في واقعة مأساوية تكشف عمق الانهيار النفسي والمعيشي في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، أقدم الصيدلاني الشاب عاصم العباسي خريج كلية الصيدلة بجامعة صنعاء، على إنهاء حياته في محافظة إب، بعد أن فقد عمله وتدهورت حالته النفسية والمعيشية بشكل متسارع.

 

وأعلن العباسي في منشور مؤلم عبر حسابه في "فيسبوك" عن تناوله جرعة من السم، موضحاً أنه لم يعد يحتمل "وطأة الحياة" بعد سنوات من البطالة وانعدام أي مصدر دخل؛ وتوفي بعد يومين من نشره تلك الرسالة، في مشهد اختصر مأساته ومآسي آلاف المواطنين الواقعين تحت سيطرة وقمع الحوثيين.

 

وكان العباسي يعمل مندوباً لإحدى شركات الأدوية قبل أن يفقد عمله قبل نحو ثلاث سنوات، ما فاقم من حالته النفسية وسط غياب أي دعم أو فرص بديلة في ظل الانهيار الاقتصادي وانقطاع المرتبات، ما جعله ضحية أخرى لنظام يزداد قمعاً وفقراً كل يوم.

 

وتشهد مناطق سيطرة الحوثيين تصاعداً مقلقاً في حالات الانتحار - لا سيما بين فئة الشباب وخريجي الجامعات - نتيجة الانهيار الاقتصادي الحاد وتفاقم الأزمات المعيشية وسط تجاهل الجماعة الحوثية الإرهابية لمعاناة المواطنين واستمرارها في تسييس مؤسسات الدولة وتكريس سلطتها الأمنية والعسكرية على حساب لقمة العيش.