجبهة الاشتراكية سوف تفرض جماعة الحوثي حصاراً دامياً يفتح النار على رجال المشتركة، فالقرب المكاني يؤهل لتلك المناطق ذلك الدور.. ولكن نترك للمستقبل هذا التساؤل: هل سترضخ القبائل للحوثيين؟
أم نحن على أعتاب معركة دامية وشرسة بين القبائل في جبال شرعب والعدين وبين المليشيات، فالمؤهلات الدامية توحي بذلك، خاصة إذا تواجد الدعم والإسناد الكبيران لأي انتفاضة فرضت على القبيلة، فشرعب عندما تقول تنتصر، وعندما تنهزم تكون قد نالت مبتغاها ولو خسرت المعركة، فالعقود السابقة من حروب الجبهة تؤكد ذلك وتثبته..
فما الذي سيحدث؟