في "شعب الدبا" شرق تعز.. مأساة عائلة أمطرتها قذائف مليشيا الحوثي
- تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
- 04:18 2020/11/22
في ليلة شديدة القصف، جمع مصطفى محمود أولاده بغرفته الخاصة بالمنزل الواقع بشعب الدبا شرق تعز ليشعرهم بالطمانينة، فيما كانت أصوات القذائف والمدافع تتساقط بالقرب من منزلهم، غطاهم دفء والدهم وجمعهم في غرفة واحدة فناموا غير مبالين بما سيحدث، رغم شدة الانفجارات التي كانت تُسمع بالقرب منهم.
وفي ساعة متأخرة من ليل أغسطس 2017 سقطت قذيفة هاون في صاله المنزل، أصيب والدهم بجروح متعددة في رأسه وظهره، فيما أصيب الطفل محمد ذو السبعة أعوام بشظايا في يديه ورجله أما شقيقته ريناس البالغة من العمر ثماني سنوات، فأصيبت بشظايا أسفل الظهر.
اختلطت دموع الأطفال بالدماء، كانوا ينادون والدهم لإنقاذهم، فيما الدماء تخضب أجسادهم، أما والدهم فقد كانت جروحه خطيرة.
تعاقبت المليشيات الحوثية على استهداف حي شعب الدبا شرقي مدينة تعز
بصوت جاف ووجه تملؤه حقول المعاناة والتشرد يقول مصطفى محمود لـ"الساحل الغربي"، كنت لحظتها أقول لنفسي سنموت جميعاً، فلا مسعفين في تلك المنطقة التي نزح سكانها، كما أن رعب القذائف ورصاص القناصة يخيم عليها، فيما كان بكاء الأطفال يشق ليل المدينة.
يضيف: لم يصل المسعفون إلا بعد نحو ساعة، بعد أن فقدوا الكثير من دمائهم، حملوهم على ظهورهم لمسافة، ثم نقلوا بسيارة أجرة إلى مستشفى الصفوة وسط المدينة، أدخل مصطفى إلى غرفة العناية المركزة، فيما أدخل الأطفال إلى غرفة العمليات، ومكثوا بالمستشفى لأيام قبل أن يغادروه حاملين معهم آهاتهم وأناتهم.
يواصل مصطفى حديثه: شُرد أطفالي، أشعر بتعب، أنا أعيش بعيداً عن المنزل، وخيبات أمل تلاحقني كلما تذكرت أنني عاجز، بسبب شظايا القذيفة الحوثية التي جعلت مني شخصاً غير قادر على العمل.
أما منزلهم فقد تحول إلى ذكرى سيئة، فتركوه خوفاً من إصابتهم بأمراض نفسية، استبدل منزله بغرفة في زوايا المدينة، وكل وسائل الحياة شبه منعدمة.
انعكست إصابة مصطفى على وضع الأسرة وزادات حالتها المعيشية سوءًا، ليكافح لأجل الحياة ما استطاع إليه سبيلاً، فمنذ انقطع راتبه الحكومي كان يعمل بالأجر اليومي في حرج العمال، لكن بعد إصابته لم يعد قادراً على العمل وحمل الأثقال وإن كانت أقل وزناً، نتيجة تضرر عموده الفقري.