​في خطوة أثارت استياء واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت وثيقة متداولة عن سعي مليشيا الحوثي لإعادة إحياء أسلوب الجباية الإمامية القديم المعروف بـ "الطواف على الثمار"، وذلك عبر تعميم صادر عن فرع ما يسمى بـ "الهيئة العامة للزكاة" في مديرية حيفان بمحافظة تعز.

 

​ويقضي التعميم، المؤرخ في 4 أكتوبر 2025م، بـ منع المزارعين بشكل قطعي من جني محاصيلهم أو إخراج المواشي من المزارع إلا بعد الحصول على إذن رسمي وتحديد موعد من قبل فرع الهيئة.

 

​ولفرض هذا الإجراء القسري، اعتمدت الهيئة على ما أسمتهم "العدول"، حيث ألزمتهم بالإبلاغ الفوري عن أي محاولة للالتفاف على القرار، محملة إياهم "المسؤولية الكاملة" في حال التقاعس. والأدهى، فقد نص التعميم على إحالة أي مخالف إلى "الجهات المختصة"، في تلميح واضح لاستخدام الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين لتنفيذ عملية الجباية بالقوة تحت غطاء جمع "الزكاة".

 

​ويرى مُراقبون للشأن اليمني أن هذا الإجراء ليس مجرد تنظيم، بل هو استنساخ لطقس اقتصادي قسري كان يمارسه النظام الإمامي قبل ثورة سبتمبر 1962، حيث كان جباة الأئمة "يطوفون" على المزارع لتقدير واقتطاع جزء من المحصول حتى قبل اكتمال نضجه، ما يمثل استغلالًا اقتصاديًا مباشرًا يستهدف الفلاحين.