كورونا.. فرصة مليشيات الحوثي للنهب والاثراء غير المشروع
الساحل الغربي - خاص
12:00 2020/04/18
تحقيق خاص - منبر المقاومة دأبت مليشيات الحوثي على إستغلال الأزمات الداخلية في تحقيق مكاسب مالية، كان ذلك واضحا فيما يتعلق بالمشتقات النفطية، إذ افتعلت لسنوات أزمات إخفاء الغاز والنفط والديزل لبيعه في السوق السوداء بمبالغ تفوق بأضعاف قيمتها الحقيقية.
كان ذلك إستغلالا سيئا من قبل المليشيات وهو سلوك مقيت عاودت على ممارسته مرة أخرى عند ظهور أزمة كورونا، إذ اعتبرتها مناسبة أخرى لتحقيق الكسب المالي وإن كان ذلك جائرا ومخالفا للقوانين المعمول بها عالميا، لكن المليشيات تمتلك تفكيرا شيطانيا في استغلال الأزمات للتربح والكسب المالي غير المشروع.باديء الأمر أظهرت العصابة الإجرامية مخاوفها بشكل مبكر من إحتمال إنتشار الفايروس، واطلقت حملات رش ضبابي للمركبات القادمة من المناطق المحررة بطريقة اضطرت وكأنها قلقة على حياة المواطنين. وقد كانت وسائل الاعلام وهي تنقل إجراءات المليشيات للوقاية من كورونا تقدم خدمة مجانية، إذ أظهرت عملاء إيران وكأن ليديهم مخاوف حقيقية من وصول الفيروس إلى مناطق سيطرتها وانها تقوم بما يلزم لحماية المدنيين من الجائحة العالمية.لكن تلك المظاهر لم تحتاج لإثبات زيفها سوى قليلا من الوقت، حيث شرعت فيفتح مراكز حجر صحي هي في الواقع أحواش وأماكن لاحتجاز المسافرين بطريقة مهينة، ذلك كان تحت يافطة التأكد من خلوهم من الفايروس، فيما الواقع هو فتح باب آخر للسرقة.الصور التي نشرت لما قيل إنها موقع الحجر الصحي في البيضاء أظهرت مدى معاناة المواطنين في عهد المليشيات، وكيف تستغل مآسيهم للتربح وترويج أنشطتها الفكرية، كانت الصور صادمة وتبعث عن الأسى من واقع المدنيين القاطنين في مناطق سيطرتها، إذ حشرت أعداد من المسافرين يصل إلى 300 شخص من الرجال والنساء من مختلف الأعمار داخل حوش لا يوجد فيه أي تدابير حقيقية للعزل، في الواقع لقد كان خاليا من دورات المياة ومن أجهزة الفحص ومن تقديم الوجبات واماكن للنوم بشكل يعزل الرجال عن النساء.كان منظر المواطنين المحتجزين يبعث عن مشاعر الأسى من أن الإنتهاكات التي يتعرضون لها لا تلق إهتمام المنظمات الحقوقية،وتلك معضلة دأبت عليها تلك المنظمات منذ ظهور الحركة الإرهابية وممارستها القبيحة لكافة أشكال القمع.في البيضاء كانت ظروف الإحتجاز اللا إنسانية تبعث بمشاهد حية عن مدى إجرام المليشيات التابعة لإيران، إذ أن إلقاء الناس في أفنية مفتوحة، لا يحصلون فيها على الغذاء ولا الدواء ولا مكان للنوم خاصة لتلك العائلات هو إنتهاك شنيع لا يليق بكرامة المسافرين.تضييق المليشيات على حركة المحتجزين، كانت سياسة خبيثة تهدف إلى إجبارهم على دفع مبالغ مالية مقابل إخراجهم من المأزق الذي أوقعتهم فيه.يقول أحد المواطنين خلال تصريحات صحفية، أن مليشيات الحوثي رفضت السماح بإنتقال إمراة شعرت بألم شديد في جنبها الأيمن إلى مركز صحي قريب، وبعد مفاوضات شاقة، سمح لزوجها بنقلها، لكن عناصر مليشيات الحوثي رافقوها إلى ذلك المركز وهناك طلبوا من الطبيب المناوب تعهدا خطيا بعدم فرارها.كان طلب عناصر المليشيات محيرا لكن ذلك الرجل الذي رفض الإفصاح عن اسمه كونه يقع في مناطق سيطرة المليشيات، قال ان الهدف من ذلك هو الإبتزاز.يضيف قائلا، يسعى عناصر المليشيات إلى توسيع المجموعة المراد إبتزازها إذ يدفعون بإشخاص يعتقدون أنهم يملكون المال إلى تلك الدائرة، وعندما يحين موعد السرقة فإن إجراءاتهم اللصوصية تطال الجميع.وبحسب معلومات مسربة من مواطنين تعرضوا للإبتزاز فإن عناصر المليشيات يطلبون 200 ألف ريال عن كل عائلة تريد مغادرة مكان الإحتجاز.محمد عبدالله كان واحدا من أولئك الأشخاص الذين قضوا فترة 14 يوما بالحجر الصحي، تسائل قائلا، هل يتطلب الأمر دفع مبلغ مالي ضخم لمغادرة المعتقل حتى وان لم تظهر أي أعراض إصابة بالفايروس.يعود عبدالله ليتسائل مجددا ، ماذا لو امتلكت المليشيات أجهزة فحص وأظهرت على أحدنا أعراض الإصابة هل ستتهمه بالسعي إلى نشر الفيروس بغرض إبتزازه.يضيف، لم يحدث أن واجه اليمنيين سلوكا مشابها لما تقوم به المليشيات، لقد تعدت كل القيم والأعراف التي يتحلى بها اليمنيين لكن موعد الخلاص منها سيحين قريبا."اماكن احتجاز عديدة" توسعت دائرة الإحتجاز في مناطق عدة وشاهدنا ذلك في منافذ تعز ومناطقها الريفية و ذمار والبيضاء والضالع والحديدة، حيث يمنع المسافرين من الوصول إلى منازلهم ويحتجزونهم في أماكن غير لائقة تخلوامن دورات المياه والفرش وبعيدة عن المدن مما يصعب على المحتجزين شراء وجباتهم الغذائية.لم يقتصر الحجز على فكرة الإستغلال المالي فقط بل أعتبرتها المليشيات فرصة للتعبئة الفكرية عبر فرض دورات طائفية تضليلية تحت مسمى "ثقافية".وبحسب مصادر محلية فإن مشرفي مليشيا الحوثي يجبرون المئات من الوافدين المحتجزين في مراكز الحجر الصحي على حضور دوراتها الطائفية بهدف الترويج ونشر أفكارها الظلامية المشبعة بثقافة العنف والكراهية والمناهضة لكافة القيم والأخلاق الوطنية والإسلامية المعتدلة.