لماذا تكفِّر مليشيات الحوثي "قوس قزح" في صنعاء؟

  • نبيلة السميري
  • 06:51 2021/01/21

أغلقت مليشيا الحوثي الإرهابية مطعماً في صنعاء، بحُجة أن اسم ولافتة المطعم يسيء إلى الدين، فيما حطمت مجسمات للملابس في إجراء عده البعض ليس استثناءً عن نهجها الهمجي وأساليبها المتوحشة بحث المدنيين في مناطق سيطرتها. حكمت المليشيات بتكفير قوس قزح وألوانه وجرمت التعامل بها ومعه.
 
وداهمت مليشيا الحوثي مطعم رينبو بأطقم عسكرية عدة، واعتقلت مالكه، فيما أجبرت العمال والطباخين على إزالة لوحة المطعم بذريعة أن شعار واسم المطعم يعد مخالفاً للدين ويتعارض مع الهوية اليمنية، في إشارة لشعار المثليين الذي يتمثل في قوس قزح، حد وصف المليشيا.
 
وتعليقاً على الحادثة قالت الناشطة هديل الموفق، في تغريدة على تويتر، إن "مقصات الله" -في إشارة إلى عناصر الحركة الإرهابية- قاموا بإغلاق المطعم بحجة ما قيل إنه مخالف للهوية الإيمانية اليمنية وعلى رغم تغيير ديكور المحل، "تلبية لرغبة لصوص المسيرة" إلا أنهم قاموا بإغلاقه. 
 
وعلقت قائلة، إن البذخ الذي تنفقه المليشيات على احتفالاتها الدينية العبثية يبدو أنها لا تتعارض مع ما يزعمون عن تعارضها مع الأخلاق في الوقت الذي لا يجد فيه الشعب لقمة العيش.
 
وأرفقت بالتغريدة صورة لحجم المبالغ المالية المحددة لطباعة صور لقتلاها، والتي عادة ما ترفقها المليشيات عند توجيه رسائل طلباً لتمويل تلك الاحتفالات لرجال الأعمال وملاك المحلات التجارية.
 
وبالتزامن أطلقت مليشيا الحوثي حملة طالت محلات بيع الأقمشة والبالطوهات ومحلات الخياطة النسائية، وقامت بتحطيم مجسمات للملابس النسائية.
 
وتبدو الحملة شبيهة بما أطلق عليها المغردون تندرا "غزوة البالطوهات" خلال العام الماضي، إذ أخضعت مليشيا الحوثي محلات بيع البالطوهات على عرضها بدون تضمينها ربطة الخصر، وشنت هجمات على المحلات وأحرقت عدداً من تلك الربطات بحجة أنها تبرز مفاتن النساء.
 
 
وقال دكتور علم الاجتماع في جامعة صنعاء عادل الشرجبي، إن شارع هائل شهد حملة طالت مجسمات عرض الملابس، متسائلاً عن هدف القائمين على الحملة، هل هو "حماية الدين" أم "حماية الفضيلة"؟ 
 
سلوك غير سوي
 
من جانبه قال الكاتب محمد المياحي، إنه لم يحدث من قبل أن كانت الهياكل العاجية، مصدرًا للهياج لدى أحد من البشر، واصفاً سلوك عناصر المليشيات بغير السوي.
 
واعتبر التصرفات الحوثية تشير إلى أننا أمام جماعة كل دراويشها، حشد من المأزومين والمكبوتين ذوي النفوس المختلة والحواس المضطربة. 
 
وأمام الأساليب الحوثية، رأى مغردون أن التخلي عن الأساليب الهمجية مع الالتزام بالأخلاق هو من يترك مجالاً للناس بوضع قواعد ومعايير يتمسكون بها، وأن ما قامت به المليشيات لا يعد استثناء عن نهجها الهمجي وأساليبها المتوحشة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها.
 
 
وقال المغرد مجدي عقبة من صنعاء، "إذا لم يتم وضع تعريف دقيق ومحدد لمفهوم الهوية الإيمانية وضوابط تحكم جميع التصرفات، سنجد أنفسنا عايشين في قندهار جديدة".
 
وتثير هذه التصرفات قلق المواطنين، إذ تجعلهم يشعرون أنهم قد يكونون هدفاً للحملات الحوثية في أية لحظة.

ذات صلة