مأساة أربعة أطفال من "هجدة" في جحيم الحوثيين!

  • تعز، الساحل الغربي، عبدالصمد القاضي:
  • 07:18 2020/11/16

تلجأ مليشيا الحوثي لاستغلال الأطفال في توصيل الغذاء والمياه إلى مقاتليها في المواقع البعيدة والجبلية بالمحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
 
ذلك الاستغلال نابع من أن الأطفال يقنعون بالأشياء البسيطة مقابل ما يقومون به، كما يسهل خداعهم بإلحاقهم في صفوفها برواتب شهرية، وقد وقع الطفل رهيب الرباح وثلاثة من أصدقائه في فخ تلك الخديعة.
 
إذ كانوا يعملون مع مليشيا الحوثي في مدينة هجدة، جنوب غرب محافظة تعز، ليل نهار في توصيل الغذاء والماء وفي أيام أخرى توصيل المؤن والذخائر.
 
كانت مليشيا الحوثي توعد "رهيب" ورفاقه بضمهم لسلك الجندية، والحصول على راتب شهري، وكانت تلك الوعود عاملاً في استمرارهم بالعمل مع المليشيات.
 
 
إنقاد ذلك الطفل البالغ من العمر نحو 13 عاماً، خلف ذلك الحلم المنبثق من استمرار الحرب وتأثيراتها على المجتمع، وأصبح أكثر مخالطة بالمسلحين وباعتباره أحد أفراد المليشيات، مع إعطائه فرصة حمل السلاح واستخدام أدواتهم العسكرية والخدمة في إحدى نقاط التفتيش بالمنطقة.
 
في مارس 2018 كان الأطفال الأربعة في طريق العودة إلى ديارهم حين صادفهم طقم حوثي فيه عدد من المسلحين يتبعون القيادي في صفوف المليشيات المدعو أبو عزيز.
 
قاموا بتقييدهم وحملهم على متن الطقم بتهمة سرقة جهاز اتصال لا سلكي، وأخفوا رهيب مع رفاقه، رفيد ورائد وأشرف، لأكثر من شهرين مع تعرضهم للتعذيب بالوسائل المختلفة.
 
يقول الطفل رهيب، لـ(الساحل الغربي)، والفاجعة ما تزال في عينيه فيما يحمل جسده آثار التعذيب، كنت أحلم بحمل السلاح ولبس البزة العسكرية، ودفعني ذلك للعمل مع مسلحي الحوثي.
 
يضيف، تعرضت خلال اعتقالي في أحد مقراتهم بهجدة لتحقيقات متكررة مع التعذيب والصعق الكهربائي والجلد وإذابة البلاستيك على جسدي.
 
يكمل حديثه: لقد أذابوا في ظهري علباً بعدد القوارير التي جلبتها لهم، بطرقة وحشية بشعة وانتهاك صريح لحقوق الطفل والإنسان معاً.
 
تقول والدته، اختفى ولا أعلم أين مصيره طيلة شهرين إلى أن وجد ورفاقه مرميين على قارعة طريق القرية وهم في حالة يرثى لها لا يستطيعون السير بأقدامهم من أثر التعذيب.
 
تضيف: حملوهم الأهالي وضمدوا جراحهم وعيونهم غارقة بالألم. لقد كان مشهد الأطفال كئيباً وهم في وضع صحي يرثى له، وهذه هي عاقبة من يعمل مع مليشيا الحوثي.

ذات صلة