مأرب تحتفي باليوم العالمي للصحة النفسية بندوة توعوية موسعة
عبدالله العطار، الساحل الغربي:
11:58 2025/10/09
احتفت محافظة مأرب، الخميس، باليوم العالمي للصحة النفسية، عبر ندوة توعوية موسعة أقيمت تحت شعار «الصحة النفسية في حالات الطوارئ الإنسانية»، نظمها مكتب الصحة العامة والسكان وجامعة إقليم سبأ، بالشراكة مع الجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث (الأمين)، بمشاركة عدد من الأكاديميين والأطباء والمتخصصين في المجال النفسي.
هدفت الندوة إلى تسليط الضوء على الأوضاع النفسية للنازحين والمتأثرين بالحرب، ورفع الوعي بأهمية دعم إنشاء وتشغيل مركز متخصص لعلاج الأمراض النفسية في مأرب، إلى جانب تعزيز المفاهيم المجتمعية حول أن العلاج النفسي ليس وصمة عار، بل هو خطوة نحو التعافي وتحسين جودة الحياة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس جامعة إقليم سبأ د. محمد القدسي على أن الحرب والنزوح والإدمان والوضع المعيشي المتردي فاقمت من الأمراض النفسية بين الأفراد، وهو ما انعكس سلباً على النسيج المجتمعي والاستقرار والتنمية.. وشدد على أهمية الدمج بين الطب العلاجي والطب النفسي لبناء إنسان متوازن قادر على العمل والإنتاج.
من جانبه، دعا وكيل محافظة مأرب للشؤون الإدارية عبدالله الباكري إلى تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية لإنشاء مستشفى متخصص بالأمراض النفسية، مؤكداً أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الجسدية، وأن المرض النفسي يمكن أن يصيب أي شخص ويحتاج إلى علاج متخصص.. كما نوه إلى ضرورة التوعية بمخاطر القات والمواد المخدرة وأثرها المدمر على الصحة النفسية، مشيراً إلى توجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة بإنشاء مركز متكامل للصحة النفسية.
بدوره، أوضح مدير عام مكتب الصحة والسكان د. أحمد العبادي أن عدد الحالات النفسية المسجلة في مأرب بلغ نحو 35 ألف حالة، مؤكداً الحاجة الملحة لتوفير الدعم للأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في المدارس والمستشفيات، وفتح تخصص جامعي في الطب النفسي بجامعة إقليم سبأ، إضافة إلى إنشاء مستشفى يقدم رعاية نفسية متكاملة.
وتوزعت الندوة على ثلاثة محاور رئيسة:
العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية قدمها د. عبدالغني الجرمي، الذي شدد على أن «الصحة النفسية ليست جنوناً لكنها جزء من العافية العامة».
الاضطرابات النفسية في أوقات الأزمات، تحدث فيها الدكتوران مهيوب المخلافي وعبدالسلام المخلافي والباحثة فاطمة الحرازي.
الصبر والطمأنينة والرضا كعوامل دعم نفسي، قدمها الدكتور نبيل إسكندر، مؤكداً أن طلب المساعدة النفسية ليس ضعفاً في الإيمان، بل هي خطوة شجاعة نحو الاتزان والتعافي.
واختُتمت الندوة بجلسة نقاشية تفاعلية، قدّم خلالها المشاركون رؤى ومقترحات عملية لتعزيز خدمات الصحة النفسية في مأرب واليمن عموماً، مع التأكيد على ضرورة شراكة المجتمع والقطاع الصحي والإنساني لدعم هذا المجال الحيوي، خاصة في ظل التحديات والصعوبات الإنسانية والنزوح المتواصل الذي يعيشه اليمنيون منذ سنوات الحرب.