الردمي يستدعي «الحوار الأخير» بين صالح وعارف
- المخا، الساحل الغربي، كتب/ محمد الردمي:
- 12:01 2020/12/03
ما الحوار الذي دار بين الزعيم ورفيقه الأمين عارف الزوكا قبل استشهادهما؟ ما هي الجمل الأهم التي قيلت؟
لقد واجه الزعيم والزوكا ومن معهما موقفا عظيما، ولذا كانوا عظماء، والعظماء لا يموتون، تسيل دماؤهم في التراب، فتنبتهم الأرض المباركة بنفس الرحمن، فيحيون الف حياة وحياة.
العظماء يمنحون الزمن معناه، ويلهمون البشر أسباب الحكمة في هذه الحياة..
دعوني اتخيل جزءاً من ذلك الحديث الأخير الذي دار بين الزعيم والأمين في زاوية قريبة من البوابة الشمالية للمنزل في حي الكميم وسط العصمة صنعاء:
الزعيم: اسمع يابو عوض! شل معك فلان وفلان وفلان وغادروا بالسيارات المدرعة وبانغطيكم انا والاولاد.
الزوكا بثبات: يغادروا هم والاولاد، اما انا فباقي معك.
الزعيم: يا عارف، افهم، الجماعة يشتوني انا و....
الزوكا: (مقاطعا): على جثثنا!! أو ما احناش رجال، هؤلاء يا فندم اعتدوا علينا ونقضوا العهد والمواثيق، صبرنا عليهم وانت اولنا، وعلى قولك كنا نحاول نحافظ على مؤسسات الدولة لما يعقلوا ويتعلموا، ونحقن دماء الناس، لكن هولا ماشي معاهم عقل، ولايهمهم الدماء، واحنا خلاص ماعدشي معانا صبر.
الزعيم: اقلك افهمني، انت امين عام المؤتمر، وخروجك الان فيه حفاظ على المؤتمر، وانا ان كتب الله لي عمر، فقد احنا سوا، وان كتب الشهادة، فانا في بيتي ماسرت اعتدي على احد وهم اللي اعتدوا، وانت وطارق والرجال المخلصة كملوا المشوار، واستعيدوا قواكم، وبا تتجمع الناس حولكم، وقاتلوا في كل محافظة وكل قرية وكل مدينة، الحوثي جبان وما بيقدروا يصمد امامكم ومعاكم الشعب كله.
الزوكا: اسمع يا بو احمد، هذا كلام فات أوانه، والناس اللي بتتكلم عنها، باعتنا، حتى الوساطات هولا اللي رايحين وجيين، مجرد خونة، والشعب اذا عد فيه خير، فبايقاتل على نفسه،..
احنا ما اعتدينا على احد زي ما قلت، واحنا قدمنا التنازلات ورا التنازلات، لكن ماشي فايدة وماشي في ابتهم خير، وانت قد برات ذمتك في خطابك امس، وقلت للناس الخلاصة. وهي يا عيشة بكرامة يا نموت بشرف.
الزعيم (مبتسما): اقرب اقرب اقبل هذا الراس اليابس... وانعم بك يا بوعوض.
لا يمكن ان يكون الحديث الذي دار بين الزعيم وصاحبه اقل من هذا المستوى، وهكذا هي الحوارات الاخيرة التي تحصل للابطال في العشرين دقيقة الأخيرة للمعركة الأخيرة.
لقد خاض الزعيم والزوكا ومن معهما في ذلك اليوم ملحمة حقيقية سيخلدها التاريخ، وسيتناقلها اليمنيون جيلا بعد جيل، ولذلك فان احياء ذكرى هذه الملحمة كل عام، يعد واجبا وطنيا، على كل الشرفاء، وكل من آمن بالجمهورية والحرية والعدالة، من أبناء هذا الوطن العظيم.
لقد قاتل علي عبدالله صالح والأمين من أجل الجمهورية، والجمهورية هي أنتم، فقاتلوا من أجل أنفسكم...