الحاكم العسكري.. النهج الإيراني في صنعاء!
03:23 2020/11/09
كان التوقيت مدروساً بعناية لتهريب الخبير العسكري بالحرس الإيراني حسن إيرلو إلى العاصمة المخطوفة صنعاء من قِبل مخابرات دول إقليمية وترحيل أمريكي واضح، فالإدارة الأمريكية منشغلة بالانتخابات، والنظام الإيراني لديه رهائن أمريكان برتب أمنية عالية، ولا تتحمل رؤية رهائنها على شاشات الفضائيات في وقت انتخابي عصيب، فكانت الصفقة تسليم الرهائن مقابل تمرير الحاكم العسكري الإيراني إلى صنعاء..
هكذا يؤكد الخبراء والمحللون القريبون من دوائر صُنع القرار في طهران وواشنطن. والنتيجة النهائية لهذه الصفقة تسجيل أهداف في مرمى "الشرعية" لسحب ما تبقى لها من رمق الشرعية وشرعنة المليشيات التي تخضع لإملاءات الحاكم العسكري الإيراني لصنعاء، والاعتراف بهذا الواقع المؤلم على أبناء الشعب اليمني، ونسيان ما تحقق من مكاسب سياسية للشرعية بمجرد اقتراب القوات المشتركة من مرفأ الحديدة ذي الأهمية الاستراتيجية لإيران بوصولها إلى البحر الأحمر بواسطة وكلائها الحوثيين في صنعاء.
لقد باشر الحاكم العسكري إيرلو ترسيخ أقدام إيران في اليمن من خلال مرتزقته الحوثة، الذين مكَّنهم من امتلاك القوة الغاشمة لإخضاع الشعب اليمني وابتزاز وتهديد دول التحالف بزعامة المملكة وتهديد أمن البحر الأحمر وخطوط الملاحة العالمية، وتغيير في التمكن الجيو سياسي والاستراتيجي لإيران وأدواتها في الإقليم والعالم..
إن مظاهر التغيير في نهج إيران في صنعاء هو الشرعنة للانقلاب الذي دعمته في 21 سبتمبر 2014م وتصفية الشخصيات التي تنتقد إيران حتى ولو سراً من المسؤولين المتحالفين مع المليشيات الحوثية لإضعاف التيارات والقوى غير السلالية وغير المؤمنة بولاية الفقيه من كوادر المؤتمر الخاضعين لإملاءاتها والمستفيدين شكلياً من بعض المناصب منزوعة الدسم مثل رئاسة الوزراء والبرلمان غير الشرعي وبعض المناصب الإدارية هنا أو هناك في المناطق التي تقع تحت سيطرتها.
تثبت الأيام والوقائع شيئاً فشيئاً تطبيق النموذج الإيراني المُصَدَّر من طهران إلى عراق العروبة وسوريا ولبنان بتحكم الأذرع الإيرانية من سدة الحكم والقرار تحت وطأة إرهاب القوة وانبطاح القوى الحية بتغليب مصلحة البقاء حتى مع الإذلال والابتزاز.
فما هي الخطوات ذات الفعالية التي تبقَّى لتحالف دعم الشرعية القيام بها عقب التشكيلة الحكومية المتعسرة والمصطدمة بمشاريع ذات بعد إمبراطوري متغطرس لا يقرأ من التاريخ إلا الأمجاد الزائفة وينسى ما تكبدوه في اليمن عندما كانوا يحتلونه في يوم من الأيام.
* كاتب تهامي