حملات جباية حوثية تستهدف التجار وسط اعتداءات وحشية

  • صنعاء، الساحل الغربي، خاص:
  • قبل 14 ساعة و 34 دقيقة

صعّدت مليشيا الحوثي خلال الساعات القليلة الماضية حملاتها القمعية بحق التجار في مناطق سيطرتها، حيث نفّذت اعتداءات عنيفة واقتحامات للمحال التجارية لفرض جبايات مالية بالقوة، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعانيها المناطق الخاضعة لسيطرتها.. في تصعيد يعكس نهج الجماعة في استنزاف القطاع التجاري وتدميره.
 
ففي العاصمة صنعاء، اقتحم حوثيون أحد المحال التجارية في منطقة شعوب، واعتدوا على مالكه المسنّ، وفق ما أظهره مقطع فيديو متداول؛ وتأتي هذه الحادثة ضمن موجة الابتزاز التي تكثفها المليشيا خلال شهر رمضان، حيث تفرض إتاوات مجحفة تحت مسميات مختلفة، ما يفاقم معاناة التجار والمواطنين.
وفي محافظة إب، شنت المليشيا حملة اقتحامات واعتداءات على المحال التجارية، حيث دفعت بأطقمها العسكرية لمهاجمة التجار وإجبارهم على دفع أموال طائلة تحت ذريعة "الزكاة"؛ وأظهرت مقاطع مرئية لحظات الاقتحام والاعتداء الوحشي على التجار، الذين تعرضوا للضرب والإهانة في محاولة لإرغامهم على تسليم مبالغ مالية بالقوة.
وفي محافظة حجة، شنت المليشيا أوسع حملة جباية منذ مطلع رمضان، استهدفت الأسواق والمتاجر الصغيرة وعربات الباعة المتجولين، حيث أغلقت عشرات المحال وصادرت بضائع التجار، بزعم إزالة "العشوائيات"؛ وقادت الحملة قيادات حوثية بارزة، على رأسها هلال الصوفي وعبداللطيف الجرباني، مستخدمة آليات عسكرية لتدمير الأسواق والاستيلاء على الممتلكات.
 
وأكد تجارٌ أن الحملة شملت عمليات ابتزاز غير مسبوقة، حيث أُجبر العديد منهم على دفع مبالغ باهظة مقابل السماح لهم بمواصلة أعمالهم، فيما تعرض الرافضون للاعتقال وإغلاق متاجرهم بالقوة؛ ووصلت انتهاكات الحوثيين إلى حد هدم وإزالة أسواق ومحال بأكملها، في خطوة تهدد بمزيد من التدهور الاقتصادي في المحافظة.
 
وكانت حملات مماثلة قد شهدتها حجة خلال الأشهر الماضية، وأسفرت عن إغلاق 103 محال تجارية وابتزاز مئات التجار، حيث وثّق تقرير صادر عن مكتب الأشغال الحوثي فرض جبايات بلغت نحو 270 ألف دولار على السكان في عدة مديريات، ما يؤكد استمرار نهج الجماعة في استنزاف القطاع الخاص وإفقار المواطنين.
 
وتحذر منظمات حقوقية من تداعيات هذه الممارسات، التي تضع التجار بين خيارين: الرضوخ للابتزاز أو إغلاق أعمالهم ومغادرة المناطق التي تعيش تحت قبضة الحوثيين، ما يهدد بمزيد من التدهور الاقتصادي والانهيار المعيشي.

ذات صلة