طَيُّ صفحة صالح بعد المتغيرات الأخيرة وبعد قتل الحوثيين له، هو مطلبٌ حوثي بامتياز معناه طيّ ملف الجريمة التاريخيّة للحوثيين وإخراجهم من مأزق استحقاق دم صالح أمام أنصاره ومحبّيه.

 

ليس صالح هو الذي بحاجتنا اليوم، نحن والشرعيّة والتحالف بحاجة إلى دم صالح لتثويره ضدّ قاتليه وهذا ما لا يفهمه ولن يفهمه صغار النفوس والعقول الذين يخافون من طغيان شعبية الأموات عليهم وهم الذين يُفترَضُ أنهم لا يزالون أحياء. فيا ليت شعري مَن الميّت منهم ومَن هو الحيّ في هذا المقام!

 

يجب على كل المصابين ب"رُهاب صالح" أن يعلموا أن كلّ مسعىً لتجميع أشلاء المؤتمر بعيداً عن كارزما صالح وروح صالح وتضحية صالح الأخيرة وموقفه الأخير، سوف يُبقي على المؤتمر في أحسن حالاته كمجرّد أشلاء وأوصال ميتة لا تنفعنا ولا تضر عدونا.

 

سيبقى المؤتمرُ الشعبيُّ العام جثّةً ميّتةً حتى تسرِي فيها روح صالح ويجرِي دمُه المسفوح في عروقها، عندئذٍ ـ وعندئذٍ فقط ـ يمكن أن تدِبَّ فيها الحياة من جديد وتنتصب من تابوتها البارد حين تلامسُها حرارةُ أنفاسِه ويلفحُها لهَبُ دمِهِ الفوّار فتهبّ من مرقدها وتثب ممتشقةً صهيل حنجرته البحّاء لأخذ ثأره من قاتليه.

 

20 ديسمبر 2017